IMLebanon

تحديات وفرص أمام الطيران المدني في 2016

airbus-a350

علي الصمادي

يبدو أن صناعة الطيران المدني تخالف واقع الاقتصاد العالمي المتباين مع اتجاه قطاع الطيران المدني إلى تحقيق أرباح كبيرة خلال العام الجاري ونمو أعداد المسافرين جواً والفضل ربما يعود إلى تراجع أسعار النفط.

ومن الطرائف في هذا الأمر انه وفي الوقت الذي يتوقع أن تكون سنة صعبة للاقتصاد العالمي بسبب التباطؤ وتراجع أسعار النفط إلا أن صناعة الطيران تستفيد بشكل كبير من هذا الاتجاه مع تراجع تكاليف الوقود إلى اقل من 20 % من إجمالي التكاليف وتشجيع المزيد من الناس على السفر جواً، الأمر الذي ينعكس أرباحاً في خزائن شركات الطيران. ويوضح تقرير «فلايت غلوبال» أن تراجع الوقود اعطى الشركات الفرصة لإدخال المزيد من المنتجات والخدمات الجديدة والاستثمار اكثر في تجارب المسافرين باعتبار أن شركات الطيران وسلسلة التوريد لديها تعتمد بشكل رئيس على الطلب على المسافرين ونمو الحركة الجوية التي زادت بنسبة بلغت 6 % خلال العام الماضي الأمر الذي انعكس استمرار نمو تسليم الطائرات الجديدة ونمو السعة المقعدية.

نوعية النمو أيضاً مهمة جدا بالنسبة لشركات الطيران وبكلمات اخرى هل هذا النمو مدفوع بالنمو الاقتصادي العالمي أم بتراجع أسعار التذاكر. وفي الوقت الحالي هناك تراجع كبير في أسعار الوقود لكن شركات الطيران مطالبة أيضاً بمراقبة التوازن بين متغيرات وحدة الإيرادات ووحدة التكلفة وهذه الأخيرة من الصعب مراقبتها بشكل مستمر لأنها ترتبط بأكثر من عامل ومنها مثلا مبيعات السفر الممتاز «الدرجتين الأولى والأعمال» اضافة إلى الاستثمارات الرئيسية في البنية التحتية والخدمات ومن هنا فإن ثقة الأعمال تعد مؤشراً جيداً لشركات الطيران.

ويقول التقرير إن أعداد الطائرات التي في المستودعات تعد أيضاً مؤشرا على العرض والطلب وعندما تنقص أعداد الطائرات المتوقفة أو التي في المخازن فهذا مؤشر على النمو والحاجة إلى مزيد من الطائرات لتلبية الطلب الكبير على السفر. وخلال السنوات الماضية نمت أعداد الطائرات العريضة الموجودة في المخازن بنسبة وصلت إلى 11 % وشكل ذلك قلقاً للمستثمرين وشركات الطيران على حد سواء.

ويلعب عامل اشغال المقاعد دوراً مهماً في قياس أداء القطاع عموما ذلك ان الكثير من شركات الطيران تخطط للتوسع هذا العام وافتتاح المزيد من الوجهات. وقد يشكل ذلك مؤشر ثقة لكنه أيضاً مؤشر على ان الشركات تمتلك الكثير من الطائرات ولا تعرف أين تطير بها. هناك توسع كبير في ناقلات الخليج وأي تراجع في معدل اشغال المقاعد لهذه الشركات يعد مؤشرا على صعوبات تواجه هذه الناقلات.

وقال التقرير إن هامش الربحية سجل معدلاً قياسياً خلال العام الماضي وارتفع فوق 10 % للعديد من شركات الطيران. وخلال العام الجاري ومع توالي تراجع النفط فإن هامش الربح مرشح لمزيد من النمو.

وأضاف إن تراجع أسعار النفط سيدفع باتجاه تخفيض أسعار الطائرات القديمة مع وجود طلبيات كبيرة لشركات الطيران وشركات التأجير خصوصا أن الطائرات القديمة تعني المزيد من الصيانة والمزيد من الوقود وهذه فرصة للاستثمار في الطائرات الجديدة.

بوينغ وإيرباص

فيما يتعلق بالتصنيع سجل عملاقا الصناعة ايرباص وبوينغ أرقاما قياسية من حيث التسليم والطلبيات حيث سلمت كلتا الشركتين اكثر من 1500 طائرة خلال العام الماضي ويتوقع أن تسلم 1600 طائرة مع نهاية العام الجاري.

لكن التقرير أشار إلى تحديات لكلا الشركتين. على مستوى ايرباص فإن تسليم طائرات ايه 320 الجديدة سيكون محط رقابة من الشركة بعد تأخير استمر لأسابيع. ومع تحقيقها لأهدافها في تسليم ايه 350 والتي وصلت إلى 15 طائرة في العام الماضي لكنها تتطلع إلى تسليم 50 طائرة من هذا الطراز وهذا نوع من التحدي ليس سهلا مع انتظار العديد من العملاء لتشغيل طائراتهم.

أما بوينغ فإنها ستبدأ خطوات لخفض إنتاج 777 و 747 اعتبارا من العام 2017 في سعي منها لمنافسة ايرباص التي تفوقت عليها في العام الماضي بسبب قوة الدولار. كما أن الاستعداد لبدء تصنيع طائرات 777 اكس سيقلل الطلب على الطراز القديم من الطائرة.

أما الشركات المصنعة الاخرى مثل بومبارديه فهي الاخرى تحتاج إلى المزيد من الطلبيات وقد تسلمت الشركة فعلا بعض منها لطرازات سي آر جي.

وتستمر شركة ميتسوبيشي في الرحلات التجريبية لطائرتها الجديدة ام آر جي وتأمل في تجاوز التأخير الذي طرأ على برنامجها وتتوقع حاليا دخول الطائرة إلى الخدمة في عام 2018. أما بومبارديه فهي ما زالت متفائلة بطراز سي سيريز وتوقعات دخولها الخدمة في منتصف العام الجاري لكن نقص الطلب عليها ما زال يقلق الشركة.

جهود حكومية لتعزيز حقوق المسافرين

يسعى أعضاء في الكونغرس الأميركي إلى تعزيز وتحسين حقوق المسافرين جواً من خلال اجبار شركات الطيران على اعادة المبالغ التي تتقاضاها الشركات في حال اخفاقها في توفير الخدمة.

ومن بين القضايا التي يضغط أعضاء في الكونغرس إلى إقرارها اجبار شركات الطيران على اعادة رسوم الحقائب في حال فقدان الحقيبة أو تأخرها.

ويقترح أعضاء في الكونغرس ضمن بند رقم 507 أن على شركات الطيران اعادة رسوم الحقائب إلى المسافر في حال فقدان الحقيبة أو عدم عودتها إلى صاحبها ضمن فترة زمنية تصل إلى 24 ساعة من وصول الرحلة. علما أن بعض الشركات ومنها الاسكا اير لاينز تقوم فعلاً بإعادة المبالغ إلى المسافر حالياً.

وخلال السنوات الماضية كانت مسألة رسوم الحقائب التي تتقاضها شركات الطيران من المسافر مسألة نقاش داخل الولايات المتحدة وهي بنفس الوقت باتت مصدراً مهماً لعائدات شركات الطيران وبلغت خلال الشهور التسعة الأولى من العام الماضي اكثر من 2.8 مليار دولار علما أن شركات الطيران الكبرى الثلاث بلغت حصتها من هذه الرسوم 2 مليار دولار منها 661 مليون دولار لشركة دلتا ولحدها.

ويقول فوغ جينينجز المتحدث باسم رابطة شركات الطيران ان الناقلات الأميركية تسلم الحقائب إلى عملائها من المسافرين وبنسبة دقة تبلغ 99.6 % لكل 1000 مسافر وهذا الرقم كان في العام الماضي. والشركات لديها سياسات واضحة تجاه هذه المسألة بدون تشريعات إضافية.

وعلى سبيل المثال فإن شركة دلتا للطيران تقدم لمسافريها قسائم بقيمة تتراوح بين 25-50 دولارا لاستخدامها في رحلتهم المقبلة في حال تأخرت الحقيبة لأكثر من 12 ساعة. كما ان شركة يونايتد تعيد رسوم الحقيبة إلى المسافر في حال إلغاء الرحلة أو حدوث تغيير في موعدها.

مطارات صديقة للأمهات

وتشترط تعديلات اخرى للكونغرس على أن تتوفر في المطارات غرف خاصة للأمهات لإرضاع أطفالهن. وقدم هذا الاقتراح فعلاً من قبل النائب تامي دوك وورث في مايو الماضي تحت عنوان «المطارات الصديقة للأمهات» لإجبار المطارات على توفير هذه الخدمة على أن لا تكون غرفة الحمامات.

ومن بين التعديلات التي يستهدفها الكونغرس أيضاً مسألة عدم تمكن الوالدين من الجلوس مع أطفالهم ممن هم تحت سن 13 سنة وهذا قد يعرض المسافرين إلى مزيد من الرسوم في حال اختيار مقعد على الشباك أو بالقرب من الممر. وتقول شركات الطيران انها تحرص ليس فقط على جلوس الوالدين مع اطفالهم ولكن على اي حجز مشترك لأي شخصين.

ويؤكد جينينجز انه من الغريب أن يتدخل الكونغرس أيضاً في مسألة مقاعد شركات الطيران.

كما ان هناك تشريعاً يتعلق بمنع استخدام الهواتف الخلوية أثناء الرحلات لما له من اثار جانبية ومنها التسبب بأعمال عنف داخل الطائرة.

إيرباص تستعد لتجميع 350-1000

استكملت إيرباص توسعة خط التجميع النهائي في روجر بيتيل في تولوز، قبيل بدء انتاج طائرتها إيه 350-1000. وتتضمن التوسعة ثلاث محطات تجميع إضافية ستساعد صانعة الطائرات في رفع سقف الإنتاج، والوصول إلى الهدف المقترح وهو 50 طائرة من نوع إيه 350 في 2016.

ومن الجدير بالذكر أن خط الإنتاج النهائي في تولوز قادر على إنتاج طائرة إيه 350-900 ونظيرتها إيه 350-1000، في عملية التجميع الانسيابية نفسها. وهذا يتيح العمل في وقت متواز، مخفضاً وقت التجميع، وموفرا في الوقت نفسه مرونة كافية للشركة لتعديل الإنتاج مع المحافظة في الوقت نفسه على تكاليف التشغيل المثلى.

وتتضمن المحطات الإضافية «المحطة 50» الجديدة حيث توائم مقاطع جسم الطائرة الثلاثة والتي تصل من مواقع إنتاج خارجية. وفي هذه المحطة أيضا يتم تركيب جهاز الهبوط مقدمة الطائرة، ومنطقة استراحة الطاقم الأمامية والمطبخ الخلفي.

كما دشنت إيرباص «المحطة 40» في خط الإنتاج، حيث يوائم الجناح، ويتم تركيب مجموعة الذيل، وجهاز الهبوط الرئيسي، وأعمدة المحرك.

أما «المحطة 30» فتتركز على الاختبار الأرضي الأولي لأنظمة الطائرة. وبعد إتمام ذلك، تنقل الطائرة على خط الإنتاج النهائي لإجراء الاختبارات التكميلية.

وتتضمن العمليات النهائية في عملية التجميع تركيب المحركات، وتجهيزات مقصورة الركاب، والصبغ، وترويض المحرك، واختبار الإضاءة قبل قبول العملاء والتسليم.

وكان خط التجميع النهائي استقبل أول مقاطع من جسم طائرة إيه 350-1000، ليبدأ تجميع أول طائرة في 9 فبراير. ووفقاً لإيرباص فإن أول طائرة إيه 350-1000 إحدى ثلاث طائرات اختبار يتم بناؤها، ستنطلق في الأجواء في أول طلعة جوية نهاية العام، على أن يتم التسليم منتصف 2017.

ايه 350 تدفع رولز رويس لتسريع إنتاج محركاتها

بدأت شركة رولز رويس تصنيع المحرك رقم 100 من طراز ترنت اكس دبليو بي 84 والمخصص لطائرات ايه 350 الجديدة. وسترفع الشركة معدل انتاجها من 3 محركات أسبوعياً إلى 5 مع نهاية العام الجاري.

وتتطلع الشركة إلى تحقيق هذا الهدف للتفرغ لتصنيع الطراز الجديد من المحرك وهي اكس دبليو بي -97 والذي تعمل به الطائرة 1000- 350 والتي يتوقع دخولها الخدمة هذا العام.

ويقول تيم بودي مدير التسويق لمحركات ترنت اكس دبليو بي انه ومع تصنيع 5 نماذج من المحرك الجديد فإننا في وضع جيد وقد أكملنا نصف البرنامج الاختباري.

وستكون الخطوط الجوية السنغافورية خامس شركة طيران تتسلم طائرة 900-350 خلال هذا الشهر بعد الخطوط القطرية التي كانت أول زبون لها والخطوط الفنلندية وشركة تام والخطوط الفيتنامية.

وقد انجزت محركات ترنت اكس دبليو بي 84 حتى اليوم اكثر من 10 آلاف رحلة طيران منذ دخول الطائرة الخدمة مع الخطوط القطرية في يناير من العام الماضي.