IMLebanon

تونس: لا بوادر لحل قريب لأزمة السياحة

Sousse-Tunisia-Beach

عواطف الرياحي

أعلنت وزارة السياحة التوسية أن إيرادات السياحة في البلاد بلغت نحو 2.35 بليون دولار في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وكانون الأول (ديسمبر) من العام 2015، في تراجع بنسبة 31 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2014.
وقال الخبير السياحي مراد الحطاب لـ”مدرسة الحياة” إن الانخفاض العام للسياح تراوح بين 25.8 في المئة و32 في المئة مقارنة بالعام 2014، عازياً ذلك إلى قلة عدد السياح الوافدين من أوروبا ودول المغرب العربي، والهجمات الإرهابية في “باردو”، بالإضافة إلى هيكلة القطاع.
وأوضح أن “آخر الإحصاءات المتوافرة لكانون الثاني (ديسمبر) 2015 تدل على انخفاض نسبة الوافدين الأوروبيين 53 في المئة، في حين انخفضت نسبة الوافدين المغاربة 12 في المئة مقارنة بالمعدلات العادية لسنة 2014″، مشيراً إلى أن “المشكلات تكمن في المبيت والفارق في نسبة الاستقطاب “.
ولفت إلى ان انحسار نشاط القطاع السياحي كلف قطاعات عدة من الاقتصاد التونسي تعتمد على السياحة نحو 300 مليون دولار. كما أعرب عن اعتقاده بعدم وجود “بوادر حل الأزمة للقطاع السياحي على الأقل في المدى القريب، لأنه لا يوجد مؤشرات لحلول واضحة أو خريطة طريق، خصوصاً أن المسألة مربوطة بجوانب أخرى منها استقرار البلاد، بالإضافة إلى البنية التحتية”.
وتابع الحطاب أنه “في يومنا هذا، يقول البعض إن القطاع السياحي يتطلب هيكلة، لكن في ظرف الركود التام، تستوجب هذه الهيكلة أموالاً كثيرة، علما بأن القطاع السياحي لديه التزامات مالية كبيرة تبلغ نحو 2.3 بليون دولار للمنظومة التمويلية بشكل عام، ولديه التزامات كبيرة تجاه المزودين”.
وحول الدعوة إلى تنويع سوق السياحة من خلال استقطاب السياح من روسيا ودول شرق اوروبا، أجاب أن القدرة التنافسية التونسية لاستقطابهم “في تراجع خصوصاً ان السائح الروسي يتنقل بكثرة، إذ ان 20 مليوناً منهم يدورون سنوياً حول العالم، كما ان نسبة كبيرة منهم تتوجه إلى مصر وتركيا”.
وأضاف أنه “بالنسبة إلى التأهيل البشري و تحسين ظروف اليد العاملة، فهذه امور مرتبطة باستقرار الأوضاع لان العاملين في المجال عزفوا عن القطاع، حتى المترسمين أصبحوا يبحثون عن فرص عمل في ميادين أخرى”.
وأوضح ان “العناية بالمواقع الأثرية والمناطق المحمية الطبيعية في تونس ما زالت ضعيفة، خصوصاً في السنوات الأخيرة. ولا نستطيع أن نتحدث عن سياحة ايكولوجية عندما يكون لدينا ملايين الأطنان من النفايات في الشوارع”.
يذكر أن السياحة التونسية لم تلتقط أنفاسها منذ الهجوم المسلح الذي تعرض له متحف “باردو” في العاصمة التونسية، والذي راح ضحيته عشرات السياح من جنسيات مختلفة، حتى جاء هجوم مسلح آخر ليزيد من وطأة الهجوم الأول.