IMLebanon

لم يَحِن بعد وقت كلام “حزب الله”!

nasrallah-aoun-1

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

هدأت جبهة الاستحقاق الرئاسي ودخلت هدنة الأعياد، علماً أن حادثة اغتيال القيادي في “حزب الله” سمير القنطار تخطتها. ويؤكد متابعون للشأن الرئاسي انه منذ تسريب خبر لقاء باريس، لا تسير الامور وفق ما يشتهيه طارحو المبادرة. والدليل ليس فقط صمت العماد ميشال عون الى اليوم، بل الأهم هو صمت “حزب الله” المدوي.

يشدد هؤلاء على انه منذ عام 2000 لم يتلقَ “حزب الله” هذا الكم من الضربات والاستهدافات السياسية والقضائية والمالية كما تلقاها في مدة زمنية لا تتعدى الشهر ونصف الشهر، أي تزامناً مع طرح المبادرة. ومع ذلك، لم يتطرق الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى الاستحقاق الرئاسي بخطابه أول من أمس لأنه لم يحن بعد وقت الكلام والالتزام، باعتبار أن الأمور ما زالت على حالها. لذا، في قراءة واقعية للحوادث، اذا لم يؤمّن الحزب ديمومته وسلاحه وكوادره فلن يسهّل انتخاب رئيس للجمهورية.

في هذا السياق، يجزم أحد السياسيين الذين يدورون في فلك فريق 8 آذار، بأن من يعتقد يوماً بلبننة الاستحقاق الرئاسي فهو واهم، وإلا لكان خيار سليمان فرنجيه سلك، ولكن مع علامات استفهام، فهو رمز من رموز 8 آذار واختاره فريق 14 آذار. وبالتالي عندما تتغلب علامات الاستفهام على الاندفاعة، فإن الاستحقاق الرئاسي يتجاوز الداخل الى الحوادث الاقليمية وتسوياتها وحلولها. بمعنى آخر، الحلول آتية على غير ما يتمنى الفريق الآخر الذي تسرّع ليقول انه يقطف ثمرة لبنانية، لكن من يريد قطف ثمار يستحقها فلينتظر أن تصبح المنطقة على طريق الحل. وهذا لا يعني أن الخيار لا يكون لبنانياً، بل بأوانٍ إقليمي.

واستكمالاً لهذه القراءة، فهو يرى انه واهم من يظنّ ان فريقاً يستطيع التفرد بفرض رئيس للجمهورية، واذا اعتقد فريق أنه عبر تشابك مصالح معينة بين 8 و14 آذار يستطيع أن يأتي برئيس فهو واهم ايضاً. وواهم من يتصوّر أن أي فريق يستطيع أن يحقق خرقاً ما ويتجاوز حلفاءه، والدليل انه في هذه الفترة كلها التي هي فترة “ترشيح” فرنجيه أو اختياره من الرئيس سعد الحريري، ببركة ظاهرية سعودية وفرنسية، تبيّن أنه لم يستطيع أن يكمل مساره، او حتى المسار متعثر. وتوقف عند عدم تطرق جلسة الحوار الى الاستحقاق الرئاسي، الذي في رأيه وضع من جديد في الثلاجة لأن الاقليم على صفيح ساخن في ما يتعلق بالتسويات.

فمن لا يقرأ في المنطقة أن الحل السوري قبل الحلّ اليمني، وأن القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن وضع خريطة طريق للحل السلمي الشامل في سوريا، وقبل أن يستتب الأمن السياسي السوري، وقبل معرفة ما ستكون الأدوار الايرانية والروسية والسعودية وكيفية تجاوز حوادث المنطقة، فإنه من الصعب استرداد الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

الى ذلك الحين، لا يتخلى فريق 8 آذار عن خياره الاستراتيجي، أي العماد ميشال عون، حتى ان فرنجيه المعني مباشرة بالترشح لم يتخلّ عن عون، بعكس فريق 14 آذار الذي تخلى فيه الحريري عن ترشيح حليفه سمير جعجع. علماً ان خير دليل على ان التسوية غير قائمة الى الآن، هو تكرار الرئيس فؤاد السنيورة ان ترشيح فرنجيه “ما زال مستمراً، وهو في مرحلة التواصل والأفكار المتبادلة، وان الأمر لم يتحوّل بعد مبادرة”. ووفق السياسي عينه، التسوية أرقى مرتبة من المبادرة، فأين التسوية إذا لم ترتقِ الى مبادرة؟ ويختم بأن السنيورة يعبّر جيدا عن واقع الحال.