IMLebanon

نهاد المشنوق.. والانفصام السياسي (بقلم هيثم الطبش)

nohad-al-mashnouk

 

كتب هيثم الطبش

“أن نكون ضمن الإجماع العربي أومع إيران فنحن مع إيران”، هذه الجملة نسبها وزير الداخلية والبلديات نهادالمشنوق، في حديثه التلفزيوني الأخير إلى وزير لم يسمّه. يبدو أن معاليه في اللاوعي كان يقصد نفسه، إذ جاء اعتراضه على تصنيف وزراء الداخلية العرب ليكون الممثل الأفضل للسياسة الخارجية الإيرانية.

“بلا فذلكة وكلام فاضي، إنت عارفحالك مع مين عم تحكي؟” أظن أن رد الوزير على الجملة الأولى من هذه السطورسيكون هكذا.

“نعم يا معالي وزير داخلية كل لبنان أنا عارف حالي مع مين عم بحكي”… معاليك بكل محبة لا يمكن أن تفاجئنا بهذه الطريقة الفجّة، قبل أيام فقط قلت عبر الشاشة أن “حزب الله” وإيران يحوّلان لبنان إلى غرفة عمليات إرهابية للعالم،” وأنت سألت أيضاً: “كيف يمكننا الجلوس والحوار وسط كل هذه الأدوار التي يلعبها حزب الله”، وأبديت تخوّفك منالذهاب إلى “مواجهة عربية كبرى”.

أما وأن القرار بالمواجهة قد اتخذ خليجياً وسارت في ركابه كل الدول العربية فأنت يا معالي الوزير قررت كسر الإجماع العربي وكأنّ عدوى “الباسيلية” أصابتك بشدة، أم أن علاقتك بالحاج وفيق صفا لها هذا الوقع النفسي؟

“واضح إنك ما شفت البيان التوضيحي يلي نشرناه، برجع بسألك إنت عارف حالك مع مين عم تحكي”؟

معاليك، لا شك أني قرأت بيان مكتبك الإعلامي، الذي أحترم العاملين فيه وبينهم أصدقاء لي، لكن يا معالي الوزير البيان لا يقلل من هول ما حصل. وإن كان القصد إقناعنا بأنّ موافقتك على البيان الختامي مفصولة عن الاعتراض المسجّل في محضر الجلسة فإن ذلك غير صحيح بدليل أن الجميع توقفوا عند الاعتراض ولم ينظروا إلى البيان الختامي الذي كان سيصدر سواء بموافقتك أو بامتناعك أو اعتراضك، لأن صوت معاليك مع الصوت العراقي لا يقدمان ولا يؤخران والعربما عادوا يحسبون لبنان والعراق في صفوف البيت العربي، “بيناتنا”!

يا معالي وزير الداخلية هل تسنى لك أنتسمع تصريح الرئيس سعد الحريري من مجلس النواب وهو الذي قال إن “حزب الله يقوم بنشاطات وامور يجب الا يقوم بها وهذا الأمر أدى إلى تصنيفه على لائحة الإرهاب، وأنا أصنف أعماله في اليمن وسوريا والخارج بالإجرامية والإرهابية وغير القانونية”…”كويس، وبعدين”؟

أن تكون وزيرا لداخلية كل لبنان يا معالي الوزير لا يعني أن ترضخ وتساير حزب السلاح، ولا يعني أن تخفض جناحك إلى درجة الانكسار وقد عرفناك صقراً في الماضي. وإن كانت الوزارة ذريعة كافية لتقول أنك تضع آراءك الشخصية جانباً خلال ممارستك في الموقع العام، فاسمح لي يا معالي الوزير، إن وجودك في هذا الموقع جاء لأنك تمثل تياراً سياسياً يفترض أنه في الموقع المقابل لـ”حزب الله”.

الحقيقة هي أن هذا التيار السياسي فقد الرؤية، ففي كل بيان وعلى كل شاشة ومنبر يعتبر “تيار المستقبل” أن “حزب الله” إرهابي لكنه في المساء يذهب إلى الحوار معه. قبل الظهر تصدرون تصريحاً وبعد الظهر تشلجون جلدكم، من هذا المنظار يمكن يا معالي الوزير تفهم إنفصامكم السياسي، تنقصكم ورقة تفاهم مع الحزب وأنتم قاب قوسين أو أدنى من ذلك بعدما رشحتم النائب سليمان فرنجية للرئاسة.

معالي الوزير، يوم الاثنين في 28تشرين الاول 2013 عقدت كتلة “المستقبل”، التي تمثل التيار الذي سمّاك وزيراً، اجتماعها الأسبوعي في بيت الوسط وجاء في نص بيانها: “رأت الكتلة انالامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان يحاول من خلال خطابه أمس إيهام اللبنانيين بالانتصار الوشيك للنظام السوري وهيمنة النظام الفارسي، والشعب اللبناني الذي قاوم إرهاب الوصاية لن ينكسر امام موجهة الإرهاب الجديدة التي يبثها حزب الله”.

“حزب الله” يبث إرهاباً جديداً… العرب يريدون مواجهته وسيتركون لبنان يتخبط في تبعات انفصامكم السياسي. قد لا يذكر العامة أنك شرّعت دخول “حزب الله” بممثله الأمني، الحاج وفيق صفا، إلى اجتماع رسمي في وزارة الداخلية، لكننا ومنذ ذلك الحين فقدنا نهاد المشنوق الذي نعرفه… “بكل محبة معاليك، انت مش عارف حالك شو عم تحكي”.