IMLebanon

اسرائيل تلوّح بـ 2006 ثانية!

lebanon israel border

تتعامل اسرائيل بجدية مع التهديد الذي أطلقه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، بالثأر من اغتيال الأسير المحرر سمير القنطار، ويستعد جيشها لهذا الاحتمال، متوعدة في الوقت نفسه برد على الرد على غرار حرب العام 2006، لكنها مع ذلك لا تستبعد “تقديرا” بأن “حزب الله” سيتجنب التصعيد الشامل بسبب انهماكه في الحرب السوريّة.

كما تبدو اسرائيل مرتاحة الى تقاطعها مع روسيا في سوريا، حيث اغتيل القنطار وسط علامات استفهام كبيرة عن “تورط” روسي في ذلك ولو على شاكلة “غض النظر” على الغارة الاسرائيلية التي استهدفته.

رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية عاموس جلعاد قال في مقابلة موسعة لصحيفة “ماكور ريشون” أول من أمس: “لسنا مرتاحين طبعا من أن الروس يزودون إيران وسوريا بأسلحة متطورة، وتصل إلى حزب الله، لكن توجد بيننا محادثات غير محدودة وفي كافة المجالات، والحوار مع الروس صادق جدا”.

وتحسبًا لوقوع عملية نوعيّة من قبل “حزب الله”، رفع اللواء الشماليّ في الجيش الإسرائيليّ حالة التأهّب، في رسالة إلى “حزب الله”، وفي رسالة طمأنة للإسرائيليين، الذي يترقّبون كقيادتهم، ما ستؤول إليه الأيّام.

وبحسب صحيفة “يديعوت احرونوت” فان الجيش الاسرائيلي وجه تهديدات جدية برد قاس على إي عملية يبادر إليها “حزب الله”.

ورجح المحلل العسكري في موقع “يديعوت أحرونوت” الالكتروني، رون بن يشاي، أن التحذير الإسرائيلي يدل على أن الجيش يأخذ تهديد نصرالله بالرد على محمل الجد ويستعد بما يتلاءم مع هذا التقدير.

ونقل بن يشاي عن ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي استغرابهم من تعهد نصرالله بشكل علني بالرد على اغتيال القنطار والثأر من إسرائيل. ولوّح الضباط بأن “حزب الله” سيكون مخطئا إذا اعتقد أن الرد على اغتيال القنطار سيكون بدون رد إسرائيلي.

وقالت صحيفة “هآرتس”، نقلاً عن مصادر أمنيّة رفيعة، إنّ ردّ “حزب الله” سيدفع إسرائيل إلى إعلان الحرب الثالثة على الحزب وستكون قاسيّةً للغاية.

ويُمكن من خلال مواكبة ومتابعة الإعلام الإسرائيلي، إنّ احتمالات نشوب حرب جديدة بين “حزب الله” وإسرائيل على نمط حرب 2006، ما زالت قائمة متوقعة، نظرًا لتوتر العلاقة ما بين الحزب وإسرائيل، فقد يؤدّي قيام رد من قبل حزب الله بشن عملية نوعية في الداخل أو الخارج ضدّ الأهداف والمصالح الإسرائيلية، ردًّا على اغتيال القنطار الى فتح مواجهة عسكرية كبيرة، على غرار حرب 2006.

مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “هآرتس” تسفي بارئيل، أكد أنّ عملية اغتيال القنطار تنذر بمرحلة جديدة من التوتر الشديد فوق المعتاد في تقاطع الحدود السوريّة الإسرائيليّة اللبنانيّة. وأضاف أنّ إسرائيل كالمعتاد لم ترد على “حزب الله” الذي حمّلها مسؤولية الاغتيال، رغم أنّ وسائل الإعلام حول العالم تحمّل إسرائيل المسؤولية، وأن وجهة التطورات ستحددها إيران وليس “حزب الله”. ورغم حرص الحزب على عدم الانجرار لمغامرة كبيرة وكسر الوضع الحالي بنسف التفاهمات السابقة كليًّا، وفي ظلّ معطيات الجهوزية والاستعداد الذي يجب توفرها لمثل هكذا احتمال وخوض غمار حرب جديدة، تُجمع كافة الأوساط أنها ستكون في حال نشوبها مغايرة تمامًا في المضمون والنتائج المترتبة عليها وحتى الأساليب وأيضًا العمليات القتالية ذاتها وطبيعتها ومستوى وحجم ونوعية الأسلحة المستخدمة فيها، نظرًا للعوامل الهامة بل المصيرية التي تحكم الإقدام على أي خطوة وفي أي اتجاه ستكون خلال أي رد محتمل على عملية الاغتيال المنسوبة لإسرائيل، من تلك العوامل الغوص في الساحة السورية وتأثير ذلك على لبنان وسوريّا واحتمال فتح الجبهتين بشكل جدي هذه المرة الجولان ومزارع شبعا.

ورغم أنّ فرص تحقق هذا الاحتمال ضعيفة، إلّا أنّه يظل واردًا، نتيجة لتطور الأحداث ومجريات الأمور في الميدان.

محلل الشؤون الفلسطينية أفي يسخاروف، أشار الى أنّ التقديرات المحتملة لرد “حزب الله”، هي أن الحزب سيرد على اغتيال القنطار لكن السؤال هو ما حجم الرد. وأضاف أنّه في أعقاب اغتيال جهاد مغنية مطلع العام الحالي، اكتفى “حزب الله” بإطلاق صواريخ مضادّة للمدرعات نحو موكب عسكري إسرائيلي، وتسببت بمقتل جنديين إسرائيليين. وأشار إلى أنّ إسرائيل تجنبت الرد التصعيدي على ذلك، وأن الطرفين سعيا لمنع تدهور الأوضاع.

وبحسب يسخاروف، فإنّ التقديرات هي أن يتجنب “حزب الله” التصعيد الشامل بسبب انهماكه في الحرب السوريّة.