IMLebanon

عسيري: نحن ضيوف هنا ونحترم قرار الحكومة اللبنانية

saudi-arabia-ambassador-to-lebanon-ali-awad-asiri

أوضح سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، في حديث لصحيفة “المستقبل”، على هامش استقباله الوفود المتضامنة في مبنى السفارة، أن “ما تم اتخاذه من تدابير في شأن الرعايا السعوديين في لبنان جاء من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على سلامة المواطنين السعوديين الذين يتواجدون في لبنان أو الذين ينوون القدوم الى لبنان، وبالتالي هذا كان سبب صدور القرار”، مشيراً الى أن “السفارة في لبنان تعمل على معالجة الموضوع بسرعة، وأن يكون هناك تواصل بين البلدين، وهذا ما نأمله كديبلوماسيين أن نرى العلاقة الى ما هي أفضل وليس إلى ما هي أسوأ، وبالتالي المطلوب من الحكومة اللبنانية إتخاذ ما يجب إتخاذه في هذا الشأن”.

وتابع: “ليس من حقنا أن نملي على الحكومة ما تقول في هذا الشأن، ونحن ضيوف هنا ونحترم قرار الحكومة اللبنانية، ولكننا نعتبر أن هناك خطأ حصل في حق المملكة وبالتالي أترك للمسؤولين اللبنانيين معالجة هذه المشكلة”. ووصف الزيارة التي قام بها أمس لرئيس الحكومة تمام سلام في السرايا الحكومية بـ “الممتازة”، مؤكداً “أننا نشاركه همومه وهو في موقع أعانه الله فيه ودعواتنا له، وقد حمّلني رسالة الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سأنقلها الى جلالته نصاً وروحاً وإن شاء الله سنرى خيراً بإذن الله”.

ولفت الى أن “اللبنانيين يعرفون مكانتهم لدى المملكة، وهي ليست من اليوم أو قبل شهر أو شهرين، فتاريخ المملكة يشهد لها وأفعالها في لبنان تشهد لها بأن أياديها بيضاء في لبنان، ولم يأت منها إلا كل خير لهذا البلد ولن يأتي منها إلا الخير، لأن هذا طبع المملكة وقيادتها وشعبها”، متمنياً “أن يسلك الآخرون، الذين يرون أنهم يعملون في هذا البلد ويتلقون توجيهات من دول أخرى، أن يعملوا كما عملت المملكة خيراً للبنان، وأن تكون هناك وحدة صف لمصلحته، ولا يفعلوا لنا شيئاً بل يفعلوا لبلدهم، وهذا ما نطلبه من اللبنانيين سواء حزب الله أو غيره، أن يعملوا لما هو مصلحة لبنان”. وشدد على أن “المملكة حريصة كل الحرص على العلاقة مع الشعب اللبناني وتتمنى كل الخير للبنان وأهله”.

واعتبر أن حجم التضامن مع المملكة وما شهدته السفارة من تقاطر شخصيات سياسية ووفود شعبية متضامنة “يعكس حب اللبنانيين وترجمته على أرض الواقع عندما رأينا وفوداً من كل زاوية في لبنان أتوا الى سفارة المملكة وعبّروا عن تضامنهم وحبهم، وما رأيناه هو استفتاء عن مدى موقع المملكة وقيادتها والاعتراف بفضلها على لبنان وأهله”، شاكراً “كل من حضر الى السفارة وعبّر تعبيراً أخوياً صادقاً”.

وأكد أن “رعاية المملكة وقيادتها لهذا الشعب كبيرة وستستمر بإذن الله”، مشيراً الى أن “اللبنانيين الذين يعملون في المملكة ودول الخليج يعيشون بين أهلهم وذويهم، منذ عقود من الزمن، وعلاقتهم بشركائهم في المملكة ودول الخليج أكثر من ممتازة وهم يشاركون في التنمية هناك، ورسالة المملكة كانت واضحة وهي ليست موجهة ضد الشعب اللبناني، والمملكة حريصة كل الحرص على الشعب اللبناني أينما كان”.

ونفى عسيري أن تكون السفارة تلقت أي قرار جديد بشأن وقف رحلات الخطوط الجوية السعودية الى بيروت كما أشيع أمس، موضحاً أن “موضوع إقفال البنك الأهلي السعودي في بيروت لا علاقة له بالقرارات التي أصدرتها المملكة، وهو ناتج عن قرار اتخذه مجلس الإدارة لأسباب إقتصادية بحتة”.

وعبر السفير عسيري عن شكره وتقديره ومحبته لكل “من تكبد العناء وأتى إلى السفارة السعودية من كل المناطق اللبنانية للتعبير عن الوفاء اللبناني للمملكة وقيادتها وشعبها”. وقال السفير عسيري لصحيفة ”الشرق الأوسط” إن “ما شوهد في السفارة السعودية اليوم (أمس) وقبله (من حشود أمت السفارة) هو في حد ذاته رسالة استفتاء لمدى محبة الشعب اللبناني للمملكة وقياداتها وشعبها، ودليل دامغ على تجذر العلاقات بين البلدين والشعبين”.

وأكد عسيري أيضا أن ما قامت به الحكومة اللبنانية في بيانها الأخير “غير كاف”، مشيرا إلى أن المملكة ما زالت تتطلع إلى موقف أكثر إيجابية، مشددا على ضرورة تصحيح مسار العلاقات بين البلدين، وتصحيح الخطأ الذي حصل بحق المملكة. وردا على سؤال عما تنتظره المملكة، قال عسيري: “هذا الأمر من مسؤولية المسؤولين اللبنانيين، وبالتحديد أولئك الذين تسببوا بهذا الخطأ في المقام الأول”.

وردا على ما تردد في بيروت عن عزم المملكة وقف رحلات الخطوط الجوية السعودية إلى بيروت، أكد السفير عسيري أن السفارة لم تتلق أي إشعار بذلك، وأنه “لا توجهات حاليا بهذا المعنى”، مشيرا إلى أن التحذير الذي أطلق للمواطنين السعوديين بشأن السفر إلى لبنان “ينطلق من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على رعاياها ومواطنيها”.

وأوضع عسيري أنه زار أمس رئيس الحكومة تمام سلام بناء على طلب الأخير، مشيرا إلى أن الرئيس تمام سلام “حملني رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسأنقلها نصًا وروحًا إلى قيادتي الرشيدة”.