IMLebanon

خدمات الجيل الرابع: تقاسم 200 مليون دولار بين 3 شركات

TelecomMinistry3
محمد وهبة

قبل أشهر أطلقت شركتا الخلوي في لبنان «تاتش» و«الفا» اللتان تشغّلان شبكتي «Mic1» و«Mic2» المملوكتين من الدولة اللبنانية، المرحلة الأولى من مناقصات توريد وتركيب أجهزة الجيل الرابع من الانترنت (4G). وبحسب مصادر مطلعة فإن هذه العملية جرت بمتابعة مباشرة من وزير الاتصالات بطرس حرب، وهي تشكل مناقصتين لتوريد وتركيب أجهزة الجيل الرابع على شبكتي الخلوي في أكثر من 1400 موقع بكلفة تصل إلى 100 مليون دولار لكل شبكة، أي ما مجموعه 200 مليون دولار.

وقد سبقت هذه الخطوة فترة تجريبية لتكنولوجيا الجيل الرابع على الشبكتين قدّمتها شركات عالمية بصورة مجانية لوزارة الاتصالات. وقد جرى اختبار هذه الخدمات على مدى الأشهر الماضية بهدف إجراء التحضيرات اللازمة لإطلاق الشقّ التجاري من خدمة الجيل الرابع. وفي تشرين الأول الماضي أطلقت مناقصتين تشملان شراء أجهزة «RADIO»، فاستقطبت عدداً من الشركات على النحو الآتي: شاركت شركة هواوي وإريكسون ونوكيا والكاتيل وZTE في المناقصة التي أطلقتها شركة «تاتش»، وشاركت كلّ من هواوي وإريكسون ونوكيا والكاتيل في مناقصة شركة «ألفا».

أما المعايير المنصوص عنها في دفتر الشروط فتفرض على العارضين التقيد بمعيارين لتقديم العروض، أي تقديم عرض تقني حصّته 60% من العلامات التي توضع على مجمل العرض، والثاني عرض مالي تجاري حصّته 40% من العلامات.
وصباح يوم الخميس الماضي، فُتحت العروض التقنية. وكان لافتاً أيضاً، بالنسبة للمطلعين، أن هناك اتفاقاً شفهياً بين شركتي نوكيا والكاتيل، حول المشاركة في المناقصتين نظراً لاسباب خارجية متصلة بصفقة تقوم بها نوكيا للاستحواذ على ملكية شركة الكاتيل، لكن الأغرب في القضية أنه جرى استبعاد شركة ZTE من كلتا المناقصتين بالاستناد إلى بعض القضايا التقنية التي وصفها المطلعون والخبراء بأنها سطحية ومغلوطة، مثل استعمال الدعائم الحديدية لأجهزة الجيل الثالث من أجل تركيب أجهزة الجيل الرابع، وقنوات التواصل والتنسيق المقرّرة من شركة (4G) على الشبكتين، علماً أن شركتي هواوي وZTE تقدّمان حالياً الخدمات التجريبية لتكنولوجيا الجيل الرابع (4G) في نحو 200 موقع في لبنان، ولم ينتج عن ذلك أي مشاكل في التنسيق والتواصل بين الشبكتين.
وفي المحصّلة جاءت نتيجة المناقصة على النحو الآتي:
ــ بالنسبة للشبكة التي تديرها تاتش، فقد جرى تلزيم شركة هواوي توريد أجهزة الجيل الرابع.
ــ بالنسبة للشبكة التي تديرها ألفا، فقد جرى تلزيم شركة اريكسون توريد اجهزة الجيل الرابع.
ــ منحت شركة نوكيا جائرة ترضية من أجل المساهمة في توريد الأجهزة في أكثر من 200 موقع من 1400 موقع ستجهز بتكنولوجيا الجيل الرابع.

مصدر الشكوك والاستغراب في هذه الصفقة، ليس محصوراً فقط بنتيجتها التي تستبعد شركة واحدة وتمنح الباقين «هدية» تقاسم الـ200 مليون دولار، بل يتعلق أيضاً بالعلاقات التي تجمع الشركات المشغلة في لبنان، مع الشركات العالمية في أكثر من بلد، وبعلاقة هذه الشركات مع بعض المسؤولين في لبنان. فمن المعروف أن هناك تنافساً قوياً بين شركتي هواوي وZTE ذات الأصل الصيني، وأن الأولى لديها علاقة عضوية لتوريد الأجهزة والمعدات مع شركة «زين» الكويتية، وأن هواوي قدّمت قبل فترة دعوة سفر مجانية إلى الصين لوزير الاتصالات… ولذلك يستنتج المطلعون والعاملون في قطاع الاتصالات أنه كان هناك إصرار على استبعاد ZTE في العرض التقني حيث يمكن «تفخيخ» الشروط وجعلها بعيدة عن شروط التوريد، وذلك من أجل الالتفاف على العرض المالي. فالنتيجة النهائية تظهر أن هناك مقاسمة لا مناقصة.