IMLebanon

بيئيون في الكورة قدموا للمشنوق كتابا لوقف التلوث البيئي المنبعث من شركات شكا

 

CarbonPollution

زارت لجنة المتابعة في تجمع الناشطين البيئيين في الكورة وزير البيئة محمد المشنوق بمشاركة ممثلين عن لجنة كفرحزير البيئية وعن تجمع الهيئات الزراعية في الكورة، وقدم الوفد إلى وزير البيئة الكتاب الاتي:

“معالي الوزير، هل من المستحب وأنت تجلس بسلام مع عائلتك أن يأتي من يقتل أولادك ويفجر منزلك ويجرفه ليقيم مكانه مقلعا لعينا؟ أليس هذا هو الإرهاب بعينه؟ فكيف إذا اجتمع الإرهاب البشري مع الإرهاب البيئي؟ أهل الكورة يتعرضون للابادة يا معالي الوزير الحبيب”.

اضاف: “نسبة الوفيات بالسرطان الذي سببته شركات شكا هي أكثر من 70% من معدل الوفيات في الكورة. والأمراض الوراثية والتشوهات الجينية وأمراض الربو هي الأكثر نسبة في العالم في القرى المحيطة بشركات شكا. فمقالع شركات شكا الجهنمية وصلت إلى البيوت السكنية لبلدة كفرحزير، أكبر القرى مساحة مهددة بالإزالة نهائيا بعد إنشاء مئات المقالع فيها، استخرج منها أكثر من عشرين ألف طن من التراب يوميا طوال سنوات، ووصلت إلى عين ماء القرية التاريخية”.

وتابع: “مقالع شركات شكا وصلت إلى أهم غابة تحريج في لبنان، مشروع تحريج كفرحزير، وجرفت جزءا من الغابة وحولته إلى مقالع وأنشأت طرقا وعمليات جرف وسط الغابة. فجبال الكورة التي تحمي الكورة من الرياح الغربية والبحرية تزال واحدا تلو الآخر لتحل محلها مئات المقالع وليس مقلع واحد، وتتحول إلى وديان لا أثر فيها للحياة. فآلاف أطنان المتفجرات استعملتها هذه الشركات، ولا زالت، في مقالعها. ومرات كثيرة في مياه الشاطىء المجاور، وهذه التفجيرات تؤدي إلى اهتزازات بمعدل 5,3 على مقياس رختر، علما أن منطقة الكورة هي على خط الزلازل”.

واوضح “سهل زيتون الكورة قضي عليه في الكورة الوسطى بسبب مرض عين الطاووس الذي أدت إلى استفحاله مقالع التراب الأحمر التي حفرتها هذه الشركات وتحولت إلى بحيرات أدت إلى ارتفاع خطير في الرطوبة بعد أن قضى المطر الأسيدي المنهمر من هذه الشركات على زراعة التين واللوز والعنب في الكورة. ولا زالت هذه الشركات تستعمل الفحم البترولي (البتروكوك) الحارق للبيئة رغم أن عددا كبيرا من دول العالم وعلى رأسها الأردن، منعت استخدام الفحم البترولي في مصانع الإسمنت بسبب الإنبعاثات الخطيرة والمميتة التي يسببها، وعلى رأسها ثاني أوكسيد الكبريت، الكربون، الرصاص، الزنك، بخار الزئبق… هذه الإنبعاثات التي تتسبب مع غبار مادة الكلينكر بسرطان الرئة، البلعوم، المعدة، وتجلط شرايين القلب والدماغ والإلتهابات الكيميائية الخطيرة”.

اضاف: ” ان المطر الأسيدي الذي تمطرنا به هذه الشركات، قضى على الزراعة والغذاء والماء والهواء ودمر ثروة الكورة السياحية والبيئية. ولوثت هذه الشركات مياه الشاطئ والمياه الجوفية بعد سرقة كميات هائلة من المياه الجوفية دون حسيب أو رقيب”.

وتابع: “تشكل هذه الشركات بؤرة للفساد المالي الخطير، فهي تقوم برشوة العديد من ضعاف النفوس، وهذه الرشاوى ليست إلا جزءا يسيرا من الأرباح الفاحشة التي تحققها من سرقة تراب الكورة ومياهها. إذ أن طن الإسمنت يباع بحوالي مئة دولار أميركي في حين أنه لا يكلف إلا دولارات قليلة، بينما أفضل أنواع الإسمنت المستورد تصل إلى لبنان بأقل من خمسين دولارا، ويمكن أن ينحدر السعر نتيجة انخفاض ثمن البترول ومشتقاته”.

وجاء في البيان : “باسم من تبقى في الكورة بعد مجزرة السرطان الأسوأ في العالم التي سببتها شركات شكا المجرمة، وبعد أن استفحلت جرائم الإرهاب البيئي والبشري لشركات شكا، ندعو إلى إقفال هذه المصانع الخطيرة أسوة بالدول التي بدأت تتنبه إلى مخاطرها كاليونان التي أقفلت منذ فترة وجيزة معمل كالكيدا للاسمنت”.

وتابع: “إن استيراد الإسمنت بسعر لا يتعدى نصف السعر الذي تبيعه هذه الشركات للشعب اللبناني هو الأمر الأكثر حكمة وسلامة وربحا للشعب اللبناني وللخزينة اللبنانية وإيقافا للتلوث البيئي المدمر للكورة وجوارها”، مناشدا “إيقاف جريمة حفريات ومقالع هذه الشركات وإقفالها بشكل نهائي وخاصة مقالع بلدة كفرحزير”.

وطالب ب”إلزام هذه الشركات بالتعويض على أسر مجزرة السرطان، ووضع أراضي هذه الشركات بتصرف الجمعية التعاونية لمزارعي الزيتون في الكورة التي تقوم بحماية مشروع تحريج كفرحزير بموجب قرار من وزير الزراعة من أجل تشجير هذه الأراضي لتصبح درعا بيئيا يحمي الكورة من مخاطر التلوث البيئي، فلا يمكن أن نتحمل استمرار هذه البؤرة الجهنمية في قلب الكورة الخضراء وبين البيوت السكنية”.

وختم البيان : “إن رأسمال الكورة ولبنان هو في ثروته البشرية، في صحة أبنائه، في ثروة ترابه، في زراعته وسياحته وبيئته، وجميعها تدمر وتقتل وتباد، ومن يسبب هذه الإبادة يجب أن يدفع الثمن تطبيقا للآية الكريمة: ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تفقهون”.