IMLebanon

لا بديل عن وحدة “14 آذار” (بقلم جوزف الخوري)

14-mars

 

كتب جوزف الخوري:

يجمع الكثيرون من اللبنانيين عموماً، ومن جمهور “14 آذار” و”تيار المستقبل” تحديداً، على أن مبادرة تيار “المستقبل” بترشيح أحد أقطاب “8 آذار” النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية من دون موافقة الشركاء في “14 آذار” شكلت خطأ مؤذياً. وهذا ما يخلق امتعاضاً كبيراً من “الاجتهادات” السياسية الحريرية التي تكاد في أحيان كثيرة أن تطيح بتحالف قوى “14 آذار.”

لكن، والحق يُقال، أنّ سعد الحريري لا بديل له اليوم على الساحة اللبنانية بالنسبة الى “14 آذار”، وبشكل خاص بالنسبة الى المسيحيين في 14 آذار وفي طليعتهم “القوات اللبنانية” و”الكتائب اللبنانية”، وذلك انطلاقاً من عوامل عدة، وأهمها:

ـ يشكل سعد الحريري بما ومن يمثل من جمهور سني عريض نموذج لللاعتدال السني الذي لا بديل له في لبنان. وفي هذا الإطار لا بدّ من الإشارة الى ما تسبّبت به الإطاحة بحكومة الحريري في كانون الثاني 2011 و”نفي” رئيس “المستقبل” الى الخارج بـ”وان واي تيكيت”. فهذا الخطا الجسيم الذي ارتكبه “حزب الله” يوم ظنّ أنه بات مرتاحاً في ميزان القوى الإقليمي والدولي، أدّى الى إفراغ الساحة السنية سياسياً. وانطلاقاً من القاعدة الأساسية بأن “الطبيعة تأبى الفراغ”، أدى ذلك الى تنامي بعض حركات التطرّف السني بسبب إضعاف تيار المستقبل.

ـ يشكل تيار المستقبل الشريك السني الوحيد ضمن 14 آذار، ولا تستطيع كل القوى السنية الأخرى مجتمعة أن تشكل بديلاً للتيار الأزرق، ولذلك فإن لا 14 آذار من دون “المستقبل”.

ـ تصدّع قوى 14 آذار يصبّ فوراً وحكماً في مصلحة “حزب الله”، وهذا ينعكس سلباً على مختلف أطراف 14 آذار، وإن كانوا على خلاف أو تباين حول عدد من الملفات والمواضيع. وبالتالي فإن لا مصلحة لأي فريق داخل 14 آذار في إضعاف أي حليف 14 آذاري، وخصوصاً أن 14 آذار بعد انسحاب النائب وليد جنبلاط منها بقيت على الثنائية المسيحية – السنيّة، وبالتالي لا مصلحة لأحد بضرب هذه الثنائية.

ـ جمهور تيار المستقبل لا يزال في قلب “ثورة الأرز” لناحية الاقتناع بثوابت 14 آذار والإصرار عليها، وفي الوقت نفسه فإن هذا الجمهور، الذي يشكل الرئيس الشهيد رفيق الحريري مصدر إلهام له، يمثل سعد الحريري بالنسبة إليه حامل إرث الرئيس الشهيد وحامل أمانته، ولو أخطأ في ملفات. وبالتالي فإن لا مصلحة لأحد في إحراج هذا الجمهور من خلال ضرب سعد الحريري.

ـ لا يمكن نجاح أي مواجهة سياسية في لبنان في وجه المحور الإيراني- الأسدي من دون 14 آذار والتي تمثّل الشراكة المسيحية- الإسلامية. وبالتالي فإن سقوط “14 آذار” يعني سقوط الهيكل على رؤوس الجميع ولا يرحم أحداً.

بناءً على كل ما تقدّم، يجب أن يبقى أطراف 14 آذار حريصين على الشراكة فيما بينهم. كما يجب ألا تدفع أي تسويات نحو انفراط عقد تحالف 14 آذار، لأنه عندها ستتحوّل حكما أي “تسوية” الى “استسلام”!