IMLebanon

القضاء البريطاني يتّهم بوتين بقتل عميل روسي!

Alexander-Litvinenko

 

اعتبر قاض بريطاني عرض الخميس نتائج التحقيق العام بشأن قتل المعارض الروسي الكسندر ليتفيننكو في لندن ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “وافق على الارجح” على قتل العميل السابق في جهاز الاستخبارات بالسم.

وقال القاضي في نتائج تحقيقه ان “عملية جهاز الاستخبارات الروسي وافق عليها على الارجح (الرئيس السابق للجهاز نيكولاي) باتروشيف وكذلك الرئيس بوتين”.

وذكرت صحيفة “ذي غارديان” قبل صدور القرار ان القاضي روبرت اوين “قد يحمّل الدولة الروسية مسؤولية وفاة” ليتفيننكو في مستشفى بالعاصمة البريطانية بعدما سمم بمادة البولونيوم الاشعاعية العالية السمية والتي من شبه المستحيل رصدها.

واضافت الصحيفة ان دبلوماسيين بريطانيين طلبوا من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون عدم فرض عقوبات محتملة ردا على ذلك، بهدف عدم تهديد المفاوضات بشأن النزاع في سوريا.

واعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان موسكو “ليست مهتمة” من جانبها بنتائج التحقيق البريطاني.

وقالت مارينا ليتفيننكو ان الخميس سيكون نهاية معركة طويلة لمعرفة الحقيقة بشأن وفاة زوجها في ظروف تشبه روايات التجسس في حقبة الحرب الباردة.

وقالت سابقا:  “انه اخر شيء يمكنني القيام به من اجله. من واجبي الدفاع عن اسمه وذكراه. من المهم بالنسبة لي الحصول اخيرا على تفسير رسمي”.

من جهتها، اعتبرت الخارجية الروسية ان التقرير مسيس للغاية وغير شفاف، معربة عن أسفها لتسييس القضية لتلقي بظلالها على العلاقات الثنائية.

يُذكر ان الكسندر ليتفيننكو توفي في 23 تشرين الاول 2006 عن سن 43 عاما. والصورة التي التقطت له في سريره بالمستشفى قبل وفاته وبدا فيها حليق الرأس وهزيلا، انتشرت في كافة انحاء العالم.

وقبل ثلاثة اسابيع من ذلك التاريخ، تناول الشاي في حانة فندق ميلينيوم بوسط لندن برفقة اندريه لوغوفوي العميل السابق في جهاز الاستخبارات الروسي (كي جي بي، الذي اصبح لاحقا “اف اس بي”) والذي اصبح اليوم نائبا في حزب قومي، ورجل الاعمال الروسي ديمتري كوفتون.

واتاح التحقيق العثور على كميات كبرى من مادة البولونيوم-210 في الحانة، وخصوصا في ابريق الشاي الذي استخدمه ليتفيننكو.

وفي مساء اليوم نفسه، شعر ليتفيننكو المعارض للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمقيم منذ 1999 في بريطانيا، بتوعك.

وبعدما ادخل الى وحدة العناية المركزة في مستشفى يونيفرستي كوليدج في لندن، تحدث وخلال فترة احتضاره البطيء، لمدة ثماني ساعات مع مفتشين اثنين من اسكتلنديارد وقدم تفاصيل مهمة للتحقيق.

وفي رسالة كتبها، وجه العميل السابق اتهامات لفلاديمير بوتين بانه امر بقتله، وهو ما نفته موسكو على الدوام.

ودفن ليتفيننكو الذي نال الجنسية البريطانية، في مقبرة في لندن في نعش فولاذي من اجل احتواء الاشعاعات.

واشار التحقيق القضائي الاولي الى احتمال ضلوع الكرملين في تسميم ليتفيننكو الذي كان يحقق بشأن “الروابط المحتملة بين فلاديمير بوتين والجريمة المنظمة” بحسب ما قال محامي زوجته.

لكن هذا التحقيق اوقف بسبب رفض موسكو تسليم ديميتري كوفتون واندريه لوغوفوي. ثم تم اطلاق “تحقيق عام” يؤدي فقط الى تحديد الوقائع لكن بدون اصدار ادانات.

وتأخر التحقيق بشكل خاص بسبب دور ديمتري كوفتون الجندي السابق في الجيش الاحمر الذي انتقل الى مجال الاعمال.

وبحسب روبن تام المستشار القانوني لقاضي التحقيق فان كوفتون قال سرا لاحد اصدقائه بانه يملك سما باهظ الثمن وانه يبحث عن “طاه” لكي يضعه في ما يتناوله ليتفيننكو.

وفي المقابل تم العثور على اثار عالية من البولونيوم في مغسل الغرفة رقم 382 في فندق ميلينيوم التي كانت ينزل فيها كوفتون.

وتقول مارينا ليتفيننكو ان “زوجها قتل بدون شك على ايدي عملاء للدولة الروسية في اول عمل ارهاب نووي في قلب لندن” وتضيف “هذا الامر لم يكن ليحصل بدون علم بوتين وموافقته”.

من جهته، رفض الكرملين، اليوم الخميس، نتيجة التحقيق البريطاني في قضية اغتيال العميل الروسي السابق في جهاز الاستخبارات الكسندر ليتفيننكو بالسم في لندن، والتي اشارت باصبع الاتهام إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واضعاً اياها في خانة “الدعابة”.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف للصحافيين: “ربما هذه مهزلة. ويمكن ربط ذلك على الأرجح بروح الفكاهة البريطانية الجملية”، ساخراً من التقرير المستند إلى “بيانات سرية من الأجهزة الخاصة التي لم تتم تسميتها”.