IMLebanon

الكورة: زيت الزيتون تحت رحمة المستورد

OliveOil2

لم تكتمل فرحة المزارع الكوراني، بإمكانية بيع زيته البكر الممتاز بأسعار مربحة، حتى غرقت أسواق الكورة بالزيت المستورد من دول الجوار، وبأسعار منخفضة جدا، ما ألحق خسائر كبرى بالمزارعين، وأدى الى جمود كامل في حركة بيع الإنتاج المحلي لهذا العام، بانتظار صدور قرارات رسمية من الدولة تدعم هذا القطاع.
فبعد تراجع كمية الإنتاج في السنتين الماضيتين، ارتفع الطلب هذا العام على الزيت مع بداية موسم القطاف، برغم أن الموسم كان شحيحا في العديد من البلدات الكورانية، بسبب مرض عين الطاووس، إلا أن إنتاج البلدات الاخرى مثل بصرما وكفرحزير وكوسبا وكفرعقا وداربعشتار وانفه وقسم من اميون كان وافرا، كما ان نوعية الزيت التي استخرجت جاءت ممتازة من «الباب الأول».
يعود سبب جودة الإنتاج هذا العام وفق جوزيف منصور (صاحب معصرة) إلى أن «حبوب الزيتون لم تسقط على الأرض، ولم يخرقها الدود». وهذا ما أدى الى ارتفاع سعر تنكة الزيت الى 120 دولارا. لكن مع دخول الزيت الاجنبي مطلع كانون الاول تقريبا توقف التصريف المحلي، وتوقفت كليا عمليات البيع، وفق تأكيد المزارعين على ان سعر التنكة بات مرهونا بمنع الاستيراد من الخارج، أو فرض ضريبة عليه، بحيث إن سعر تنكة الزيت الخضير المستورد تباع بمئة الف ليرة، وما دونها نوعية يباع بـ75 الفا و50 الفا، في حين ان كلفة تنكة الزيت الواحدة في الكورة تتعدى الـ135 الف ليرة، من حيث القطاف والنقل والعصر وغيرها.
كما أن سعر كيلو الزيتون الخضير يتم بيعه بأربعة آلاف ليرة، في حين ان المستورد عرض منذ أسبوعين بـ850 ليرة، ويعود السبب لكلفة أجر العامل اليومية التي تصل الى 20 الف ليرة والفاروط بـ25 الف ليرة.
عدا ذلك فإن العديد من معاصر الزيتون في الكورة لم تفتح هذا العام نظرا لتشديد وزارة الصحة على امتلاك كل منها للمواصفات المطلوبة، ولتحقيق ذلك تحتاج هذه المعاصر بحد ادنى، الى عشرة آلاف دولار، ككلفة إعادة تأهيل، في حين ان مدخول الموسم لا يتعدى الثلاثة آلاف دولار.
تجاه ما يعانيه المزارع الكوراني، الذي يعتمد في معيشته على إنتاج حقوله، من جمود بيع زيته، أبدى مدير قطاع الزيتون في برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان USAID المهندس الزراعي رولان عنداري خشيته من الاستمرار في تراجع سعر الزيت الكوراني، اذ ان بيع التنكة استهل بـ120 دولارا وتراجع الى مئة ثم الى 90 الى ان توقف.
ويشدد عنداري على ضرورة العمل على «تخفيض كلفة الانتاج، بدءا من القطاف الذي يشكل نسبة 50 في المئة من المصاريف العامة لاستخراج الزيت». مشيرا الى أهمية استعمال «القطافات» التي تساعد على تخفيض المصاريف، مطالبا بدعم الدولة لهذا القطاع.
ويعلن عنداري عن استعداده لإجراء «دورات تدريبية للمزارعين، ومنحهم الإرشادات لتحسين نوعية الزيت»، وذلك عبر طرق القطاف الحديثة، والمعاصر النموذجية المتطورة، ووسائل تخزين الزيت الصحيحة. اذ ان الطرق التقليدية كثيرا ما تسيء لنوعية الزيت. في حين ان رغبة التاجر والمستهلك الحصول على زيت بنوعية ممتازة وسعر مخفض.
وفيما يعبر غالبية المزارعين عن قلقهم تجاه مصير زيتهم، أمل رئيس مجلس إنماء الكورة المهندس الزراعي جورج جحى «تنشيط حركة بيع الزيت بعد الانتهاء كليا من عصره، اذ ان الزيت لا يباع مباشرة من المعاصر، انما يحتاج لفترة راحة، والى تمكن التجار من تثبيت سعر مبيعه».