IMLebanon

الحريري ينتحر..سياسياً! (بقلم هيثم الطبش)

saad-hariri

 

كتب هيثم الطبش في زحمة الخيبات والانتكاسات المتمثلة في المواقف الصادرة عن بعض السياسيين، هل يكفينا الأسف؟ أمأن الوقت حان إلى ما هو أكثر من استنكار؟ الحقيقة أن مَن ينظر إلى التبدلات التي تصيب أحوال معظم السياسيين في بلدنا ليس عليه أن يؤخذ بالدهشة بل عليه التفكير أنالأمل باقٍ وأن البلد ما زال الكثير من “الأوادم” الذين يعبرون بصدق عننبض الشارع من دون الحسابات السياسية المعقّدة، وأعني هنا الوزير أشرف ريفي كأحد هؤلاء.

لم يكن الموقف الذي اتخذه وزير العدل وانسحابه من جلسة الحكومة وليد لحظته ولم يأت من باب رد الفعل ولا بهدف الاستعراض أو التمهيد لكسب أرضية أو شعبية ضائعة، بل جاء من ثوابت لم يشأ الرجل أن يحيد عنها.

فدماء اللواء الشهيد وسام الحسن ليست سلعة يتاجر بها ريفي أو يعرضها في بازار التسويات الفاشلة سواء كانت “س – س” أو اتفاق دوحة أو غيرهما، ومسألة إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي ليست ممراً إلى رئاسة حكومة يطمح إلى استعادتها، ولا هي بطاقة ائتمان تصحح وضعه المالي المتدهور.

الثابت والأكيد أنأشرف ريفي يتصرف وفق أسس ولا يساوم ولا يسلّم في زمن كثر فيه المتراجعون والذين باعوا كل شيء مقابل لا شيء.

لن أتأسف على الموقف الرد الذي أطلقه الرئيس سعد الحريري لأني، كالعديد من اللبنانيين، لم نعد نأمل فيما هو أفضل وأنضج، سيكون مفاجئاً لنا لو استعاد الرئيس الحريري مواقفه في تلك اللحظة التي كان يُفترض أنها ترسم مستقبل لبنان في 14 آذار 2005. لقد أصبح الحريري اليوم في موقع ينافس فيه بعضاً ممن يُفترض أنهم موظفون لديه وإذ بهم يتقدمون عليه مالياً وسياسياً ويستعدون لسحب البساط من تحت قدميه… ببساطة، أشرف ريفي ليس واحداً من هؤلاء لأنه لم يعتد أن يكون منافقاً، ومواقفه هي ما يمليه عليه ضميره لا طموحه.

لكن مهلاً، للحساب تتمة… فالحريري الإبن الذي يُفترض أن يستذكر ما تبقى من ذكرى والده بعد أيام، بل ساعات، سيكون عليه أن يتقبل الصدمة إذا ما سارت الأمور وأجريت الانتخابات البلدية والاختيارية كما يقال في مواعيدها، هل فكّر في ذلك؟ هل حسب حساباً لثقل الموقف الذي أطلقه وكيف سيترجم في صناديق الاقتراع؟ أي أرضية إضافية أكتسبها من موقفه أوأي شعبية خسرها؟ هل هو قادر على أن يستنزف مزيداً من رصيده الشعبي الذي شارف على الانتهاء؟ هل يعرف أنه انتحر سياسياً؟

ما لا يعرفه الحريري هو أن نبض الشارع لم يعد في مصلحته، والأرجح أن المقرّبين منه لا ينقلون إليه هذه الصورة كما هي لغايات مختلفة، لكننا، والصدق نبغي، لا يمكن إلا أن نعكس الأمور كما هي. فاليوم لو شكّل أشرف ريفي لائحة ليخوض بها الانتخابات البلدية في بيروت، وليس في طرابلس، لفازت “زي ما هي”… هذه حقيقة، لأنها تنبع من الشارع وتخاطب شعوره وإحساسه وهواجسه وهذا ما فقده الحريري بالكامل… الأمل أن يتقبل الرئيس الحريري هذا الكلام، إن وصله، برحابة صدر.

اليوم لم نعد نستطع تلطيف العبارات أكثر لأن الجرح الذي نتذكره في 14 شباط من كل عام أصبح أكثر نزفاً ونحن نرى 14 آذار تذبح على يد مَن يفترض أنه راعيها وحاميها… قطعاً لايمكننا أن نطلب ممن رشّح النائب سليمان فرنجية للرئاسة، وأثلج صدر السيد حسن نصرالله، أن يكون منصفاً في حق أشرف ريفي. يكفي أشرف ريفي ما يتداوله الناس في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتلك المحبة الغامرة التي تتضاعف كل يوم فهي الرصيد الذي لا ينتهي في حساب عنوانه #أشرف_ريفي_يمثلني.