IMLebanon

الاستثمار في الأبراج الخلوية كنز جديد لتوليد العوائد الثابتة

telecom-tower
دانيال توماس

الحوامل المعدنية ثلاثية القوائم العملاقة التي تزود خدمات الهاتف الخلوي تُعتبر قبيحة بالنسبة إلى البعض، لكنها ضرورية للتواصل اليومي. نتيجة لذلك، فإن الأبراج الخلوية باتت تعتبر فرصة استثمارية ذات أهمية متزايدة، حيث تُقدّم عوائد ثابتة ومستمرة، وأدت إلى سلسلة من الصفقات في أوروبا في العام الماضي.

قطاع الأبراج الأوروبية يتشكّل ببطء، مع عدد متزايد من المحافظ الاستثمارية في مجال أبراج باعها المُشغّلون في محاولة لخفض التكاليف وجمع المال.

يقول محللون في مجموعة ماكواري “إننا في مرحلة فريدة من نوعها في مجال أعمال الأبراج الأوروبية”.

بناء الأبراج ليس الجزء الأكثر سحراً في صناعة الهاتف الخلوي، لكنه أحد أهمها. يحتاج المُشغّلون إلى تطوير شبكات أكبر قادرة بشكل أفضل على التعامل مع الطلب المتزايد على خدمات الهاتف الخلوي.

زيادة عدد الأبراج تعني تغطية أفضل لشبكة الهاتف الخلوي، لكن الصناعة تتحسّر على سياسات التخطيط المُقيّدة التي تعني أن هناك عددا قليلا جداً منها، وعديد منها قصير جداً وبعضها في المكان الخطأ.

الحاجة إلى وجود الشبكات المشتركة الأفضل التي يُمكن أن تساعد على خفض التكاليف بالنسبة إلى كبار مُشغّلي الهاتف الخلوي، أدت إلى عدد متزايد من الشركات المستقلة التي تملك البنية التحتية للأبراج.

ويُدفع لهذه الشركات إيجار من قِبل المُشغّلين الذين يستخدمون الأبراج، التي تولّد عوائد مماثلة لما تولده العقارات بالنسبة إلى المستثمرين نظراً للعقود طويلة الأجل مع المستأجرين الرئيسيين.

امتلاك الأبراج أصبح استثماراً جذابا بشكل متزايد بالنسبة إلى المستثمرين في القطاعين الخاص والعام، الحريصين على وضع الأموال في الأصول القائمة على البنية التحتية مع عوائد ثابتة على المدى الطويل.

لقد تم تأسيس هذا النموذج بشكل جيد في الولايات المتحدة من قِبل شركات مثل أمريكا تاور، وتزداد شعبيته في إفريقيا حيث الصعوبات في بناء مساحات واسعة من الأبراج أدت إلى ظهور شركات متخصصة مثل هيليوس تاورز.

أطلقت شركة تليكوم إيطاليا عملية اكتتاب عام أولي لوحدة إنويت للأبراج التابعة لها العام الماضي – بعد تعويم شركة سيلنيكس الإسبانية في عام 2014 – بينما باعت شركة فيمبلكوم أكثر من سبعة آلاف من أبراجها في إيطاليا.

كما تدرس شركة تليكوم إيطاليا أيضاً بيع حصة مُسيطرة في وحدة إنويت، وتُعتبر شركة سيلنيكس المرشح الأوفر حظاً للفوز بالصفقة.

شركة تليفونيكا الإسبانية تفصل وحدة أبراج الهاتف الخلوي فيها إلى شركة للبنية التحتية، التي يُمكن بيعها أو تعويمها في يوم ما. قالت المجموعة الأسبوع الماضي “إنه سيتم إنشاء القسم الجديد، الذي يُدعى تلكسيوس، لتشغيل أصول البنية التحتية مثل أبراج الاتصالات وشبكة الألياف الضوئية في أعماق البحر”.

وقالت المجموعة الإسبانية “إنها قد تهدف إلى زيادة الخدمات المُقدّمة لمُشغّلين آخرين من أجل توليد دخل إضافي، وربما دمج أصول طرف ثالث”.

كما تتم مناقشة صفقات مماثلة في المملكة المتحدة، حيث يأمل بعض المستثمرين أن عملية الدمج المُقترحة لشبكات الهاتف الخلوي ثري و02 بما يُمكن أن يؤدي إلى الانفصال وبيع مشروعيّ الأبراج المشتركة في البلاد مجموعة وايرلس إنفراستراكتشر (البنية التحتية اللاسلكية)، وهي شركة أبراج اتصالات قائمة في المملكة المتحدة، أصبحت آخر من يجمع الأموال لاستغلال هذه الفرصة. حيث تهدف إلى استثمار ما يصل إلى مليار جنيه في البناء والاستحواذ على البنية التحتية على مدى ثلاثة أعوام، في سوق الهاتف الخلوي الأوروبية التي تندمج بسرعة.

الشركة، المدعومة من مستثمر صندوق التقاعد في أمريكا الشمالية بابسون كابيتال، قد قدّمت بالفعل عطاءات غير مطلوبة إلى مجموعات الهاتف الخلوي البريطانية من أجل الحصول على الأبراج قبل سلسلة من عمليات الدمج والاستحواذ.

الشركة تملك بالفعل أكثر من ألفي برج اتصالات مشترك في بريطانيا وإيرلندا وهولندا، وتساعد على تشغيل ألف برج آخر لغيرها من مجموعات الهاتف الخلوي.

سكوت كوتس، الرئيس التنفيذي في مجموعة البنية التحتية اللاسلكية، يُريد زيادة حجم المجموعة بشكل كبير، بعد بناء احتياطات نقدية للاستثمار تصل إلى مليار جنيه وسندات، إما لبناء بنية تحتية جديدة أو للاستحواذ على الأبراج من المُشغّلين وتحديثها.

ويضيف “لقد قدّمنا أساليب كثيرة للمُشغّلين… الحصول على محافظهم الاستثمارية، والاستثمار فيها وفتح المجال للمشاركة فيها. كما يُمكننا أيضاً إنشاء مشاريع مشتركة مع مُشغّلي الهواتف الخلوية التي يُمكن فيما بعد تعويمها في غضون بضعة أعوام. هناك ميزة اقتصادية حقيقية في مشاركة البنية التحتية”.

شركة أرجيفا المنافسة، مالكة الأبراج في القطاع الخاص البريطاني، تراجع استراتيجية يُمكن أن تؤدي إلى عملية بيع أو تعويم لبعض الأصول، التي تجذب اهتمام شركات الأبراج الدولية مثل أمريكا تاور، مرة أخرى. بريطانيا تقف وراء أجزاء متعددة من العالم في الخطوة من أجل الانتقال إلى البنية التحتية المستقلة – فأكثر من ثُلثي أبراج الاتصالات العالمية مملوكة ويتم تشغيلها بشكل مستقل.

يأمل كوتس أن عمليات الدمج والاستحواذ التي يتم العمل عليها في المملكة المتحدة وأماكن أخرى ستؤدي إلى مزيد من عمليات بيع الأبراج، ما يُتيح الفرصة للمنظمين لتشجيع المنافسة من خلال البنية التحتية المشتركة.

ويقول “إن البنية التحتية المستقلة تفتح المجال أمام استثمارات ضخمة وإمكانية توفّر تغطية أفضل بكثير، لكن بريطانيا متخلّفة وراء بقية العالم في اعتماد نموذج الأعمال هذا”.

وقالت الشركة “إن مجموعة ماكواري تتوقع استمرار هذا الاتجاه لأن شركات تشغيل شبكات الهاتف الخلوي التي تواجه صعوبات مالية أكثر سيستمر في تصفية أصول الأبراج على المدى القريب”، على الرغم من أنها أضافت أن “شركات التشغيل الأكثر أمناً ستكون مترددة في التخلّي عن البنية التحتية التي تزوّد خدماتها”.