IMLebanon

تنافس على نقل الغاز الى اوروبا

LNGmarket-gas
أعرب وزير الخارجية البلغاري، دانيال ميتوف، أمس الأول عن استعداد بلاده لنقل الغاز الطبيعي الإيراني إلى أوروبا، في إطار سعي صوفيا لإيجاد مصادر جديدة للغاز، على خلفية تخلي روسيا عن مشروع خط أنابيب «ساوث ستريم/ أي السيل الجنوبي» الذي كان يهدف لنقل الغاز من الأخيرة إلى أوروبا عبر بلغاريا.
جاء ذلك خلال لقاء جمع ميتوف مع رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، في طهران بحسب موقع شبكة معلومات الطاقة الإيرانية (شانا). وقال ميتوف «نحن مستعدون لنقل الغاز الطبيعي من إيران إلى الدول الأوروبية»، مضيفا أن «استراتيجية الاتحاد الأوروبي تقوم على تنويع مصادرالطاقة، ويمكن لإيران أن تلعب دورًا هامًا في هذا الصدد».
وكانت روسيا قد أعلنت أوائل كانون الأول/ديسمبر 2014 عن إلغاء مشروع خط أنابيب «السيل الجنوبي» الذي كان من المقرر يمر تحت البحر الأسود وعبر بلغاريا لتوريد الغاز إلى دول البلقان وهنغاريا والنمسا وإيطاليا. وعزت ذلك لموقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكارا للمشروع من شركة الغاز الروسية «غاز بروم».
وحينها قالت روسيا انها استبدلت المشروع بخط أنابيب جديد يحمل اسم «السيل التركي» لنقل الغاز عبر تركيا إلى الحدود مع اليونان حيث سيقام هناك مجمع لتوريد الغاز فيما بعد لجنوب أوروبا.
وبحسب موقع (شانا) فقد استهلكت الدول الأوروبية في 2014 نحو 407 مليارات متر مكعب من الغاز، وأكثر من ثلث استهلاكها تستورده من روسيا.
وتسعى إيران إلى إيجاد فرص استثمارية جديدة، بغية زيادة منتوجها من الغاز، في إطار رفع العقوبات الغربية المفروضة عليها.
من جهة ثانية قال عزيز الله رمضاني، مدير إدارة الشؤون الدولية في شركة الغاز الوطنية الإيرانية، ان «تركيا هو الطريق الأفضل لنقل الغاز الإيراني إلى أوروبا».
وأضاف أن «إيران ترجح هذا الخيار، وتعرب عن استعدادها لتحقيقه من النواحي التقنية والسياسية»
على صعيد آخر أوضح أردال طناس قره غول، الخبير الاقتصادي في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) في العاصمة التركية أنقرة، أن تركيا هي الموقع الجغرافي الأنسب لنقل غاز حوض البحر المتوسط، إلى السوق الأوروبية، موضحًا «أن منطقة شرقي المتوسط، باتت أهم سوق للطاقة العالمية، خلال الفترة الأخيرة».
وأشار قره غول أن السبب الكامن وراء رغبة إسرائيل في التعاون مع تركيا، هو معرفتها الجيدة لهذه الحقيقة.
وأفاد الخبير الاقتصادي أن نقل الغاز إلى أوروبا بأقل تكلفة ستكون حتمًا عبر الأراضي التركية، حيث أن إسرائيل تمتلك نحو 800 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، تستخرجها من حقلي «تمار» و»ليفياثان» البحريين للغاز. وأضاف أن إسرائيل لا توجد لديها خطوط أنابيب جاهزة لنقل هذا الغاز في الوقت الحالي.
وقال أيضا «ورغم أن إسرائيل ترغب في تهميش تركيا في مجال نقل موارد طاقة منطقة شرق المتوسط إلى أوروبا، عن طريق اتفاقيات مع اليونان وشمال قبرص ومصر، غير أنها أيقنت بأن أي وسيلة لنقل موارد الطاقة لن تتحقق دون التعاون مع تركيا، لذا فإن الأخيرة تشكل أهمية أكبر بالنسبة لإسرائيل في هذا المجال».
بدوره أفاد ألنور إسماعيلوف، الخبير في مركز الحكماء للدراسات الاستراتيجية في اسطنبول «عندما نأخذ بعين الاعتبار الأهمية الاستراتيجية للمنطقة، وننظر إلى البعد التاريخي للعلاقات بين القوى الإقليمية، فإنه يجب عدم الثقة بإيران وروسيا في مواضيع عديدة خصوصًا فيما يتعلق بأمن الطاقة في المنطقة».