IMLebanon

لماذا يضعون العراقيل أمام تفعيل مرفأ طرابلس؟

TripoliPort
جوزف فرح

تصوروا لو ان الكشاف الجمركي الوحيد الذي يعمل في مرفأ طرابلس قد غاب بسبب من الاسباب عن عمله، فهل يتوقف العمل في المرفأ بحجة عدم وجود كشافين جمركيين، بينما ينعم مرفأ بيروت بأكثر من 44 كشافاً جمركياً.
تصوروا ان هذا الكشاف الجمركي الذي يقوم بعمله في المرفأ على اكمل وجه، كيف سيكون وضعه مع وضع الرصيف الجديد للمرفأ موضوع العمل، بحيث يضطر الى التنقل بين ارصفة المرفأ للكشف دون ان تتخذ ادارته اي قرار بزيادة عدد الكشافين الجمركيين، انطلاقاً مع الستراتيجية الجديدة التي وضعها المسؤولون المحليون والمسؤولون في وزارة الاشغال والنقل بتفعيل هذا المرفق لتأمين المزيد من فرص العمل وتكثيف الدورة الاقتصادية في الشمال واعطاء دور محوري محلي ـ اقليمي ـ دولي له.
عمدت ادارة الجمارك الى اتخاذ قرار بترفيق جميع ارساليات الالبسة والنسيج التي تصل في شاحنات عبر البواخر من مرفأ طرابلس الى مرفأ بيروت للكشف عليها ودفع رسومها بدلاً من ان ترسل كشافين جمركيين للكشف عليها في مرفأ طرابلس، فقامت قيامة المخلصين الجمركيين والوكلاء البحريين والمتعهدين وعمال المرفأ والفعاليات المدنية والسياسية مهددين باللجوء الى الاضراب العام، مما اضطر ادارة الجمارك للعودة عن قرارها.
اما بالنسبة لزيادة عدد الكشافين الجمركيين فقد وعدت ادارة الجمارك بزيادة العدد في اوائل السنة المقبلة، خصوصاً ان الرصيف الجديد الذي تديره شركة «غالفيتنر» سيعتمد بشكل اساسي على حركة الحاويات وقد بدأت بوادرها بوصول باخرة الاسبوع الماضي محملة بالحاويات وينتظر ان تصل باخرة ثانية قريباً، مما يؤكده رئيس مجلس ادارة الشركة طوني عماطوري ان العمل في الرصيف الجديد قد بدأ ويتوقع ان يشهد مرفأ طرابلس نهضة تطلعه نحو الاقليمية والعالمية.
الجدير ذكره ان رئىس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي قد وجه كتاباً الى وزير المالية علي حسن خليل طالبه فيه بزيادة عدد الكشافين، مشيراً الى الخلل الكبير الذي يعانيه المصدرون والمستوردون واصحاب البواخر والتجار والمخلصون الجمركيون بسبب عدم وجود العدد الكافي من الكشافين والى عراقيل روتينية تؤخر العمل في المرفأ، معتبراً ان مرفأ طرابلس هو مرفأ لبنان في عاصمته الثانية بما له من دور اساسي وحيوي في دعم خزينة الدولة من دون ان ننسى انه يشكل مصدراً لمداخيل اهل المدينة ومنطقة شمال لبنان وبالتالي مورداً لانعاش الاقتصاد الوطني وتعزيز حركة التجارة من والى لبنان ورفع مستوى الاستثمار في هذ المجال.
كما كان رئىس المرفأ احمد تامر قد طالب بزيادة عدد الكشافين الجمركيين، لان مرفأ طرابلس بدأ يلعب دوراً اساسياً في منطقة الشمال ودوراً مرتقباً في عملية اعادة بناء سوريا بعد حلول السلام فيها، مرجحاً ان يكون عدد الحاويات المتوقع تفريغها في العام الواحد 200 الف حاوية والمرفأ قادر على استيعاب 300 الف حاوية، وفي حال زيادة الارصفة والمساحات ان يصل العدد الى 400 الف حاوية خصوصاً مع تشغيل رافعتين عملاقيتين و12 رافعة نصف عملاقة و60 الية صغيرة وضعتها شركة غالفيتنر بتصرف المرفأ وذلك من اجل الاسراع في انهاء الاعمال والتفريغ بصورة سريعة، مما يؤهل المرفأ لمنافسة المرافىء الاقليمية الاخرى بعدما اصبح يؤمن الخدمات كافة، من تفريغ وشحن وحاويات وبواخر «رورو» وركاب الخ…
تجدر الاشارة الى انه تم انجاز الرصيف الجديد وبدأ يستقبل بواخر الحاويات بعد تجهيزه بالمعدات والالبان اللازمة اضافة الى الرافعات الجسرية من اجل تأمين السوق اللبنانية وربطه بمرفأ بيروت ومرافىء عربية اخرى.
يبلغ طول الرصيف 600 متر بعمق 15.5 متراً وهو يشكل قيمة مضافة لكل المشاريع والبرامج التي تندرج في سياق تأهيل مرفأ طرابلس وتطويره.
وفي هذا السياق، ومن اجل تنشيط الحركة في المرفأ استقدمت شركة «غالفيتنر» باخرة تعمل يومياً بين مرفأي بيروت وطرابلس لتسهيل عملية النقل وتجنباً لازدحام السير البري.
على اية حال، فان العمل في مرفأ طرابلس قد انطلق وبالتالي لا يمكن لاي طرف او جهة ان توقفه خصوصاً ان هناك قراراً من القيادات السياسية الشمالية بضرورة تحريك بعض الملفات الاقتصادية ومنها مرفأ طرابلس الذي يؤمن فرص العمل العديدة ويحرك الدورة الاقتصادية والقطاعات الانتاجية، وان دوره سيتخطى المجال المحلي والشمالي، لأن القيمين عليه يخططون ليلعب دوراً محورياً في المنطقة، نظراً لقربه من سوريا وتركيا، كما انه مؤهل ليلعب دوراً مميزاً على صعيد الترانزيت البحري…
ومن المتوقع ان تعاود الاتصالات حماوتها بعد الاعياد ليبدأ مرفأ طرابلس عمله بشكل طبيعي.