IMLebanon

العقدة الرئاسية والقطبة المخفية (بقلم رولا حداد)

baabda-residence

لن تنفع كل الترشيحات في تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية. لن تنجح كل المبادرات الداخلية سواء بترشيح النائب سليمان فرنجية أم بترشيح العماد ميشال عون. لن يكون رئيس جديد للبنان. السبب بكل بساطة هو أن “حزب الله” لن يقبل بانتخاب رئيس جديد، بغض النظر عن الأسماء والترشيحات، قبل أن تعطي إيران الضوء الأخضر لتسهيل انتخاب رئيس لبناني جديد.

منذ 26 نيسان 2005 وحتى اليوم ، وتحديداً عند خروج الرئيس الأسبق إميل لحود من قصر بعبدا عند انتهاء ولايته الممددة، أو عند انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، لم تكن عقدة الانتخابات الرئاسية تتعلق باللاعبين المحليين في لبنان. وثمة من يجزم أن كل الانتخابات الرئاسية منذ الاستقلال وحتى اليوم كانت مرتبطة بعوامل خارجية وليس بتوازنات أو حسابات داخلية، رغم اعتراف الجميع بأن الهامش الداخلي للانتخابات الرئاسية في الجمهورية الأولى كان أوسع بكثير مما هو عليه بعد الطائف.

واليوم القطبة المخفية في الانتخابات الرئاسية ليست عند اللاعبين المحليين بكل أسف، وليست عند “حزب الله” كحزب لبناني، بل عند “حزب الله” كفصيل إيراني وكجزء من “الحرس الثوري” ينفّذ تعليمات مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي.

القطبية المخفية في الانتخابات الرئاسية المعلقة منذ 19 شهراً تكمن في غياب الحوار الإيراني- السعودي، والذي تمت الاستعاضة عنه بمواجهة شاملة من اليمن الى سوريا وما بينهما!

والمشكلة في لبنان أن ثمة من لم يقرأ جيداً موقف “حزب الله” ومن خلفه إيران التي لن تقبل بتسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية في لبنان قبل جلاء الصورة الإقليمية.وإيران لا يمكن أن تقبل بأي رئيس في لبنان طالما علاقتها بالمملكة العربية السعودية في أسوأ حالاتها، والتي بلغت الذروة بقطع العلاقات الدبلوماسية الذي قررته الرياض.

والحل في لبنان بالنسبة الى الإيرانيين لا يمكن أن يكون إلا كثمرة من ثمار المصالحة الإيرانية- السعودية، وهذا ما يجب أن يشمل قبل ذلك حلحلة كل الخلافات والمشاكل العالقة بين البلدين في المنطقة العربية ككل.

فلا رئيس في لبنان قبل وضع سكة الحل للحرب السورية والاتفاق الفعلي والنهائي على المرحلة الانتقالية.

ولا رئيس في لبنان قبل انتهاء المواجهة في اليمن.

ولا رئيس في لبنان قبل عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.

وثمة من يعتبر أن السلة الشاملة التي تحدث عنها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لا يمكن أن تكون سلّة شاملة لبنانية داخلية، بل هي أيضاً سلة شاملة إقليمية تشمل كل النقاط الساخنة العالقة بين إيران والسعودية.

وفي هذا الإطار يصبح السؤال مشروعاً: هل من انتخابات رئاسية في لبنان في المدى المنظور؟ ليأتي الجواب البديهي: حتماً ليس في جلسة 8 شباط المقبل، وقد يحتاج الأمر الى أشهر قبل أن تتم إضاءة الإشارة الخضراء للنواب المعطلين لتأمين النصاب في جلسة انتخابية. وعندها يكون اسم الرئيس العتيد أتى بالبريد المضمون بعد وضع الأختام الضرورية عليه من الرياض وطهران وموسكو وواشنطن.

قبل ذلك، قد يكون مفيداً للمسؤولين اللبنانيين الاهتمام بكيفية معالجة نفاياتهم، على أمل أن يتمكنوا من تصريفها قبل أن يتم وضع اللبنانيين جميعاً في الحجر الصحي!