IMLebanon

البطالة مصدر أساسي للقلق لدى الشباب في الشرق الأوسط

unemployment
كشف استبيان جديد يسلّط الضوء على معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (23% في الشرق الأوسط و24% في شمال أفريقيا، مقارنة مع المتوسط العالمي البالغ 13%)، أن ثلث الخريجين في المنطقة أي نحو 29% عاطلون عن العمل، بل وبرزت هذه الحقيقة بشكل أوضح لدى الشابات في المنطقة إذ ان 43% الخريجات الجامعيات عاطلات عن العمل، والخريجون الجدد بنحو 59% من الذين تتراوح أعمارهم 18 و24 سنة عاطلون عن العمل.
وقد جرى هذا الاستبيان بتعاون جمع مؤسسة إنجاز العرب المكتب الإقليمي لمؤسسة جونيور أتشيفمنت العالمية، المؤسسة العالمية الأكبر والأسرع نمواً للأعمال التجارية للشباب والمكّرسة لتعليم وتثقيف الطلاب حول الجاهزية الوظيفية وريادة الأعمال والثقافة المالية من خلال البرامج التدريبية والتجربة العملية، وبيت. كوم – أكبر موقع للوظائف في الشرق الأوسط – وYouGov، المنظمة الرائدة المتخصصة في أبحاث السوق، وكجزء من مبادرة إنجاز العرب «وسّع آفاقك» الهادفة إلى محاربة مستويات البطالة المرتفعة بين الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
فرص العمل
وأوضحت نتائج الاستبيان الذي كشف الستار عن تصوّرات الشباب العربي تجاه فرص العمل واستعدادهم للتوظيف، أن الشباب في المنطقة يغادرون مؤسسات التعليم العالي من دون أن يكونوا مستعدين للانخراط في بيئة العمل، علما أن 80% من الخريجين الجدد أكدّوا أن مؤسساتهم التعليمية لم تساعدهم على تحديد فرص العمل المناسبة أو التقدّم لها.
وشمل الاستبيان نطاقاً واسعاً تضمن الخريجين الموظفين أو غير الموظفين، والطلبة الحاليين، في 19 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكشف عن وجود قطاعات معيّنة في المنطقة تحظى باهتمام الشباب العربي.
في الواقع، أبدى معظم المجيبين عدم تأكدهم من توفر فرص العمل في قطاع الضيافة، والطيران والإعلام بوجه خاص.
وبشكل عام، أشار ثلثا المجيبين إلى أنهم لا يمتلكون المعرفة الكافية للتفكير بوظيفة ما في قطاع الضيافة أو الطيران أو الإعلام، ويعتقد أقل من نصف المشاركين في هذا الاستبيان أن هذه القطاعات توفر فرصاً جيدة لتعزيز المسار المهني. وكشفت نتائج الاستبيان عن وجود حالة من عدم المعرفة بين الشباب في ما يتعلق باتساع الفرص المتوفرة أمامهم في هذه القطاعات، مع إشارة 12% فقط إلى توقعات بالنمو الوظيفي ضمن قطاع الطيران، و24% ضمن قطاع الإعلام، و25% ضمن قطاع الضيافة. وإضافة إلى ذلك، لم تكن هذه القطاعات ذات شعبية كبيرة في خلال عملية البحث عن عمل، مع إشارة 3% فقط من الخريجين الجدد إلى استعدادهم للعمل في كل واحد من هذه القطاعات على التوالي.
القطاعات التقليدية
وعلى نحو معاكس، يعتقد أغلب المشاركين أن القطاعات التقليدية الأكثر ثباتاً وأماناً مثل المقاولات (النمو المتوقع 42%) والغاز/الطاقة والبتروكيماويات (النمو المتوقع 35%)، توفر أفضل الاحتمالات بالنسبة إلى التوظيف. وهذا التركيز «قديم الطراز» يمنحهم رؤية محدودة وناقصة للفرص المتوفرة أمامهم.
وبحسب الاستبيان، فإن خيارات الدراسة التي يتخذها الشباب، إضافة إلى نظام التعليم في المنطقة، لا يساعدان على «مواجهة» أزمة البطالة، مع إشارة إلى أن أقل من ثلث المجيبين (31%) اختاروا مجال دراستهم بناء على فرص التوظيف الملموسة في ذلك المجال. وبدلاً من ذلك، تختار النسبة الأكبر (48%) مجال الدراسة بشكل يناسب أهدافهم المهنية بالصورة الأمثل. وذلك مقابل 17% فقط ممن اختاروا مجال دراستهم لأنه يتطابق مع نقاط القوة التي يمتلكونها.
وعند اتخاذ القرار حيال وظيفة ما، تبرز الرواتب (59%) وآفاق التطور الوظيفي طويلة الأمد (46%) كالعوامل الأكثر أهمية في التأثير على قرارات الطلاب والخريجين. ويبدو أن الرواتب تحتل أهمية أكبر بالنسبة إلى الرجال (61%) بالمقارنة مع النساء (54%).
وبالمجمل، أوضحت نتائج الاستبيان الحاجة إلى حملة توعية تستهدف الشباب لتحسين تصوّراتهم وتوقعاتهم وجعلها متناسقة مع «الحقيقة» على أرض الواقع، وعند التحدث مع الخريجين والباحثين عن وظائف حول قطاعات النمو الجديدة، يجب أن تنال الرواتب التنافسية وآفاق التطور الوظيفي طويلة الأمد في هذه القطاعات التركيز الأكبر، بما أنها الدوافع الرئيسية في ما يتعلق بخيار الوظيفة.
ضعف الوعي
وبما أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة يشكّلون حوالى 40% من القادرين على العمل بين السكان في أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن قلّة استعدادهم للعمل ومستويات الوعي المنخفضة التي يمتلكونها في مجال الفرص الكثيرة المتوفرة خارج القطاعات التقليدية كالمقاولات والغاز/الطاقة، ينذر بالخطر ويستدعي ضرورة اتخاذ إجراءات فورية عاجلة.
وقال سهيل مصري، نائب الرئيس لحلول التوظيف في بيت.كوم: «يجب أن يحصل الخريجون الجدد والطلاب، وعائلاتهم أيضاً، على التثقيف والمعرفة الضرورية المتعلقة بخيارات التوظيف المتوفرة أمامهم. وهدفنا هو توفير المعلومات الشاملة حول سوق التوظيف بغية تمكين الشباب وضمان وصولهم إلى قرارات صائبة في ما يتعلق بمسارهم المهني المستقبلي. وفي حين أن أغلب الشباب العربي يواصل النظر إلى القطاع العام أو الثلاثي التقليدي الذي يتضمن الطب والهندسة والحقوق كالخيار الأفضل في مجال التوظيف، نريد أن نعرفهم على النطاق الواسع من خيارات التوظيف المتوفرة لهم في القطاعات الأخرى أيضاً».
ومن جانبه، قال جواو نيفيس، المدير الأول للتثقيف وأبحاث الموارد البشرية في YouGov: «كشفت الدراسة أن الكثير من الشباب في أرجاء المنطقة لم يعتبروا القطاعات البديلة مثل الضيافة والطيران والإعلام فاعلة في ما يتعلق بخيارات التوظيف. وفي هذا الاستبيان، تمحور هدفنا حول الحصول على تفهم أوسع وأفضل حيال عملية اتخاذ القرار التي يمر بها الشباب عند اختيار مجال دراسي معين أو مسار مهني ما. وكشفت النتائج أن هناك نقصا في النظر إلى طيف واسع من القطاعات بسبب نقص المعلومات والمعرفة في أغلب الأحيان. وأبرزت النتائج الحاجة الملحة إلى حملة توعية بين الشباب في المنطقة لتعريفهم على النطاق الواسع من الفرص المتوفرة أمامهم في هذه القطاعات، وتعزيز التزامنا بملء الفجوة الموجودة بين المواهب الشابة وقطاع التوظيف الناجح والمستدام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا».
من جانبه، قال عاكف العقرباوي، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة «جونيور أتشيفمنت» العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إنجاز العرب: «تعد البطالة مصدراً متزايداً للقلق لدى الشباب العربي في منطقة الشرق الأوسط، ولهذا السبب تعد هذه الدراسة في غاية الأهمية كونها توضح الفجوة بين التعليم وسوق العمل وأيضا تسلط الضوء على واقع شبابنا العربي وضعف التوعية والإرشاد في موضوع اختيار المهنة المناسبة بعد التخرج. حيث ستسهم نتائج هذا البحث في تحديد القطاعات الأكثر نموا ومدى ادراك شبابنا العربي للفرص المتوفرة في هذه القطاعات».