IMLebanon

أزمة النفايات في النبطية: المدينة تفرز والمعمل يتأخّر

nabaityeh-sorting-plant-waste
آمال خليل

برغم افتتاحه قبل شهر تماماً، لم تبدأ الشركة المشغلة لمعمل الكفور لمعالجة نفايات منطقة النبطية “لافاجيت ودنش” عملها بعد. وزارة التنمية الإدارية أوفدت أمس، فريقاً من المهندسين والخبراء، إلى المعمل للتحقق من أسباب التأخير، علماً أن المناقصة رست على الشركة في شهر تشرين الأول الماضي، فيما إنشاءات المعمل وتجهيزه بالمعدات، منجزة بالكامل منذ نحو عامين.

فلماذا لا يستقبل المعمل نفايات النبطية ومنطقتها المتراكمة في الشوارع، التي ينقل جزء منها إلى المكبات العشوائية في خراج عدد من البلدات؟
في تبريراته لمسؤول لجنة المناقصات في الوزارة محمد بركة، عرض ممثل شركة دنش، محمد رحال، أسباب التأخير باستقبال نحو 300 طن من النفايات يومياً من اتحاد بلديات النبطية – الشقيف بداية، ثم من اتحادات بلديات جزين (تنتج 20 طناً يومياً) وإقليم التفاح (تنتج 15 طناً يومياً) والزهراني (ينتج 100 طن يومياً). “لافاجيت” ترى أنها ما زالت في المرحلة التجريبية، علماً أن كلاً من الوزارة (الوصية على المعمل) و اتحاد بلديات النبطية (المشرف على التشغيل) سمحا للشركة بالدخول إلى المعمل وصيانة معداته وتجهيز آلية العمل منذ أن رست عليها المناقصة منذ خمسة أشهر، إلا أن رحال حدد تاريخ التزام الشركة الرسمي بالمعمل بدءاً من أول شباط الماضي، عند توقيع العقد مع الوزارة. أما السبب الثاني، فيتمثل بانتظار وصول عمال للفرز استعانت بهم الشركة من دول آسيوية، علماً بأن الإتحاد الأوروبي (ممول المشروع) يشترط توظيف لبنانيين، وإذا لم يتقدم لبنانيون للعمل، فالأولوية لتشغيل النازحين السوريين.
بنتيجة الجولة، تعهد رحال البدء فعلياً باستقبال النفايات مطلع الأسبوع المقبل على نحو تدريجي، بحيث يعالج في اليوم الأول 40 طناً، وفي اليوم الثاني 80 طناً، حتى استيعاب الكمية الكاملة. وبالنسبة إلى العمال، لفت مدير الاتحاد محمد عواضة إلى أنه تجري الإستعانة بلبنانيين وسوريين للفرز والصيانة. في الإنتظار، فإن المتعهد الذي رست عليه مناقصة جمع النفايات لم يجهز بعد. يحتاج إلى شاحنات حديثة لا تضغط النفايات وتنتج عصارة تسبب روائح كريهة في البلدات خلال الجمع وتتسرب العصارة إلى الطرقات.
تجهيز المعمل يسمح باستقبال 15 طناً في الساعة. العقد مع الوزارة ينص على أن توزَن شاحنات النفايات فوق القبان لتحديد حمولتها بدقة قبل دخولها إلى الفرز والتخمير. كلفة معالجة الطن الواحد تبلغ 25 دولاراً. أما كلفة الجمع، فعشرة دولارات لكل طن. متعهدا المعالجة والجمع “يقبضان على كمية النفايات المعالجة يومياً، ولا يقبضان مبلغاً كاملاً مسبّقا” بحسب بركة. ولفت إلى أن الوزارة تحسم من المبالغ المستحقة إذا تبين خلل ما في التشغيل.
على صعيد متصل، أطلقت بلدية النبطية مشروع فرز النفايات من المصدر تحت شعار “فكر شوي قبل ما ترمي.. الحل هو الفرز”. رئيس البلدية أحمد كحيل أوضح أن المشروع يقسم إلى 11 مربعاً يتوزع فيها 250 متطوعاً من الجمعيات الأهلية لترشيد الأهالي على الفرز من المصدر وتوزيع المستوعبات الخاصة. أما العوادم الناتجة، فتُنقل إلى المعمل.
يبقى المطمر. فاذا انتظم العمل في المعمل، تبرز الحاجة إلى توافر مطمر صحي. بركة أشار إلى أن الوزارة ستنشئ مطمراً صحياً في عقار للدولة في منطقة الكسارات في وادي الكفور. حتى ذلك الحين، تنقل العوادم إلى مكب الكفور العشوائي.