IMLebanon

جائزة الجادرجي في العمارة

Khaled-Chehab-Lebanese-Engineers-Union
نظم فرع المعماريين الاستشاريين في نقابة المهندسين في بيروت ورابطة المعماريين ومؤسسة رفعت الجادرجي الاحتفال السنوي السادس عشر لجائزة الجادرجي في بيت المهندس في النقابة، في حضور رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب خالد شهاب، المهندس غبريال المر، رئيس رابطة المعماريين حبيب صادق، رئيس هيئة المعماريين العرب انطوان شربل، ممثلين لمؤسسة جمعية رفعت الجادرجي، اعضاء مجلس النقابة، عمداء كليات العمارة في لبنان، اكاديميين، نقابيين ورجال فكر وعمارة.

بعد النشيد الوطني، تحدث عضو فرع المعماريين الاستشاريين المهندس ربيع عسراوي، تلاه رئيس رابطة المعماريين حبيب صادق الذي رأى ان “الجادرجي اراد التميز النوعي بطريقة تنظيم هذه الجائزة من حيث الشكل والمضمون، ورفعت الجادرجي لم يسع لتسويق فكرة الجائزة بل الى تحفيز هذا الفكر انطلاقا من بيروت هذه المدينة التي أحب الجادرجي ان تكون منبرا تطلق منه الجائزة التي هي حوار جدي بين الجامعات بمفهوم معماري متميز”، ولفت الى ان “النقابة سعت لأن تكون اطارا لهذا المفهوم”.

ودعا الى “ضرورة اجراء تقييم بعد 16 عاما عبر ورشة تقييم لما قدمته هذه الجائزة من اضافات الى الجامعات والطلاب”. وتمنى ان “تتجاوز الجائزة المنافسة لتكون منبرا لتقييم العمارة انطلاقا من بيروت على مستوى النقاش سعيا نحو انتاجية جديدة بحقائق متبدلة”.
وحيا الطلاب والنقابة وكل من ساهم في انجاح هذه الجائزة.

الخوري

ورأى رئيس فرع المعماريين الاستشاريين المهندس ايلي الخوري ان “وجودنا هنا لتأكيد ما تقوم به نقابة المهندسين من تفاعل هندسي حضاري جعل من النقابة منصة تفاعلية خلاقة، تجترح الافكار والنشاطات لرفع شأن المهنة”، وأشار الى ان “هذه المناسبة تحولت الى مهرجان سنوي معماري واكاديمي، وبالتنسيق والتحضير مع الفرع ومؤسسة الجادرجي ورابطة المعماريين شاكرين الجهود الذي يبذلونه من اجل تشجيع وتحفيز الجامعات وطلاب العمارة على ابتكار السبل المعمارية المؤاتية مع المحافظة دوما على البعد الانساني والاجتماعي والذي ابدع فيه الجادرجي”.

وقال: “لم يوفر فرع المعماريين الاستشاريين يوما جهدا بغية النهوض الدائم بالهندسة المعمارية كمهنة ونمط تفكير واسلوب حياة، عبر القيام بعدد من النشاطات والمؤتمرات والندوات والمعارض التي ومن خلالها يجري توسيع مروحة المعرفة المعمارية وعلى سبيل المثال لا الحصر مهرجان جوائز العمارة بيروت والذي اعتبر بمثابة عرس معماري على مستوى دولي”.

وختم: “لا اخفيكم سرا ان اطلعتكم على نشاط معماري يجري التحضير له حاليا بتوجيهات من حضرة النقيب وسيكون بمثابة عرس كبير للعمارة وللمعماريين اللبنانيين ليس على مستوى محلي فقط، انما اقليمي ودولي”.

تلفزيان

وكانت كلمة لممثل مؤسسة رفعت الجادرجي ليون تلفزيان قال فيها: “في مثل كل سنة ومنذ 16 سنة هال السيبة القائمة على ثلاث ارجل او ثلاثة قواعد تزداد متانة، وهي الشراكة الثلاثية بين النقابة وكليات ومعاهد العمارة في لبنان وجمعية الجادرجي، ونشكر للنقيب خالد شهاب ورئيس الفرع ايلي الخوري ورئيس الرابطة حبيب صادق وعمداء كليات ومعاهد العمارة إرساء وتدعيم هذه الشراكة وتفعيلها بأبهى صورها. صور تجمع سنويا النخبة من طلاب واساتذة العمارة من اجل نشر الوعي حول العمارة المسؤولة ومسؤولية المعمار الاجتماعية”.

أضاف: “من جميل الصدف ان تمنح جائزة “بريتزكر” وهي الاهم في العالم عن عام 2016 الى المعمار الكسندر ارافيرا من التشيلي على أسس معايير اجتماعية وتتسم اعماله بالتواضع، بينما يجتهد نجوم العمارة الى تصميم اعمال فريدة وبارزة بينما يهتم ارافيرا بايجاد حلول لاسكان الفقراء وتحسين حياة الناس انما دون ان تتخلى عمارته عن الشارعة والجمالية والمعايير البيئية”.

وتابع: “كم نحن بحاجة الى عمارة تواجه وتتوجه الى معالجة الاشكاليات المدينية ومفاعيل التوسع الحضري المتسارع، الى حد التشوهات والتبرئة والتهميش والتقرب للعناصر والمقومات الاجتماعية والاقتصادية والمعمارية. لا شك اننا امام مشاهد حيث هناك فصل تام للاشكال والاماكن عن واقع وظيفة الانتاج الاجتماعي وعن هموم المجتمع. اصبحت المدينة سوقا عقارية، فقدنا دورنا الطبيعي واصبحنا نتعامل مع مصنعات تقدم لنا كبدائل جاهزة لا دور لنا في تصنيفها وفي كيفية استخدامها لتلبية حاجاتنا”.

وختم: “يقول الجادرجي ان العمارة حصيلة تفاعل جدلي بين مقرريه المطلب الاجتماعي من جهة والتكنولوجيا الاجتماعية من جهة ثانية. المطلب الاجتماعي يضم المحتوى وجميع المقومات الاجتماعية التي تدرك ضرورة الانتاج وتطلبه لسد حاجة اجتماعية في نفعية ورمزية وجمالية، والمقصود بالتكنولوجيا الاجتماعية المهارة وظروف الامكانات المتزامنة مع مطلب اجتماعي لجهة معينة فردا او مجموعة. هذا التفاعل هو ما ينتج عمارة ومكانا ذات خصائص محلية متجددة ومتصالحة مع نفسها ومحيطها. اين نحن من هذه العمارة، من هذه البيئة المدينية الدامجة امام هذه المشاهد في حاضر مدننا؟ لا شك ان النماذج التي عرضت علينا من قبل الطلاب هو دليل تصد واع لاشكاليات متعددة نعانيها في مدننا ومجتمعاتنا، ومن هنا البدايات فأنتم الامل”.

شهاب

وألقى شهاب كلمة قال فيها: “دأبت نقابة المهندسين في لبنان على الاحتفال سنويا بتوزيع جائزة المعمار المبدع رفعت الجادرجي في خطوة تأتي ضمن حالة استنهاض القطاع الهندسي والمعماري. حادث رفعت الجارجي في انتاجه الغزير والنوعي لغة جديدة في فن العمارة العربية، وحسم جدلية العلاقة بين المشروع المعماري والطابع الاجتماعي وفتح الباب لحوار حول عماراتنا الغنية، متلقيا كل الملاحظات والانتقادات التي ولدت إبداعا تراثيا”.

أضاف: “غنى الجادرجي في أعماله انه استحضر التراث والتاريخ الى لغة العصر، وسط السرعة التي ينطلق منها البعض في تحولات وفورات معمارية خارجة عن التفاعل التاريخي والتراثي”.

وتابع: “حققت جائزة الجادرجي هدفا في غاية الاهمية من خلال اعطاء الهندسة المعمارية وتعليمها وطلابها قيمة واعترافا معنويا في ظل مجتمع يعطي اهمية اقل للمهن خارج إطار التجارة عامة، كما وان هدفها هو تشجيع الطلاب على مواجهة هموم العمارة تجاه العولمة في كل المجالات الاجتماعية والمهنية، والمحافظة على الهوية الثقافية والتراثية، ونحن في نقابة المهندسين وفي اتحاد المهندسين اللبنانيين وبالتعاون المباشر بين فرع المعماريين الاستشاريين ورابطة المعماريين وهيئة المعماريين العرب، لدينا الشغف تجاه العمارة، فمن هذا المنطلق سنكون الداعمين لكل طلاب وخريجي العمارة عبر مركز التدريب الذي يقدم الدورات والندوات والمحاضرات المتخصصة ويلقي الضوء دوريا على كل حداثات العمارة العالمية عبر استضافة كبار المعماريين اللبنانيين والعرب والاجانب ليرفدوا طلابنا بكل جديد حول التطبيقات الجديدة للعمارة في العالم. وفي هذا السياق، لا يفوتني التنويه بالمستوى الراقي الذي قدمه المعماريان العالميان الايطالي فرانسيسكو بوليسيلو والياباني ادوارد سوزوكي اللذان يزوران لبنان في محاضراتهما في النقابة ضمن حوارات معمارية في فعاليات جائزة الجادرجي التي اغنت الحاضرين ونقلت اليهم ابداعات حضارية برؤى وافكار جديدة تمازجت بين الواقع المعماري العالمي والعربي”.

وختم: “ان التلاقي القائم بين نقابة المهندسين والجامعات اللبنانية بكليات العمارة فيها يعد من أرقى الدلالات والمؤشرات الايجابية لايجاد هذه المساحة المشتركة ولإبراز قدرات الخريجين وخياراتهم الهندسية والعلمية بأجمل صورها، وهذا التنافس هو الذي يحتاجه لبنان لا بل وطننا العربي في حماية وحصانة لعلم العمارة والهندسة معا، وسط فوضى الخيارات التي لا تؤتي الا خرابا ومآس على بلادنا وامتنا. وها هي بيننا اليوم سبع كليات تتشارك في المنافسة على ثمانية عشر مشروعا معماريا”.

المر

واختتم الاحتفال بكلمة مرتجلة للمر شدد فيها على “ضرورة بناء الجسور الانسانية قبل الجسور الحديدية والخرسانية”، مؤكدا ان “الطائفية هي العنصر البغيض الذي يفسد المجتمع ويفرق بين الاطراف والفئات المجتمعية، واذا نظرنا من حولنا لتملكنا اليأس بسبب هول ما يجري في المنطقة وخصوصا على صعيد تراجع القدرة الاقتصادية وضمور الاستثمارات وعدم توظيفها. لا يمكن ان تبقى الحروب الى الابد وان وراء الدمار اعمار وان ما ينتظر الطلاب الكثير في المستقبل للمساهمة في اعمار ما تدمر حولنا على كل الصعد التي تحتاج الى الهندسة قبل كل شيء”.

ونوه “بإبداعات اللبنانيين في كل دول العالم، إذ لا تدخل مصنعا او متجرا او شركة او مؤسسة عالمية الا ويكون المهندس اللبناني موجودا ان لم نقل مبدعا فيها، ونحن من بنى الخليج العربي ودوله وكنا نأمل ان تكون دبي في لبنان لولا اختيار البعض لهانوي”. وحيا الطلاب على ابداعاتهم.

النتائج

ثم تلت لجنة التحكيم مشاريع الطلاب الثلاثة الفائزة وهم: فانيسا اسعد عويس بالمرتبة الاولى ثم غالية شري قرباني بالمرتبة الثانية والكسندر جورج زين بالمرتبة الثالثة.

ولفت انتباه اللجنة مشاريع تقدم بها الطلاب ليلي غلاييني ونهال علي حليمة وريتا حسين نصر.

وقدم المر وشهاب جائزة الجادرجي الى الفائزين والشهادات الى الطلاب وجال الجميع في معرض المشاريع الذي اقيم في بهو بيت المهندس.