IMLebanon

بيروت “ساحة لقاء” لحماس ومسؤولي إيران!

HAMAS

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة لصحيفة ”الشرق الأوسط”، إن حزب الله يحاول مجددًا التوسط بين إيران وحركة حماس الفلسطينية، في محاولة للوصول إلى اتفاق يضمن تطبيع العلاقات من جديد، بعدما فشلت المحاولات الإيرانية الأخيرة، في إقناع حماس بإعلان موقف مؤيد لها ضد السعودية، مقابل عودة العلاقات والدعم المالي الكامل.

وبحسب المصادر، فإن حزب الله يسعى إلى عقد لقاءات في بيروت بين مسؤولين من حماس ومسؤولين إيرانيين لتجاوز الأزمة.

وأكدت المصادر أن قيادات من حزب الله بينها نائب رئيس الحزب، نعيم قاسم، وجهوا الدعوة لعضو المكتب السياسي لحماس، موسى أبو مرزوق، لزيارة لبنان، بهدف لقاء مسؤولين إيرانيين كبار، بينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني، يوجدون باستمرار في بيروت، للتنسيق مع الحزب بشأن العمليات الحالية في سوريا.

وبحسب المصادر أيضًا، فإن أبو مرزوق قد يتوجه فعلاً إلى بيروت، لكن من دون موعد محدد حتى الآن. وقالت إن أي موعد للقاء قادة حزب الله أو مسؤولين إيرانيين، وما سيتم بحثه تحديدًا والمطالب التي سيحددها كل جانب لإحياء الاتصالات وإعادة العلاقات بينهما، ما زالت غير واضحة.

واختار حزب الله دعوة أبو مرزوق تحديدًا، لأنه خاض في لبنان نقاشات كثيرة مع مسؤولين إيرانيين لرأب الصدع، مما سمح بمد جسور جديدة بين طهران وحماس بعدما كانت العلاقات انقطعت تمامًا بعد موقف حماس من سوريا.

وبحسب المصادر نفسها، فإن أبو مرزوق ليس في عجلة من أمره، هذه المرة، خصوصًا بعد قرار حماس بتجنب الدخول في تحالفات في المنطقة، وخصوصًا ضد العالم السني.

وتأتي محاولات حزب الله الجديدة، في ظل استمرار الخلافات بين إيران والسعودية، ومحاولات إيران استقطاب مواقف سنية إلى صفها، خصوصًا بعدما فشلت في إقناع حماس بذلك، بعد لقاءات جرت في طهران نفسها، بين وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وممثل حماس هناك خالد القدومي.

ووجه ظريف عبر القدومي رسالة إلى رئيس المكتب السياسي لحماس، خالد مشعل، يشرح فيها ظروف العلاقة مع السعودية بعد التدهور الحاصل وما يجري في المنطقة، وتأثيره على القضية الفلسطينية، وضرورة اصطفاف الحركة التي تؤثر في المواقف الفلسطينية الداخلية، إلى جانب إيران، باعتبارها “الدولة الوحيدة التي تقف في وجه إسرائيل” وضمن محور “المقاومة” في الشرق الأوسط، مقابل استئناف الدعم المالي الكبير.

ورفض مشعل العرض الإيراني في الظروف الراهنة، خشية أن يفسر أي تقارب بأنه دعم لإيران في أزمتها ضد السعودية أو في ملفات أخرى في سوريا وغيرها.

وكانت إيران أوقفت، في السابق، الدعم عن حركة حماس بسبب الموقف من سوريا، وأوقفت، لاحقًا، الدعم عن الجهاد الإسلامي بسبب الموقف من الحرب في اليمن.

وخلال العامين الماضيين، مدت حماس وإيران جسورًا للعلاقة من جديد، عبر تدخلات من حزب الله في لبنان، واستأنفت إيران دعمًا محدودًا لحماس، لكن العلاقات لم تنضج كما يجب، خصوصًا أن ترتيبات لزيارة مشعل إلى طهران فشلت أكثر من مرة.

ولم تسلم حماس من انتقادات كبيرة من التنظيم الأم (الإخوان المسلمين) بسبب محاولات استئناف العلاقة مع إيران، وكذلك من عناصرها، وكان هذا أحد الأسباب التي ساعدت حماس على اتخاذ قرارها بعدم الاستجابة لإيران.

وأخذت حماس بالحسبان، إضافة إلى ردة فعل عناصر الحركة، إمكانية التقارب أكثر مع الدول السنية المؤثرة في المنطقة، ولأنها تقيم الآن في دولة خليجية، ولها مصالح كبيرة مع جهات غير رسمية في الدول الخليجية والسنية، إضافة إلى العلاقة القوية مع تركيا التي تعد أكثر الجهات دعما سياسيًا لحماس وقد وقفت تركيا إلى جانب الموقف السني في مواجهة إيران، ناهيك بالانتقادات الكبيرة التي تلقتها الحركة من جماعة الإخوان المسلمين أخيرًا، وهي الجماعة الأم لحماس، بسبب مؤشرات تقارب مع إيران وحزب الله.

وقالت المصادر إن حماس معنية بالتواصل مع كل الأطراف وبنسج علاقات جيدة مع الجميع بما في ذلك إيران، ولكن ليس ضمن تحالفات. وأكدت المصادر أن هذا الكلام سينقله أبو مرزوق لمضيفيه في لبنان وللمسؤولين الإيرانيين الذين سيلتقيهم.

وبحسب المصادر، فإن أبو مرزوق سينقل موقف حماس المرحب بأي علاقات ودعم مالي غير مشروط بأي موقف جديد من سوريا أو أي موقف من السعودية، أو حتى مساند لإيران، وأي مواقف مشروطة أخرى.