IMLebanon

90 مليون دولار هبة تنظيف «مجرور» الليطاني

Litani-River
رامح حمية

منذ مدّة، عمدت مفرزة بعلبك القضائية الى طمر الحفر التي أقامها عدد من المزارعين البقاعيين على أطراف مجرى نهر الليطاني للإستفادة من مياه النهر في ري مزروعاتهم، تمهيدا لمشروع تنظيف النهر الذي توافرت له هبة مالية مقدّرة بـ90 مليون دولار، بعدما حوّله إهمال الدولة من مصدر للمياه العذبة الى مجرّد “مجرور”.

كثيرة هي التحرّكات التي قام بها أهالي المنطقة البقاعية احتجاجا على التداعيات الصحية والبيئية للنهر الملوّث، “من دون جدوى” ، على حد تعبير أحمد يزبك، أحد أبناء بلدة حوش الرافقة. تُعد الأخيرة من البلدات الأكثر تضرّرا من “مجرور” الليطاني الذي يشق بمجراه منازل البلدة إلى قسمين، فيما يمر في غالبية قرى البقاع ضمن سهولها وبعيداً عن منازلها. ولعلّ “ما زاد الطين بلة” في حوش الرافقة، و”ضاعف من نسبة الضرر فيها”، وفق ما يقول ابن البلدة، أن عدداً من مزارعيها عمدوا إلى إقامة حفر إلى جانب المجرى بقصد تجميع المياه الآسنة واستعمالها لري مزروعاتهم، “مثلهم مثل عشرات المزارعين على طول البقاع ومجرى النهر، ولكن مع فارق ان المجرى في حوش الرافقة يمر بالقرب من شرفات منازلنا وعلى عكس باقي القرى، فلم يعد هناك من خيار ثالث أمامنا، إما التخلي عن منازلنا وبلدتنا والنزوح بعيدا عنها، وإما انتظار الموت البطيء”. رفع الأهالي مرارا صوتهم عبر اعتصامات استندوا خلالها الى دراسات وثّقت “الارتفاع الملحوظ في عدد الوفيات والإصابة بمرض السرطان وحمى التيفوئيد والتهابات الكبد الفيروسي من أبناء البلدة”، وفق ما يقول عدد من ابناء البلدة، الذين أضافوا أنهم عمدوا مرارا الى توجيه كتب خطية إلى سائر الوزارات المعنية والمسؤولين على اختلافهم والأجهزة الأمنية، لمعالجة مشكلة مجرور الليطاني.
يقول رئيس بلدية حوش الرافقة رياض يزبك لـ”الأخبار” إن ملامح لمعالجة المشكلة بدت تتّضح وذلك عبر “حملة” طمر الحفر في البلدة التي تولتها مفرزة بعلبك القضائية منذ أسابيع قليلة، “على أن تستمر الحملة وتشمل سائر الحفر على طول مجرى الليطاني مع الشروع في تنظيف المجرى في مرحلة لاحقة، ومع تنظيم محاضر ضبط بحق من يمانع في طمر حفرته”.
ويشير يزبك إلى أن المرحلة الأولى تقتصر على طمر الحفر وإزالة المخالفات وتنظيف المجرى، “وستنطلق المرحلة الثانية مع صدور مرسوم من مجلس الوزراء يحدد فيه شروط تعهد تنفيذ أعمال التنظيف”، معلنًا أنه “جرى توفير هبة مالية من الصندوق الكويتي للتنمية بقيمة 90 مليون دولار لإقامة محطة تكرير للصرف الصحي إلى جانب مجرى النهر في تمنين التحتا، تستفيد منها قرى في شرق وغرب بعلبك، مع شبكة قساطل ضخمة لجر المياه الآسنة من منبع النهر في العلاق حتى محطة التكرير”.
أحد المزارعين ممن أنشأوا حفرة على مجرى النهر لري مزروعاتهم بمياه النهر، قال لـ “الأخبار” إنه “لن يُعارض طمر حفرته شرط أن يسري القرار على جميع الحفر المُقامة على جانب النهر”. يقول يزبك في هذا الصدد: “نطلب من القضاء ومن الجهة الأمنية المكلفة متابعة تنفيذ أعمال طمر الحفر المخالفة (مفرزة بعلبك القضائية) ردم سائر الحفر في كافة القرى، بما فيها الحفرتان التابعتان لمعمل الألبان والأجبان “ليبان ليه”، حتى لا يتذرع البعض بذلك ونعود إلى الضرر وتأخير انطلاق أعمال شبكة الصرف الصحي ومحطة التكرير”.