IMLebanon

“وطن” يفتّش عن مغارة! (رولان خاطر)

christmas

كتب رولان خاطر

“يا طفل المغارة وسّع المغارة… وطني بردان رجّعلوا الطهارة”…

هي كلمات عاطفية وجدانية مؤثرة، إنّما المرتجى، التمعّن في أحرفها، التي تخطّ سطور الوطن، من ضعف، وإهمال، وأنانية، وخيانة، وهوية منتقصة، وانتماء مشكوك بثباته، وقضية مهملة.

لأنّه الميلاد، وهو الحقيقة المطلقة، لابدّ من حقيقة مرّة في لبنان تخالف حقيقتك.

فيا يسوع، إنّ الإنسانية أصبحت مولوداً فقيراً، يعيش مسكيناً، مهاناً ضعيفاً، مصلوباً على خشب الإنسانية ذاتها.

إن إنساننا مكسور الجناحين، مشرّد القرار. طفولتنا نُهكت براءتها. بيوتنا خلت من فرحتها.

نظامنا “تتهرهر” قواعده، نواطير دولتنا سقطت أخلاقاً، وشرفاً، ضميراً وأمانة، فكراً وثقافةً، إنسانية وإحساساً ووجداناً.

من يسمّون أنفسهم قادة، (مع عدم التعميم)، ارتفعوا… عمالةً، وارتهاناً لاستراتيجيات مزيّفة، وإيديولوجيات كاذبة، وعقائد معقدة، وسقطوا… زعامة، ومشروعاً، ونبضاً للقضية.

أجراس الحقيقة انطفأت، الدفء هجر أقواس المحاكم، العدالة “بردانة”، والصدق يبكي ضمير القضاة ويرثيه ويندبه ويتحسّر على فراقه.

الإيمان رُحّل من الأديـرة، وصاياك حاصرتها خيوط العنكبوت بين حجارة الكنائس، كلمات إنجيلك بردت في زوايا الصّـوامع. والقساوسة والكهنة والرهبان يقودون الرعيّة إلى خارج “الرعيّة الكبرى”.

وسط هذه التبدلات، وطننا يفتّش عن مغارة، يولد فيها من جديد. يلد معه العدالة والحق والإنسان الجديد. يلد لبنان مار شربل ورفقا والحرديني، لبنان البطولة والحرية والكتب السماوية.

ولأنّه الميلاد، ولأنه يجسد فعل تواضع وقوة ومجد من سيّد الكون، ندعوك يا يسوع…

أن يعود المجد للبنان، وأن يعود منارة في “عتم” هذا الزمان. من دفئ عينيك امسحه بالايمان، وبشّر إنسانه بميلاد لبنان الأمان”.

نرجوك يا يسوع، أن تجعل ليالي وطننا دفئاً ونوراً وبلسماً وسدّاً لغدر الداخل من الأشقاء والخارج من الأتقياء. وتحوّل نواطير دولتنا حكاماً، يعبدون العدالة، ويمتازون بالصلابة والالتزام، ويقرأون في كتاب الصدق والشفافية.

إجعل قادتنا، يتمردون على الارتهان، والذل، والخضوع، والتبعية، ويفهمون معنى القوّة الحقيقيّة. فيكونون أقوياء بك ومعك ولك.

كن يا يسوع، نجمة تسهر على اماننا، ومسيرتنا، وعلى حسن سير نظامنا، وحسن تطبيق عدالتنا وقوانيننا، ونجاح قضايانا.

يا يسوع، من أجل البراءة والطفولة، من أجل المشردين، والمقهورين، والمبعدين، والمعذبين، زر وطننا وبيوتنا، فانت فرح العيد وفرح الأيام كلها.

منذ كمِّ من الأجيال، ولبنان يعاني من ازماته التي لا تنتهي. لكن مع كل جيل، كان هناك دائماً من يرفضون ان يعيشوا إلاّ ثائـرين ومتمـرّدين وجبّـارين…

كان هناك دائماً من يحملون المسبحة في اعناقهم، والإنجيل في يد، والبندقية في يدٍ أخرى، كاسرين بهبوب إيمانهم جميع المؤامرات والمخططات التي تريد ان تكوي الوطن وإنسانه.

كان هناك دائماً أبطال لا يهابون أعداءهم، ولا يتوجّعون امام قاتليهم.

لذا، بولادتك، يا ربّ، سنشرب كأس الأمل بإنساننا الجديد، وبلبناننا الجديد. سنشرب كأس شهدائنا الذي سقطوا دفاعا عن وطننا، وسنرفع الكأس عالياً جداً جداً لنقول “يا قليلي الإيمان… ولد المسيح هللويا”.