IMLebanon

إشكال في الجامعة اللبنانية: و”أمل” تطلب أرقام هواتف الطلاب

amal

 

كتب حسين مهدي في صحيفة “الأخبار”:

لم تمرّ 48 ساعة على نشر “الأخبار” تصريحًا لرئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، يعلن فيه نيته الدعوة لاجراء الانتخابات الطلابية في 8 نيسان المقبل، “ما لم يكن هناك أي ظرف أمني”، حتى حصل اشكال في مجمع الحدث الجامعي متصل بالانتخابات مباشرة.

ففي مطلع هذا الأسبوع، تقدّم مجلس فرع الطلاب في كلية ادارة الأعمال – الفرع الأول (المحسوب على حركة “أمل”) بطلب من مدير الفرع شوقي الموسوي، للحصول على لائحة بأسماء الطلاب المنتسبين الى الكلية لاستخدامها في أغراض انتخابية (لوائح شطب). لبّى الموسوي الطلب من دون تردد، ولكنه فوجئ الأربعاء في 17 شباط الحالي، بمجموعة مؤلفة من نحو 20 طالبًا يدخلون مبنى الادارة، ويطلبون منه أرقام هواتف الطلاب، إضافة الى اللائحة التي حصلوا عليها. رفض الموسوي طلبهم على اعتبار أنّ هذه المعلومات شخصية، ولا يمكن تعميمها، ولكنّهم أصرّوا على طلبهم، فدعاهم للتوجّه الى رئاسة الجامعة ومراجعتها في هذا الشأن والحصول على إذنها.

لم يرضَ هؤلاء الطلاب بجواب الموسوي. هاجوا وبدأوا بالطرق على أبواب مكتب المدير وراحوا يصرخون: “بدك تعطينا الأرقام بالقوة وهيدا حقنا”، و”يا بتعطينا هني بالمنيح أو مناخدهن بالقوة”. كاد الاشكال أن يتطور، “ولولا تدخلي وعددًا من الأساتذة الذين حضروا الى مكتب المدير بعد سماع صراخ الطلاب لاعتدوا بالضرب على المدير”، يقول أحد الأساتذة الذين صودف وجودهم في مبنى الادارة.

يقول شهود عيان من أساتذة وطلاب، إنّ الطلاب الذين اقتحموا مبنى ادارة الجامعة ليسوا من طلاب ادارة الاعمال، بل معظمهم من مجلس فرع طلاب كلية الحقوق ـ الفرع الاول (المحسوب على “أمل” أيضًا) المجاورة لكلية إدارة الاعمال.

بعد الاشكال، عقد أساتذة الكلية جمعية عمومية طارئة ناقشوا فيها “الاعتداء المستنكر على إدارة الفرع ومديرها” على يد مجموعة “من الخارجين عن الحياة الأكاديمية والجامعية”. وطالب الأساتذة المعنيين في الجامعة وخارجها بإجراء المقتضى “كي تبقى الجامعة منارة أكاديمية بعيدة عن أساليب الفلتان واللامسؤولية”، وتقرر توقيف الامتحانات والتدريس والأعمال الادارية كافة حتى تُتخذ الاجراءات القانونية والادارية اللازمة بحق المعتدين “تحصينا للجامعة وكلياتها وادارتها وأساتذتها”.

يوضح رئيس الجامعة عدنان السيد حسين في اتصال مع “الأخبار” أن “عميد الكلية توجه الى الفرع الأول والمشكلة انحلت”. كيف حلّت المشكلة؟ لم يخف السيد حسين انفعاله من الاصرار على طرح السؤال، مشيرا إلى ان القضية لا تستأهل هذه الضجة. وعلمت “الأخبار” أن رئيس الجامعة تمنى على مدير الكلية عدم التواصل مع اي من وسائل الاعلام، كما شدد على عدم تسريب الفيديو الذي صوّر الحادثة، فيما حصلت استخبارات الجيش المقيمة في مجمع الحدث، ورئيس الجامعة، على نسختين منه، ليتبيّن أنّ القرص المدمج (cd) الذي أعطي لاستخبارات الجيش فارغ، ولم تطلب رئاسة الجامعة من جهة قضائية او امنية اجراء التحقيقات اللازمة ومحاسبة مفتعلي الاشكال، بل طلبت “تهدئة الأوضاع”، على أن يجتمع مجلس الوحدة في الكلية اليوم لمناقشة القضية.

لم ينف رئيس المكتب التربوي في حركة “أمل” حسن اللقيس، أن يكون لأعضاء مجلس فرع الطلاب المحسوبين على “أمل” علاقة في الاشكال، الا أنه رأى أن الحادثة “جرى تضخيمها”، واضعا اياها في خانة “الاستهداف الاعلامي المنظم لمجمع الحدث الجامعي”.

ورأى اللقيس ان الاشكال “محدود”. وعن البيان الصادر عن ادارة الكلية، قال اللقيس إنه اجتمع مع مدير الكلية، والأخير “تفهّم” الطلاب، وقال ان عتب الموسوي هو على “طريقة مواجهة الطلاب له”. وتوقع اللقيس أن تعلّق الكلية الخميس في 18 شباط الحالي قرارها بوقف الامتحانات والدروس والأعمال الادارية.

حاولت “الأخبار” التواصل مع مدير الفرع، لكنه أغلق هاتفه.