IMLebanon

خصوم حزب الله: ليس إرهابياً

hezbollah-milichia

كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار”:

توافق وزراء داخلية غالبية الدول العربية، بدفع من مجلس التعاون الخليجي، على وسم حزب اللّه بـ”الإرهابي”. هي ليست المرّة الأولى التي يُدرج فيها اسم “الحزب” على “اللوائح السوداء”، إلا أنّ “الطعنة” هذه المرّة جاءت من “الأشقاء العرب” بتحريض من السعودية. لكن، ما هو موقف القوى السياسية المحلية من حزب الله بعد التصنيف الخليجي الجديد؟

رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب وليد جنبلاط ينصح باعتماد النموذج الأوروبي الذي يُميّز بين أجنحة الحزب، فتُصنف العسكري إرهابياً. واعتبر في اتصال مع “الأخبار” أنّ “التصنيف غير دقيق، فحزب اللّه هو جزء من نسيج المجتمع اللبناني”. يُذكر جنبلاط بالقرارات الأميركية والأوروبية السابقة التي صدرت بحق حزب الله “ولم يتغير شيء”.

نائب القوات اللبنانية أنطوان زهرا يُبرر “القرار العربي” بأنه ردّ على “تنفيذ حزب الله عمليات خارج الحدود”. هو تماماً ما تقوم به اليوم السعودية في اليمن، وتركيا التي تقصف الأكراد في سوريا، والولايات الأميركية المتحدة التي شنّت حرباً دمرّت فيها العراق وأفغانستان. ولكن “انسجاماً مع الأدبيات اللبنانية والتصنيف العربي السابق الذي اعتبر حزب الله مقاومة، نحن غير معنيين بالقرار. سيبقى التعامل مع الحزب طبيعياً”، يقول زهرا.

خصم حزب الله اللدود تيار المستقبل، لا يعتبره إرهابياً. يوضح النائب عمار حوري في اتصال مع “الأخبار” أنه “لو لم يكن هذا موقفنا لما كان وزير الداخلية نهاد المشنوق قد سجل تحفظه في اجتماع وزراء الخارجية”. نائب بيروت يُفرّق بين “الخصومة، التي هي على درجة عالية، وبين وجودنا سوياً في مجلسي النواب والحكومة. داخلياً، سنستمر في الحوار”. بيد أنّه يلوم حزب الله لأن “القرار جاء نتيجة تراكمات على مدى سنوات، والحزب لم يُساعد الدول العربية للتراجع عن موقفها”.

بالنسبة إلى حليف الحزب، الوزير السابق عبد الرحيم مراد، فـ”لن أتوسع في هذا الموضوع بانتظار التطورات”. هو يُفضل الالتزام بالبيان الصادر عن اللقاء الوطني الذي أكدّ أن “مسألة العروبة من الثوابت التي لا يجوز إعادة التكرار عليها بالإعلام والمنابر بل تجسيد العروبة بالممارسة العملية خدمة لتلك الروابط الجامعة بين لبنان وقضاياه العربية”. علماً أن البيان لم يأت على ذكر حزب الله ولا بيان وزراء الداخلية العرب بكلمة.

أما الوزير السابق فيصل كرامي (حليف الحزب أيضاً)، فيؤكد أنه لن يكون “ضد حزب الله فهو يتمسك بإرث العائلة السياسي الداعم للمقاومة في وجه إسرائيل”. وإذا كان لا بدّ من موقف لبناني موحد “فليكن ضدّ التطرف ومن أجل إقتصاد جيد وليس ضد حزب الله”.

على جبهة حزب الكتائب، غير السلبي تجاه حزب الله، يصف وزير العمل سجعان قزي الحزب بأنه “كان حزباً مقاوماً واليوم هو حالة عسكرية يتدخل في كلّ حروب الشرق الأوسط التي تشترك بها إيران”. ولكن يسأل قزي ما إذا كان هذا التصنيف “مطابق لمفهوم الإرهاب؟ وهل يُساهم بسحب حزب الله من سوريا؟”. صحيح أنّ الكتائب “ضد سلوكيات الحزب ولكن ليس لدرجة تصنيفه إرهابياً، فهناك فرق بين الخصومة السياسية وبين تصنيف لا ينسجم مع المعطيات”. ويؤكد قزي “احترام إلتزامنا. فإذا اعتبرناه إرهابياً لا يعود بمقدارنا التعاطي معه، عندئذ ماذا يبقى من الميثاقية؟ وكيف نبني لبنان؟”. وزير العمل يتسلّح بموقف المشنوق “المُتحفظ”، للقول أنه “إذا كان لتيار المستقبل هذا الموقف، هل مطلوب منا نحن المسيحيين أن نُدخل رأسنا في فم التنين؟ ولأجل من؟”. يختم قزي بالتشديد على أنّ “حزب الله هو حزب لبناني نعتز بلبنانيته ونفتخر بشبابه وشهدائه. من الصعب اعتباره إرهابياً”.

في المقلب الآخر، يقف النائب السابق فارس سعيد الذي يعتبر حزب الله إرهابياً “وهذا رأي شخصي. ولكن الضرورات اللبنانية تجعلني مغلوباً على أمري: إذا قلت أنه إرهابي يدخل البلد في حرب أهلية. وإذا سكتت نكون قد ألغينا الدولة”. ويشرح بأنّ حزب الله “خارج عن إطار الدستور اللبناني وإطار الشرعية الدولية وهو متهم باغتيالات حصلت على الأراضي اللبنانية، فضلاً عن تدخله في سوريا واليمن والعراق. وفي الوقت عينه، الدولة ألغت نفسها من أجل حزب الله حتى باتت حدود الفصل بين الحزب والجمهورية غير موجودة”.