IMLebanon

الروليت الروسية (بقلم بسام أبو زيد)

baabda-residence

كتب بسام أبو زيد:

ترتفع يوميا أصوات القوى التي تجمعها ذكرى 14 آذار مطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية. وتركز القوات اللبنانية وتيار المستقبل على حزب الله كمعطل لهذا الانتخاب الذي لن يوصل إلى سدة الرئاسة في بعبدا سوى واحد من حليفي الحزب فإما العماد ميشال عون وإما النائب سليمان فرنجية.

أمام هذا الواقع يحق لحزب الله الذي يمسك بمفتاح قصر بعبدا أن ينتظر الوقت المناسب ليوفق بين حليفيه لإختيار واحد منهما ليوصله إلى منصب الرئاسة الأولى وهو ما طلبته منه القوات اللبنانية على لسان نائب رئيس الحزب جورج عدوان الذي طالب حزب الله بأن يقنع النائب فرنجية بأن ينسحب لصالح العماد عون كما طالب العماد بالتشاور مع بقية فرقاء 14 آذار في محاولة لإقناعهم بجدوى وصوله إلى رئاسة الجمهورية وبذلك تكون القوات قد اقتربت من موقف حزب الله الذي يقول بالعماد عون مرشحا وحيدا للرئاسة يبايعه النواب في البرلمان بانتخابات شكلية ليست سوى مسرحية للتعيين.

وبانتظار أن يحصل هذا الإستفراد بموقع الرئاسة يواصل المرشحان الرئاسيان التأكيد على العلاقة الاستراتيجية مع حزب الله وعلى التسليم بدور سلاحه في التصدي لإسرائيل والتكفيريين وعلى الإشادة بمحور الممانعة والانخراط فيه إلى أبعد الحدود. وإذا كان العماد عون قد استمع في معراب إلى عشرة بنود توافق عليها مع الدكتور سمير جعجع على اعتبارها سيادية، فهو كان قد وقع قبل ذلك بسنوات على ورقة تفاهم مع حزب الله تسلم بدوره السياسي والعسكري فهل يمكن للبنود العشرة في معراب أن تلغي ورقة التفاهم في مار مخايل؟

الجواب قطعا كلا، وكذلك لن يلغي تفاهم الحريري فرنجية، تحالف المردة مع حزب الله الذي وصل إلى حد وصف رئيس المردة السيد نصرالله بأنه سيد الكل، وصف له دلالات كثيرة أقلها أن سيد الكل سيمارس سيادته على القرار الانتخابي بتسليم مطلق من المرشحين الحليفين وبعجز سافر من داعميهما المستجدين اللذين دفعا للعب الروليت الروسية فيطلقان بيديهما النار على رأسيهما.