IMLebanon

سوق العمل والمناهج في آداب «اللبنانية»

العميد نبيل الخطيب
العميد نبيل الخطيب

عماد الزغبي

تنوّعت النقاشات في مؤتمر «سوق العمل ومناهج التعليم في الآداب والعلوم الإنسانية»، امس، بين المحاضرين والحضور، وتحديداً حول موضوع المناهج التعليمية الجديدة (LMD) في «الجامعة اللبنانية»، وغاص عدد من المشاركين في انتقاد هذه المنظومة التعليمية المعتمدة في الجامعة، منذ سنوات باعتبارها تقليداً للغرب، من دون أن يقدموا أي حلول بديلة، أو تحديد ما هي العقبات التي تمنع التطور التعليمي، في حين أكد آخرون أنه لا يمكن أن تبقى الجامعة على المناهج القديمة، مشدّدين على أن المطلوب هو مواكبة التطور العلمي من دون التقليد، وبما يتوافق مع سوق العمل، وفي البداية لبننة هذه المناهج.
وحده عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ـ الفرع الأول في «الجامعة اللبنانية»، د. نبيل الخطيب وضع النقاط على حروف هوية المؤتمر، الذي نظمته الكلية أمس في «قاعة نزار الزين»، لجهة تحديد نوعية التعليم الموجود في الكلية، وفرص العمل المتاحة أمام الطلاب في ظل تنوّع الإختصاصات، والعلوم المعرفية التي تقدّمها الكلية. مؤكداً أن الكلية لم تعد مجرّد كلية للدروس النظرية، تخرّج طلاباً للعمل في مجال التعليم على اختلاف مراحله، بل أصبحت تؤمن الطلاب لدخول سوق العمل بمجالاته المختلفة. ومن بين الاختصاصات المرتبطة مباشرةً بسوق العمل ذكر الخطيب: «التدقيق اللغوي، الترجمة الكتابية والفورية، التدريس، صناعة البرامج الآلية للخرائط وغيرها».
وكذلك فعلت مديرة الفرع الأول للكلية د. وداد الديك، بحيث ربطت بين التعليم والعولمة، وأهمية استدراك ما يُحاك للمنطقة العربية، بحجة ربط مخرجات التعليم بحاجات السوق، منبّهة إلى أن الغاية هي ضرب اللغة العربية، والتي بدأت تباشيرها، من خلال اقتران منطق السوق بالسلطة والسلعة بالقيمة.
وبعد استماعه إلى ما تزخر به الكلية من اختصاصات، عدّل راعي الاحتفال رئيس المجلس البلدي لبيروت د. بلال حمد، في كلمته، والتي بدأها بدهشته لما يتحقق في كلية الآداب، وإعلان عزمه الاستفادة من خبرات متخرجي الكلية.
تحت عنوان «دور المناهج في تطوير الثقافة وتحفيز الإبداع»، عقدت ثلاث جلسات، وأدار الجلسة الأولى د. عصام شبارو وتحدثت فيها د. الديك عن تأثير العولمة في المناهج، وطرحت أسئلة مهمة عن علاقة العولمة بالمشروع العربي النهضوي وعن دور الاستعمار الغربي الأوروبي والأميركي في استغلال الظروف لتحقيق مطامعه في عصر العولمة. وأدار د. علي حجازي الجلسة الثانية عن «إسهام المناهج في تعزيز المعرفة»، فتحدث د. عبد الله شرقية عن الأساليب الضرورية لتعزيز المعرفة، في حين قدمت د. سوزي حمود شرحاً مفصلاً لمناهج كلية الآداب التي كانت متبعة قبل سنة 2009، في مقارنة علمية مع المناهج الجديدة التي عرفت بـ LMD، داعية إلى كتابة تاريخ موحّد لتاريخ لبنان القديم والوسيط والحديث والمعاصر، لتحقيق العمق الوطني الواحد. ووصفت المناهج الجامعية بالخطوة الأولى لتعزيز المعرفة، مشيرة إلى أن المعرفة يحصل عليها المرء بجهده وكده من خلال مطالعته. وأثار موضوع المناهج سلسلة نقاشات، واعتبر حجازي أن أسوأ ما تمّ تناوله بالنسبة للمناهج الجديدة، هو أنها لا تقارب المناهج باللغة العربية، ولا تدرس بها، مؤكداً أن اللغة العربية تزخر بالمصطلحات، والعلوم من طب وهندسة وحساب نقلت من العربية إلى اللغات الأجنبية.
ورأى د. محسن الأمين أن الإشكالية تكمن في عولمة المناهج من دون وضع الحلول في شأنها، خصوصاً أن التعليم بات مرتبطاً بالانتماء والهوية والثقافة والاقتصاد، مشدداً على أهمية إعطاء اللغة العربية المساحة المناسبة. ودعا د. يوسف ملك للعمل بما هو في متناول اليد، وإعطاء قيمة مضافة من قبل الأساتذة للمناهج. ورأى د. غسان مراد ضرورة إعطاء وقت لتطوير المناهج.
وفي الجلسة الثالثة التي أدارتها د. غادة شريم بعنوان: «مدى توافق المناهج مع الثقافة العربية»، انتقدت د. منى رسلان مناهج LMD في ما يخصّ قسم اللغة العربية وآدابها، وبعض المواد التي تدرس فيه. أما د. أنيس الأبيض، فعرض أهمية الثقافة العربية، سواء في المشرق العربي أو في الاندلس، ليؤكد ضرورة توافقها مع المناهج. وعقدت جلستان عن سوق العمل في تخصصات الآداب، فأدار د. علي فتوني الجلسة الأولى بعنوان الملاءمة بين سوق العمل والمناهج في العلوم الإنسانية، وتحدث فيها د. غسان مراد عن أهمية المناهج الجديدة LMD وضرورة اعتماد اللغة العربية لتعزيز المعرفة، مع تأكيد أهمية الأساليب العلمية الحديثة المدعومة بالوسائل المتطورة.
وتحدث د. خالد مرعب عن الهوة بين حملة الشهادات الجامعية وبين مخزون الثقافة والفكر الواسع الذي يبدو بعيداً جداً، حتى أن بعض الجامعات برأيه تخرّج «الجهال».
وأدار الجلسة الثانية د. عبد الله فضل الله، وتحدثت فيها د. لينا بيضون عن «فتح المسارات بين التخصصات الجامعية أكاديمياً ومهنياً».
وتعقد اليوم جلستان عن تقويم المناهج بين التطوير والأداء بإدارة د. طوني الحاج، فيتحدث في الجلسة الأولى د. محسن الأمين ود. يوسف ملك، ويتحدث في الجلسة الثانية د. رياض عثمان ود. محمد العريس. وتعقد جلستان عن البحث الجامعي بين التكنولوجيا والمكتبة بإدارة د. سعيد آدم، فيتحدث في الجلسة الأولى د. جمال واكيم وفي الجلسة الثانية د. منى الدسوقي.