IMLebanon

إطلاق التشيكيين: الرواية الكاملة من الخطف الى الحرية!

Czechs-kidnapped

 

 

تم اطلاق التشيكيين الخمسة الذين كانوا قد خطفوا على طريق كفريا ـ البقاع الغربي في تموز الماضي وتسلمهم الامن العام اللبناني.

وكان التشيكيون اختفوا بصحبة سائقهم اللبناني من قبل مجموعة مجهولة الهوية.

وكانت عملية اختطاف التشيكيين الخمسة اكتشفت بعد العثور على سيارة من نوع “كيا” إلى جانب الطريق تحوي على جوازات سفر كل من شرفاك جان، حمصي آدم، دوبلس ميرسكلاف، كوفون بارفيل وديبسيك مارلين بيسيك.

المعلومات التي توافرت لـ”النهار” ان التشيكيين عوملوا ” كضيوف لدى اصدقاء الموقوف اللبناني في تشيكيا علي فياض”.

وقد التقى عدد من الوسطاء المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم لترتيب تسليمهم وضمان عدم ملاحقة الخاطفين وهكذا حصل.

ورفضت مصادر أمنية كشف المكان الذي احتجز فيه هؤلاء وتردد انهم نقلوا باستمرار بين البقاع والجنوب. وذكر ان الموقوف فياض سينقل قريباً الى كييف بعدما برأته السلطات التشيكية من اتهامات وجهتها اليه السلطات الاميركية.

إلى ذلك، أعلنت الحكومة التشيكية أنه تمّ الإفراج عن المواطنين التشيكيين الخمسة الذين خطفوا في لبنان في تموز الماضي «وهم سالمون وباتوا في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية»، من دون أن توضح هوية الجهة التي كانت تختطفهم أو كيف تم اطلاق سراحهم.

وقالت وزارة الخارجية التشيكية في بيان رسمي إن الرجال الخمسة «هم على قيد الحياة وبحسب معلوماتنا حالتهم الصحية تبعث على الرضا»، مشيرة الى انه سيتم استئجار طائرة خاصة لكي تتولى إعادتهم سريعاً الى وطنهم.

ورفضت الوزارة اعطاء مزيد من المعلومات «كون التحقيق الذي تجريه وحدة مكافحة الجريمة المنظمة في الشرطة التشيكية لا يزال جاريا».

واختطف التشيكيون الخمسة (ثلاثة محامين وصحافيان) وسائقهم اللبناني صائب طعان فياض ما بين بلدتيّ خربة قنفار وكفريا في البقاع الغربي، في أول أيام عيد الفطر الماضي، ليتبين لاحقاً أن هذه العملية مرتبطة بقضية اللبناني ـ الأوكراني علي طعان فياض الموقوف في تشيكيا منذ العام 2014 بطلب من الولايات المتحدة.
ووافقت محكمة في براغ على تسليم فياض الى الولايات المتحدة الى جانب شريكين آخرين له يحملان جنسية ساحل العاج. لكن المحكمة التشيكية العليا اعتبرت في وقت لاحق ان الولايات المتحدة لم تعط ضمانات كافية بعدم تعرض الرجال الثلاثة لسوء معاملة.

ووفق مصدر وزاري لبناني واسع الاطلاع فإن الأمن العام اللبناني تسلم التشيكيين الخمسة، وقال المصدر لـ «السفير» إن المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم تابع مع رئيسي المجلس والحكومة ووزير الداخلية مجريات هذه العملية، على أن يصار الى اتخاذ الاجراءات القضائية المناسبة (التحقيق مع التشيكيين لمعرفة ظروف الخطف) ومن ثم يصار الى تسفيرهم الى بلدهم.

وقالت مصادر ديبلوماسية تشيكية لـ «السفير» إن وفدا من المخابرات التشيكية حضر الى بيروت أكثر من مرة وأجرى محادثات مكوكية مع اللواء ابراهيم الذي تمكن من التواصل مع الخاطفين الذين أبرزواً مطلباً محدداً يتمثل بالإفراج عن علي فياض بوصفه معتقلا في سجون السلطات التشيكية «من دون أية محاكمة»، مشيرة الى مطالبة السلطات الأوكرانية «أكثر من مرة بإطلاق سراحه كونه يحمل الهوية الأوكرانية» (مستشار في وزارة الدفاع الأوكرانية).

وأشارت المصادر الى أن تعهد السلطات التشيكية بعدم تسليم فياض للأميركيين «شكّل مفتاحاً في حلّ لغز هذه القضية الأمنية العابرة للقارات»، وأكدت أن المخابرات التشيكية «كانت قريبة من مفاوضات الساعات الأخيرة».

من جهتها، كتبت صحيفة “الأخبار”: انتهت أزمة المخطوفين التشيكيين المنسيين منذ تموز الماضي، ومعهم مأساة اللبناني ــ الأوكراني علي فياض الذي كان موقوفاً في تشيكيا. فما جرى أمس الاثنين كان عبارة عن صفقة تبادل، بين الدولة التشيكية التي أوقفت فياض بناءً على مذكرة أميركية، وبين خاطفي التشيكيين الخمسة في لبنان، ومعهم صائب فياض، شقيق علي الموقوف في تشيكيا.

في الثامن عشر من تموز 2015، عُثِر على حافلة صغيرة (فان) على طريق كفريا ــ خربة قنافار في البقاع الغربي، وفي داخلها جوازات سفر التشيكيين: صحافيان، ومحامي علي فياض، ومترجم، ورجل قيل يومها إنه مستشار أمني، قبل أن يتبين أنه ضابط في الاستخبارات العسكرية التشيكية، برتبة رائد. كان يقود الحافلة صائب فياض. وقيل أيضاً إن الصحافيين كانا يريدان إجراء تحقيقات صحافية عن المعارضة السورية في لبنان، وعن أحوال النازحين. اختفاء صائب مع التشيكيين زاد من الحيرة. ومن السيناريوات التي طُرِحت حينها، أن يكون صائب والمحامي وضابط الاستخبارات قد افتعلوا عملية الاختطاف للضغط على السلطات التشيكية، بهدف الإفراج عن علي فياض. فبحسب مصادر أمنية، كانت السلطات التشيكية محرجة. فهي ملزمة من جهة بالتعاون مع الأميركيين وتسليمهم علي فياض، ومن جهة أخرى، هي لا ترى مصلحة خاصة لها في ذلك، بل في عكسه.

فعلي فياض كان يعمل مع وزارة الدفاع الأوكرانية، المتحالفة قبل توقيفه، مع روسيا. ويملك الكثير من أسرار صفقات السلاح التي أجراها الحكم الأوكراني السابق في العالم. ولتشيكيا مصالح خاصة مع روسيا، ومع القوى التي كان فياض يتواصل معها.

كذلك برز تناقض في الموقف بين الشرطة التشيكية التي كان مندوبوها يأتون إلى لبنان لمتابعة الملف، وبين زملائهم في استخبارات بلادهم. الشرطة متحمسة لتلبية الطلب الأميركي، فيما الاستخبارات غير مستعجلة. وفي ظل تعدد السناريوات، بدأت عملية تفاوض دولية بسرية تامة، للإفراج عن التشيكيين المخطوفين، مقابل إطلاق سراح علي فياض الذي لفّق له الأميركيون تهمة محاولة بيع أسلحة إلى منظمة “فارك” الكولومبية. وبحسب مصادر أمنية، تكلّلت هذه المفاوضات بالنجاح، فأُطلق صائب فياض والتشيكيون الخمسة في البقاع الغربي أمس، واتصلوا بالمديرية العامة للأمن العام التي قصدت دوريات منها المكان الذي أطلقوا فيه، ونقلتهم إلى بيروت. وقالت مصادر أمنية لـ”الأخبار” إن علي فياض وصل إلى بيروت أيضاً، أول من امس، بصمت تام. ولم تتمكن “الأخبار” من تأكيد هذه المعلومة. في المحصلة، انتهت هذه القضية بسرية، وبالكثير من الالتباس، تماماً كما بدأت.