IMLebanon

برّي مع “التحالف” شرط عدم المسّ بالمقاومة

nabih-berri-new

كتب رضوان عقيل في صحيفة “النهار”: لم تهدأ بعد تفاعلات الدعوة السعودية لانضمام لبنان الى التحالف الاسلامي العسكري لمحاربة “داعش” وجبه الارهاب في المنطقة. وادى هذا الامر الى خلق مشكلة اخرى بين الافرقاء اللبنانيين. وانتظر “حزب الله” يومين ليصدر بيان اعتراض على هذا الطرح مشككا في اهداف هذا التحالف وما تسعى اليه المملكة، ولا سيما بعد تراكم ازماتها مع ايران والتي تنسحب في الوقت نفسه على الحزب. ولم تستقبل قوى 8 آذار بارتياح الطريقة التي اعتمدتها الرياض لضم لبنان الى هذا المحور الجديد الذي تعمل الادارة الاميركية على اطلاقه وارسال وحدات الى سوريا وقتال الجماعات الارهابية على ارضها.

وتمايز موقف الرئيس نبيه بري عن الحزب في التعامل مع هذا الموضوع الذي أثار حساسية كبيرة عند “حزب الله” والذي لم يلق ترحيب المرشح للرئاسة النائب سليمان فرنجية الذي اطلق في اطلالته التلفزيونية اول من امس اكثر من رسالة ود وايجابية حيال القيادة السعودية. وكان بري قد عزا فكرة هذا التحالف الى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومنعاً لغرق القوى اللبنانية في طريقة التعامل مع هذه الدعوة، يدعو بري الى مناقشتها على طاولة مجلس الوزراء الاثنين المقبل ولو من خارج جدول الاعمال لاتخاذ القرار المناسب حيال هذا الامر، وانه في الامكان الرد يسهولة على ما تقدمت به الرياض لانشاء هذا الاطار العسكري. ويشترط بري هنا عدم المس بالمقاومة في لبنان وفلسطين ورفض تصويرها او وضعها في دائرة الارهاب الذي يجب ان يميز عن المقاومة. ويردد امام زواره : “هذا موقفي الذي اعلنه واشدد عليه غير قابل للنقاش” من دون ان يقلل شأن خلل تغييب بلدان اسلامية مؤثرة عن نواة هذا التحالف، الامر الذي لا يسمح له بالانطلاقة الصحيحة.

ويرحب بري من حيث المبدأ بهذا التحالف “اذا كتب له النجاح”، لأنه يظهر البلدان الاسلامية امام العالم انها تتخذ موقفاً موحداً ورافضا للارهاب وتمييز صورة الدين الاسلامي عن اعمال “داعش” والمجموعات الارهابية. ويأمل في الا يأخذ هذا الموضوع مزيدا من السجالات الداخلية، ولا سيما ان لبنان لن يشارك في اي وحدات عسكرية في التحالف لاسباب مختلفة، وهذا ما تؤمن به جهات لبنانية عدة حتى تلك التي تتعاطف مع السعودية وتدافع عن التحالف.

ولم يمنع الغوص في الكلام على التحالف والردود المتبادلة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” من العودة الى مبادرة الرئيس سعد الحريري وترشيحه فرنجيه الذي اكد استمراره في السباق الى قصر بعبدا وعدم انسحابه منه، على رغم الاعتراضات التي تواجهه من ضفتي 8 و14 آذار و”الفيتو” الكبير الذي وضعه العماد ميشال عون في وجهه بـ”التكافل والتضامن” مع الدكتور سمير جعجع. ويعتقد بري هنا – قبل اطلالة فرنجيه – ان مسعى الرئيس الحريري وترشيحه لنائب زغرتا “صادق واكثر من جدي”.

وفي حال لم يتفق الاقطاب الموارنة الاربعة على اسم منهم سيصبح الطريق مفتوحا في السنة المقبلة امام وجوه مارونية اخرى “والطائفة غنية بالطاقات والشخصيات”، على قول بري الذي لا يستفيض اكثر في هذه النقطة، من دون ان يقفل الطريق على مبادرة الحريري وعلى اساس انها لا تزال سارية المفعول. ويكرر ان المشكلة مارونية. ويردد عبارته الاخيرة ثلاث مرات. ويتوجه بالاشارة الى الذين اعترضوا على قوله هذا، وان ما يحصل اثبت نظريته التي اعترضت عليها بكركي وشخصيات مارونية.

وعندما يتلقى بري سؤالا من نوع ان الاستمرار في ترشيح فرنجيه الذي لن يتقبله جعجع، قد يدفع الاخير الى ترشيح عون؟ يرد بـ “منيح”، ويدعو جميع الكتل االنيابية الى التوجه الى مجلس النواب وانتخاب رئيس للبلاد بدل الاستمرار في مستنقع الشغور كل هذه الاشهر التي قد تنسحب على 2016، اذا استمرت المراوحة السياسية على هذا المنوال.