IMLebanon

شاشات عملاقة في “البيال” وعودة إلى الأصل

biel hariri memorial

يحيي تيار “المستقبل”، الذكرى السنوية الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عند الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم، في مشهدية وطنية جامعة في مجمع بيروت للمعارض “البيال”. أكثر من خمسة آلاف دعوة ما بين الشخصيات الرسمية وفاعليات وقطاعات ومنسقيات، وزعها “المستقبل” على المناطق اللبنانية قبل أيام من المهرجان، بحيث كانت مكاتب “المستقبل” المركزية ومنسقياته في المناطق خلية نحل تحضيراً لهذه المشهدية التي تليق بالرئيس الشهيد وبذكراه التي ما زالت حية بعد أحد عشر عاماً في عقول وقلوب كل محبيه في لبنان والعالم، تجسيداً وتأكيداً لشعار الذكرى العاشرة العام الماضي “عشرة… مية… ألف سنة… مكملين”.

تحت شعار “الحق معك… واليوم أكثر”، سيتجمع أحباء الرئيس الشهيد في ذكراه الحادية عشرة، لتجديد العهد والوعد بمتابعة المسيرة مع نجله الرئيس سعد الحريري يداً بيد، وليستذكروا قصة رفيق الحريري مع الحق الذي لم يستشهد معه في 14 شباط 2005 بل ما زال مستمراً مع كل الأحرار الذين انتفضوا على الوصاية السورية وما زالوا بعد أحد عشر عاماً يقاومون مدنياً وسلمياً من أجل تحقيق مشروع الرئيس الشهيد، وما زالوا يقاومون باعتدالهم لكي يبقوا على صورته التي هي صورة لبنان المستقبل. فجمهور الرئيس الشهيد لم ييأس وبالرغم من كل الأزمات التي مرت عليه، بقي متمسكاً بمشروعه وبشعار “لبنان أولاً”، وهو على يقين بأن كل ما كان يقوله ويسعى لأجله هو الحق، وما يحصل اليوم يؤكد أهمية وجود هذا الحق، فقد كان همه الأول والأخير الدولة والمؤسسات والعيش الكريم لكل أطياف الشعب اللبناني من دون تمييز.

وتأخذ المناسبة هذا العام طابعاً متميزاً عن بقية السنوات شكلاً ومضموناً، كونها تشكل مرور عقد وسنة على اغتيال الرئيس الحريري. ويتميز برنامج المهرجان بأنه يأتي من وحي أفكاره وخطاه، لجهة حب الحياة والعدالة والاعتدال والإيمان ببناء دولة ومستقبل للشباب.

ويتضمن برنامج الاحتفال فقرات متنوعة، ويحتوي على قطع فنية وطنية من وحي المناسبة ستؤديها فرقة “كورال الأنطونية”، وفيلم وثائقي عن الحق الذي كان يسعى لأجله الرئيس الشهيد، ويختتم بكلمة سياسية للرئيس سعد الحريري.

أما القاعة فتتسع لأكثر من ستة آلاف شخص، ووضعت في وسطها شاشتان عملاقتان محاطتان بصور للرئيس الشهيد ورفاقه الشهداء من ثورة الأرز مع شعار الذكرى “الحق معك… واليوم أكثر” والى جانب المنصة أيضاً، مكان مخصص لفرقة الكورال التي ستقوم بتقديم أغانٍ وطنية من وحي المناسبة.

والمواقف باتت جاهزة لاستقبال سيارات الشخصيات والمدعوين الرسمية منها والعامة، ووضعت وسائل نقل خاصة بتصرف المنظمين لنقل الشخصيات والجمهور من المواقف الى مداخل القاعة. كما يشارك شابات وشباب من قطاع الشباب في تيار “المستقبل” وكشافة “لبنان المستقبل” وكوادر من منسقيات التيار في المناطق في تسهيل أمور المدعوين داخل القاعة وخارجها.

وأوضحت مسؤولة العلاقات العامة في مكتب الرئيس سعد الحريري، أسمى إندراوس، في حديث لصحيفة “المستقبل” أمس، أن “المشهدية هذا العام ستعود الى الأصل، الى رفيق الحريري”، مشيرة الى أن “وجه الرئيس الشهيد سيكون حاضراً بقوة في القاعة كما هو حاضر في قلوب جمهوره ومحبيه وعقولهم ووجدانهم، الى جانب صور رفاقه الشهداء في ثورة الأرز”.

وأشارت الى أن “شعار الذكرى هذا العام “الحق معك… واليوم أكثر”، للدلالة كم كان الحق مع رفيق الحريري عندما فهم لبنان قبل أن نفهمه نحن، واليوم ندرك أكثر كم نحن بحاجة إليه في ظل هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها البلد والمنطقة، والجميع اليوم، الخصوم قبل الحلفاء، يتفقون على أن الوضع بعد استشهاد الرئيس الحريري ذهب نحو الأسوأ”، مؤكدة أن “هذا الشعار اليوم للدلالة على أننا ما زلنا نتتظر الحق والعدالة والحقيقة في جريمة اغتياله، وما زلنا ننتظر ما ستؤول اليه الجلسات التي تجريها المحكمة الدولية اليوم مع الشهود والأخصائيين في عالم الاتصالات والمتفجرات وغيرهم”.

وكشفت إندراوس أن “اللون الأزرق الغامق سيطغى على كامل القاعة”، لافتة الى أن “هناك توقعات بمشاركة كبيرة من المناطق والقطاعات، والأخبار التي تصلنا من هناك جيدة جداً، وتم تجهيز القاعة بأكثر من أربعة آلاف وخمسمائة كرسي ما بين شخصيات رسمية وفاعليات وكوادر من المناطق”.

وعن الجديد في برنامج الذكرى هذا العام، قالت: “هذه السنة سيشارك كورال الأنطونية الذي سيؤدي النشيد الوطني اللبناني وأغان وطنية من وحي المناسبة، بناء على طلب الرئيس سعد الحريري بضرورة وجود فقرات تؤكد على العيش المشترك والتعايش بين اللبنانيين. كما سيتضمن البرنامج فيلماً وثائقياً عن الرئيس الشهيد ومواقفه الوطنية في الأيام الصعبة التي مر بها البلد”. وشددت على أن “الفكرة هذا العام أن لا يكون البرنامج طويلاً كما السنوات السابقة، لأن الجميع اليوم بانتظار الكلمة السياسية للرئيس سعد الحريري وهي الكلمة الوحيدة في هذه الذكرى”.

ولفت الأمين العام المساعد لشؤون الفعاليات التمثيلية في تيار “المستقبل” صالح فروخ، الى أن “التحضيرات اكتملت على أكمل وجه، وباتت قاعة البيال جاهزة لاستقبال جمهور رفيق الحريري ومحبيه”، وقال: “من خلال هذه الذكرى نقول إنه في كل يوم رفيق الحريري حاجة وطنية وعربية ودولية خصوصاً في ظل الأوضاع الصعبة التي نمر بها اليوم، فهمه الأساس أينما ذهب حول العالم وفي أي اجتماع يعقده داخلياً وخارجياً كان لبنان واللبنانيين بالدرجة الأولى، فهو كان يتنازل من أجل البلد الذي كان بمثابة أولوية أساسية بالنسبة اليه، ولا يزال كذلك بالنسبة الى حامل الأمانة الرئيس سعد الحريري الذي ما زال جل همه مصلحة لبنان واللبنانيين أولاً وأخيراً”.

وفي شأن التنظيم داخل القاعة وخارجها، أشار فروخ الى أن “كوادر من مختلف منسقيات تيار المستقبل في المناطق ومن مركزية التيار وقطاع الشباب فيه وكشافة لبنان المستقبل، هم من سيتولون تسهيل وصول المواطنين والسهر على راحتهم داخل القاعة وخارجها”، موضحاً أن “هناك تنسيقاً بيننا وبين القوى الأمنية لتسهيل وصول الناس الى مجمع البيال والخروج منه بكل راحة ومن أجل حفظ أمن المشاركين في الذكرى من شخصيات رسمية ومواطنين”.