IMLebanon

هجمات ترامب على المصرفيين تُثير الدهشة في «وول ستريت»

donald-trump-usa-presidential-candidate
جينا شون

كان من الغريب أن تصدر تلك الهجمات، من المرشّح الجمهوري في الولايات المتحدة، وهو الذي يعتمد على المصارف لتعزيز آماله وأعماله.

في الوقت الذي يقوم فيه دونالد ترامب بحملته السياسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة، من خلال إثارة معقل الجمهوريين بالهجمات اللفظية الشعبوية، إلا أن المهاجرين ليسوا وحدهم من وضعهم قُطب العقارات الملياردير نصب عينيه.

شنّ المرشّح الأوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة أيضا حملة عالية ضد “وول ستريت”، متّهما صناديق التحوّط “بالنجاة من عقاب ارتكاب جريمة” – وهو إلى حد ما أمتع المصرفيين الذين ساعدوا في تمويل صعود إمبراطوريته التجارية.

قال أحد المصرفيين في “وول ستريت” الذي قدّمت مجموعته لعقارات ترامب تمويلا بملايين الدولارات: “استمتعتُ كثيرا بتعليقات ترامب بشأننا نظرا لأنه واحد منا، على الأقل من جانب الأعمال. إنه يشعر براحة تامة بخصوص -وول ستريت- والمصرفيين”.

ترامب يُميّز نفسه بأنه ليس مدينا لأي أحد، ساخرا من مديري صناديق التحوّط باعتبارهم “أشخاصا يخلطون الأوراق و… يكون الحظ حليفهم” ويُسلّط الضوء على مقارنة بسِجلّه الخاص من مشاريع البناء الكبيرة.

مع ذلك، لعبت المصارف الكبيرة وصناديق التحوط دورا محوريا في نمو إمبراطوريته العقارية، من خلال تزويد شركاته بالقروض، والحصول على حصص في عقارات ترامب وإعادة هيكلة شروط الديون في الأوقات التي عانى فيها من متاعب – كما كان قد اعترف بسعادة في الماضي.

إفلاس شركة ترامب

قال ترامب في بيان صحافي في عام 2004، عندما قدّم المصرف مساعدته خلال إفلاس عام 2004 لشركة ترامب هوتيلز أند كازينو ريزورتس، وهي شركة قابضة لعدة عقارات: “مورجان ستانلي هو واحد من أفضل البنوك المصرفية الاستثمارية في وول ستريت. نحن سعداء بشأن الفرصة للعمل مع (العضو المُنتدب السابق في مورجان ستانلي) ميتش بيتريك وفريق عمله، نظرا لسِجلهم الحافل”.

أصبح مورجان ستانلي المُنظّم الرئيس المشترك لتمويل بقيمة 500 مليون دولار كجزء من إعادة هيكلة الشركة، في حين أن بنك يو بي إس قدّم المشورة لشركة ترامب هوتيلز، كما ساعد أيضا بتنظيم عملية التمويل. بنك مورجان ستانلي ومجموعات مالية أخرى رفضت التعليق حول ترامب.

وقالت المُتحدّثة باسم حملة ترامب إن انتقاداته لـ”وول ستريت” كانت تتركّز على التبرعات السياسية الكبيرة، وثغرة مبالغ الفائدة المرحَّلة إلى سنوات لاحقة، التي تُقلّل قيمة الضرائب التي يدفعها صناديق التحوّط ومديري الأسهم الخاصة.

وأضافت المُتحدّثة: “ترامب يموّل حملته بنفسه وليس مدينا لهذه الجهات المانحة الكبيرة للمال في “وول ستريت” أو أي مجموعة أخرى”، قائلة إن مثل هذه التبرعات غالبا ما تؤثر وتُسيطر على “السياسيين الذين يتحدّثون كثيرا ولا يتّخذون أي إجراء”. وقالت أيضا: “الأشخاص الوحيدون الذين يُعتبر ترامب مدينا لهم هم الشعب الأمريكي”.

حتى الآن، هذا الخطاب “الخارجي” عزّز حملة ترامب. حيث يُسيطر على 36.5 في المائة من الدعم في السباق للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، في متوسط مُتجدد لاستطلاعات للرأي التي تجريها شركة ريل كلير بوليتيكس، ويتمتّع بفارق واضح في الانتخابات التمهيدية في نيو هامبشاير.

وقال أحد المصرفيين الذي عمل على صفقات ترامب العقارية إن الملياردير كان قد بنى علاقات جيدة مع “وول ستريت”، مُستفيدا من رغبة العاملين في القطاع المالي بالمشاركة في أعماله. كما كان ماهرا أيضا في إعادة التفاوض على صفقات الديون، والاستفادة من المصارف وصناديق التحوّط التي أرادت استعادة على الأقل بعض المال من استثماراتها.

تلك المهارات ساعدت ترامب في أول عملية إفلاس لشركاته في عام 1991، التي تضمنت كازينو تاج محل المُثقل بالديون في أتلانتك سيتي. على الرغم من أنه ضمن شخصيا ما لا يقل عن 900 مليون دولار من ديون كازينو تاج محل، إلا أنه تجنّب الحاجة إلى إعلان الإفلاس الشخصي من خلال إقناع المصارف، بقيادة بنك تشيس مانهاتن، بإعادة هيكلة المطلوبات.

بعد دعم مجموعة سيتي جروب

بعد ذلك بعام، قدّم فندق بلازا التابع لترامب طلبا لإعلان الإفلاس. تدخلت مجموعة سيتي جروب، ما أدى إلى قيام عدد قليل من المصارف بشراء حصة بنسبة 49 في المائة من العقار. في وقت لاحق تم بيع فندق بلازا إلى مجموعة من المستثمرين في الخارج بما في ذلك الأمير السعودي الوليد بن طلال، الذي خاض في الآونة الأخيرة معركة على موقع تويتر مع ترامب، حول خطة الأخير لحظر المسلمين من دخول الولايات المتحدة.

كما قد نشبت خلافات أيضا بين ترامب وول ستريت في السابق. في عام 2008، رفع دعوى قضائية ضد دويتشه بانك ومصارف أخرى حول قرض بناء بقيمة 640 مليون دولار من أجل فندق وبرج ترامب الدولي في شيكاغو.

وقال ترامب إن الأزمة المالية منعته من سداد القرض إلى دويتشه بانك وشركة فورتريس للاستثمار في الوقت المُحدّد.

واستجاب دويتشه بانك برفع دعوى قضائية ضد ترامب للحصول على السداد. وتوصل الجانبان إلى تسوية في عام 2010، حيث قبِل دويتشه بانك تمديد شروط القرض لمدة خمسة أعوام.

البنك الخاص التابع لدويتشه بانك يوفّر قرضا بقيمة 170 مليون دولار لأحد مشاريع ترامب الأخيرة، فندقه في العاصمة واشنطن. البناء في فندق ترامب الدولي من المتوقع أن ينتهي في العام المُقبل.

وعد إيكان بتولي وزارة الخزانة

علاقات ترامب مع الشركات المالية الكبيرة كانت أكثر ودّا في عام 2009، بخصوص عملية الإفلاس الأخيرة لشركاته. شركة ترامب هوتيلز أند كازينو ريزورتس، بعد أن خرجت في السابق من الحماية من الإفلاس في عام 2005، وقعت في المتاعب مرة أخرى تحت الاسم الجديد، ترامب إنترتينمينت ريزورتس.

لذلك، اتّحد ترامب مع أفينو كابيتال، صندوق التحوّط الذي أسّسه مارك لاسري، لصدّ محاولة استحواذ من قِبل بيل بانك وكارل إيكان، المستثمر الناشط. وتم المصادقة على الخطة التي وضعها هو وحلفاؤه من صناديق التحوّط من قِبل أحد قضاة الإفلاس.

غير أن إيكان لا يحمل أي ضغينة. فهو يدعم ترامب للرئاسة – وحتى أنه قبِل لفترة وجيزة عرضه ليكون وزيرا للخزانة.

قال ويلبور روس، المستثمر الملياردير الذي قدم النصح والمشورة لحاملي السندات في عملية إفلاس ترامب الأولى: “لعله كانت لدى ترامب تعاملات مع وول ستريت أكثر من أي شخص آخر، لكن حتى الآن ليست هناك أي وجهات نظر جديدة من جانبه بخصوص هذا الموضوع، باستثناء أنه أشار في مرحلة ما إلى أنه ربما يعين كارل إيكان وزيرا للخزانة”.

وأضاف: “إيكان من أنجح مديري صنادق التحوط، لذلك أغلب ظني أن ترامب لن يدين كامل أصحاب هذه الفئة”.