تنطلق اليوم الأربعاء، الاجتماعات السنوية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. ورغم برودة الأجواء هناك فإنه من المتوقع أن يشهد الملتقى ندوات ساخنة وسط الخسائر الحادة لأسواق الأسهم والسلع والتوترات الجيوسياسية حول العالم، وعلى الرغم من أن هذه المواضيع تفرض نفسها بقوة فإن العنوان الأساسي لاجتماعات هذا العام هو الثورة الصناعية الرابعة!

فنحن نعيش بداية ثورة جديدة ستغير طريقة حياتنا وعملنا، إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، الطباعة ثلاثية الأبعاد، تكنولوجيا النانو، الإنسان الآلي.

هذه الثورة الصناعية الرابعة تشير إلى اندماج تكنولوجي كامل بين العالمين المادي والرقمي وحتى البيولوجي، فهي باختصار منح الآلة القدرة على التفكير والتخاطب وحتى على الشعور أحيانا!

وهناك أمثلة عديدة لقوة هذه التغييرات، ففي المجال الطبي ستجمع الأجهزة الذكية نتائج الاختبارات الطبية وتقارنها مع معلومات مرضى آخرين للتوصل إلى علاج أكثر كفاءة. وفي مجال النقل تسمح الأجهزة الذكية بمتابعة أداء القطارات والتنبؤ بأي خلل فني قبل حدوثه. أما في مجال الطاقة فتستطيع محركات الطاقة الهوائية استخدام الأرصاد الجوية للتنبؤ بحالة الطقس وتعديل أدائها ليتماشى مع سرعة الرياح.

ما يميز هذه الثورة الصناعية عن غيرها هو سرعة التغيرات ونطاق التحول وتداعيات هذا التحول على مكونات دورة الصناعة كافة من التصميم إلى الانتاج والتوزيع والصيانة، والأهم من ذلك هو تداعياتها علينا وعلى هويتنا الإنسانية.

وكما الثورات الصناعية السابقة فهذه الثورة هي أيضا قادرة على رفع مستوى معيشتنا وتحسين الخِدْمات وخفض ثمنها، لكنها في الوقت نفسه قادرة على زيادة عدم المساواة وتقليص فرص العمل إذا حلت الأجهزة مكان العمال، الأمر الذي قد يفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية حالياً.

ويقول منتدى “دافوس” إنه رغم التحديات الضخمة التي تمثلها هذه التغيرات التكنولوجية إلا أنها تطرح فرصاً هائلة، لكن يجب أولا فهم مدى أثر هذه التحولات على حياتنا اليوم وعلى الأجيال القادمة.

ومن الصعب التنبؤ بكل التغيرات التي ستفرضها هذه الثورةُ الصناعيةُ الرابعة، لكنَ الخبراء في دافوس يقولون إن الاستجابةَ يجب أن تكون شاملة ومنسقة، وهو ما سيحاول الحاضرون تحقيقه على مدار الأيام القادمة.