IMLebanon

فرنجية: “القوات” رشّحتني وسلوك عون يجعل من جعجع الخطة “ب”!

sleiman-frangieh

اشار رئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية الى انه تأثر بكلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، لا سيما في جانبه الوجداني، لافتا إلى أن مواقف نصرالله تركت “انعكاسات إيجابية جدا على قواعدنا بعد الظلم الذي شعرت به نتيجة الاتهامات التي وُجهت إلينا من قبل بعض الأوساط السياسية والإعلامية في 8 آذار، في أعقاب ترشيحي لرئاسة الجمهورية”.

فرنجية، وفي حديث الى صحيفة “السفير”، قال: “لقد أعطانا السيد نصرالله حقنا ردا على الحملة التي اتهمتنا زورا بالتنازل أو التهاون في الحوار مع الرئيس سعد الحريري، والنقطة الثانية المعبرة في خطابه هي تأكيده أن الحزب لا يضغط على حلفائه بل تربطه بهم علاقة قائمة على الثقة والمحبة والاحترام والتشاور والخيارات الأساسية”.

وبشأن كيفية تلقيه وصف نصرالله له بأنه نور عينيه، أجاب: “لم أجد أفضل من أن أقول له إنه سيد الكل”.

وعن تعليقه على تكرار نصرالله الالتزام بدعم ترشيح العماد عون، قال فرنجية: نحن كنا ولا نزال نتفهم هذا الموقف الذي له دوافعه وحيثياته.

وبشأن رأيه في كلام النائب أحمد فتفت عن قيام مسؤول الارتباط والتنسيق في “حزب الله” وفيق صفا بتسريب خبر لقاء باريس بينه وبين الحريري، نفى فرنجية كلام فتفت، كاشفا عن أن جهازا مخابراتيا هو الذي تولى التسريب.

وعما إذا كان قد أصبح بعد الخطاب أقرب إلى الانسحاب، أكد فرنجية أن الأمر ليس مطروحا على هذا النحو، “وأنا لا يمكن أن ألغي نفسي اعتباطيا من دون ان يصل عون في المقابل، إذ ليس منطقيا ان نضحي بترشيح مقبول في سبيل ترشيح مرفوض، والمطلوب من الجنرال اقناع الآخرين، خصوصا الرئيس سعد الحريري، بالموافقة عليه، وعندها لن أكون عقبة او عقدة امام وصوله الى الرئاسة”.

وكان فرنجية قد شدد خلال لقاء معه في بنشعي، حضرته “السفير”، ان أي تعطيل مجاني للترشيح الاقوى، هو “عبث سياسي يؤذي فريقنا ككل”، مبديا استعداده للانسحاب الفوري، “متى قرر الرئيس سعد الحريري ان يدعم الجنرال، أما إذا سحبت ترشيحي وسط الاصطفاف الحالي، فلن يفضي ذلك الى انتخاب رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون، بل ان 14 آذار قد تذهب حينها في اتجاه طرح أسماء أخرى من خارج 8 آذار”.

وحين قيل لفرنجية ان الحيثية التمثيلية الواسعة لعون يجب ان تمنحه الأفضلية الرئاسية على من يملك حيثية أقل، اشار الى انه لولا الصوت الشيعي المرجح في بعبدا وجبيل وكسروان وجزين، لكان عدد أعضاء كتلة العماد عون قد تناقص الى حدود أصابع اليد الواحدة.

واعتبر ان الوظيفة الحقيقية والوحيدة لتفاهم معراب الرئاسي هي قطع الطريق على ترشيحه. وتساءل: العماد عون اعتبر انني مثل ابنه، فكيف يتحالف مع المسؤول عن مقتل والدي، وصاحب التاريخ المعروف معنا؟

ونبه الى ان سلوك عون يجعل من سمير جعجع بمثابة الخطة “ب” الضمنية والبديلة عن عون.

الى ذلك، كشف فرنجية في جلسة مع مجموعة إعلامية مصغّرة، أن الاتفاق مع الرئيس سعد الحريري له محضر دوّنه الوزير روني عريجي، وفي نص محضر باريس ثلاثة عناوين: أولاً: سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، ثانياً: رئيس حكومة من 14 اذار.

فرنجية أكدّ أن الحريري لم يطرح اسمه كرئيس ولم يتعهد فرنجية بالتالي بأن يكون زعيم “تيار المستقبل” هو رئيس الحكومة، بل المطلوب حكومة وحدة وطنية ترأسها شخصية من 14 اذار، وكان اللافت عدم اشتراط ثلث ضامن او التطرق للموضوع.

وعندما سأل الحريري سليمان عن ضمانات بأن لا يتم تطيير الحكومة، أجاب فرنجية: “لا استطيع ان اقدم اي ضمانة، فالضمانة الوحيدة هي انت وطريقة تصرفك ومقاربتك للأمور”.

وعن التلاقي على منتصف الطريق كان جواب فرنجية، “لا مانع ولكنني أنا جزء من 8 اذار ولن أتخلى عن حلفائي ومبادئي، لا عن حزب الله ولا عن الرئيس الأسد”.

وجرى خلال اللقاء الحديث عن سلاح حزب الله، وسأل الحريري ما يمكن ان يقدمه فرنجية من ضمانات حول هذا السلاح، فسأله فرنجية: “انت يا سعد فيك تشيل السلاح؟”، اجابه الحريري “لا”. سأل فرنجية: “انا كسليمان فرنجية اذا ما في قرار دولي واقليمي فيي شيلو؟” فأجاب الحريري بـ “لا”. فقال فرنجية “فإذن ما في لزوم نحكي بهالموضوع”.

وكشف فرنجية انه قبل ذهابه الى باريس تواصل مع “القوات اللبنانية” عبر اللجان المشتركة وأبلغهم بأنه ذاهب للقاء الحريري وسألهم: “يللّي حكيناه بالسابق عن دعمكن إلي بالرئاسة بعدكم عليه او غيّرتو”؟، فجاء جواب معراب: “اكيد باقون عليه”. والنتيجة كانت بتبني ترشيح عون وهذا اكبر دليل على ان هذا التحالف جاء فقط لقطع الطريق على فرنجية، كما يعتبر زعيم المردة.

واستعرض تاريخاً قريباً عندما كانت قبل سنتين لجنتا المردة برئاسة الوزير يوسف سعادة والقوات برئاسة فادي كرم وطوني الشدياق تلتقي دورياً، حينها أبلغ جعجع هذه اللجان بأنه مستعد للسير به مرشح لرئاسة الجمهورية ولكن مقابل مجموعة مطالب أبرزها:

-القوات تريد وزارة الداخلية في حصتها: فكان جواب فرنجية، “ما بقدر اتعهد فيها بس اذا طلعت من نصيب مسيحيي 14 اذار بجرب ساعدكن فيها”.

الطلب القواتي الثاني: التعهد بعدم وصول شامل روكز الى قيادة الجيش، وأجاب فرنجية “ما بدكن عون رئيس وما بدكن تعطوه قائد الجيش؟ لا هوي بيقبل ولا نحنا منمشي فيها”.

-وطلبت القوات المساعدة في فتح حوار جدي مع حزب الله، فأجاب فرنجية: “أساعد ولكن هذا قرار الحزب”.

وفي العلاقة مع “حزب الله”، أكدّ فرنجية بأن السيد كان على علم قبل الذهاب الى باريس لكن الامور كانت حذرة والجميع يترقب موضوع الجدية في الطرح أم لا، وقال عندها فرنجية: “خلينا نروح ونشوف ونسمع”.

وبعد اللقاء مباشرةً تواصل فرنجية مع الحزب من باريس ووضعهم في الاجواء وكل النقاط التي طُرحت، وقال فرنجية: “انا لم اقدّم اي ضمانة بأي موضوع، وأي كلام خارج هذا السياق غير دقيق”.

وتابع فرنجية: “ذهبت عند ميشال عون فقال لي 3 كلمات: إنت بعدك شب والله يوفقك. بس انا ما عندي خطة “ب”، فقال فرنجية لعون: “انا مستعد امشي معك قد ما بدك، بس اذا ما توافر الحظ إلك بترجع بتمشي معي؟”، فكان جواب عون: كلا.

وأضاف فرنجية: “حتى لو انسحبت انا لعون ما بيفيدو الموضوع وما بيقدر يوصل الا اذا قدر قنع سعد الحريري يصوّت معو. يجيبو موافقة سعد وانا لا بقدّم ولا بأخّر. على اي حال انا ما بنزل على جلسة ما بينزل عليها حزب الله حتى لو كنت مرشح للرئاسة وهذا سوف ينتقدني عليه الجميع ولكن انا ملتزم بهذا الأمر. اذا ما نزل الحزب ما بنزل. شو المطلوب مني بعد أكتر من ما عطيت مواقف وأفعال للمقاومة والحزب وهذه قناعتي ومبدئي وما حدا جبرني ولا حدا بيزايد عليّي. اذا الحزب بيشوف مصلحته عند عون فالحزب أدرى بمصلحته وأنا أكيد ما بزعل”.