IMLebanon

الانتخابات البلدية في كسروان: معركة “الأوزان” في جونية

election

 

 

كتبت ليا القزي في صحيفة “الأخبار”:

على عكس القوى السياسية التي لم تبدأ بعد عملها الجدي استعداداً للانتخابات البلدية والاختيارية التي ستُجرى في أيار المقبل، بدأت «العائلات» و»الهيئات التقليدية» التحضير لهذا الاستحقاق. في قضاء كسروان، ستكون الانتخابات مناسبة لاختبار مدى فعالية التحالف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ في جونية، «أمّ معارك» القضاء

مصير الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان لم يُحسم بعد. يومياً، «تُبشّر» مختلف القوى السياسية بأهمية إتمام هذا الاستحقاق، مقابل «خمولها» وعدم تزييتها لماكيناتها الانتخابية. ومن كان في الأمس يؤكد التمديد للمجالس البلدية، بات اليوم «مُتريثاً» وهو يقول «لا شيء يمنع حتى الساعة من إجرائها».

الوزير السابق زياد بارود مثالاً. على الرغم من ذلك، العمل في القرى والبلدات يحصل وكأن الانتخابات ستُنظم غداً. حماسةٌ «انكفأت» في السنوات السابقة بسبب التمديد مرتين للمجلس النيابي. الاستعدادات الانتخابية في قضاء كسروان تندرج في الإطار نفسه. أحاديث في القرى الساحلية عن لوائح للشباب، مع سعي كل طرف لاستقطاب هؤلاء. محاولات في بلدات أخرى لرأب الصدع داخل العائلة الواحدة، والرهان في البلدات الكبرى والأساسية على تحالف التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، حتى يحجز كلّ فرد مقعده على لائحة «الثنائية المسيحية».

53 مجلساً بلدياً في قضاء كسروان «مع إمكانية تشكيل مجلس في بلدة النمورة»، استناداً إلى مصدر في سرايا جونية، ليقتصر عدد القرى التي لا مجالس بلدية فيها على 7. مع الإشارة إلى أنّ هذا القضاء هو من الأقضية القليلة التي لم تشهد حالات عديدة حُلّت فيها المجالس في الدورة الحالية، باستثناء جورة الترمس.

خريطة الترشيحات في المجالس البلدية الأبرز، يمكن تلخيصها، بحسب مصادر متعددة، وفق الآتي:

ــ في ذوق مكايل: «لا يبدو أنّ نهاد نوفل يُفكر في الترشح». ستُخاض المعركة، بحسب المصدر، بين لائحة يدعمها نوفل ويترأسها إيلي بعينو، وبين لائحة مدعومة من التيار والقوات، يرأسها وفيق طراد».

ــ في غزير: تنقل أوساط رئيس البلدية ابراهيم حداد عنه قوله إنه لن يترشح إلى ولاية جديدة، «قد يرثه قريبه المحامي شارل حداد».

ــ في كفرذبيان: ستُخاض معركة «وفق موازين قوتين: العائلة والسياسة». لكن وطبقاً لمنطق المداورة، ستؤول رئاسة البلدية من آل عقيقي إلى آل زغيب. أما في «الجارة اللدودة»، فاريا، فمن المتوقع أن يخوض التحالف القواتي ــ العوني «المعركة بمرشح من آل سلامة ضد الرئيس الحالي نضال خليل».

ــ في ذوق مصبح، بعدما نجح الرئيس شربل مرعب نتيجة توافق سياسي على اسمه، «فُتحت ملفات المخالفات بحقه وبدأ تقاذف التهم بينه وبين أعضاء من البلدية».

أما «معركة الأوزان» والانتخابات «شبه الوحيدة التي لها طابع سياسي» فهي جونية، عاصمة القضاء. تتألف «العاصية» من أربع «بلدات» هي: صربا، حارة صخر، ساحل علما وغدير. دخل على الخط أخيراً العميد المتقاعد شامل روكز الذي تربطه صداقة بالنائب السابق منصور البون. اجتمعا على العشاء قبل مدة قصيرة، مع رئيس البلدية السابق (وأحد المرشحين المحتملين إلى الانتخابات النيابية على لائحة التيار الوطني الحر) جوان حبيش وعدد من شخصيات المنطقة. المعلومات التي رشحت عن اللقاء تؤكد أنه «لم يَحسم أي خيار على صعيد البلديات. حالياً، الجميع بانتظار بدء تنفيذ اتفاق التيار والقوات، بلدياً. أما القوات فتنتظر أن تُستكمل تعيينات التيار حتى تعرف مع من تُنسق في ما خصّ البلديات». على الرغم من هذه الضبابية، من المتوقع أن يكون التوافق هو «سيّد القرار» في جونية، في ظلّ معلومات «تُسوق» لحبيش كمرشح توافقي. ينفي الأخير في اتصال مع «الأخبار» ذلك: «حتى الساعة لم يُبتّ شيء. أنا معني بشكل مباشر في هذه المعركة، لكنني لم أحسم إن كنت أنا سأترشح أو سيكون لي مرشحي». وفي التفاصيل أنّ النائب السابق فريد هيكل الخازن «يدعم نائب رئيس البلدية فؤاد بواري»، في حين أنّ الصناعي نعمة افرام «يؤيد وصول عضو البلدية فادي فياض»، بعدما بات من شبه المؤكد عدم ترشح أحد من آل افرام إلى رئاسة البلدية، وخاصة أنّ عهد أنطوان افرام خيّب آمال أبناء جونية.

لا يزال «الشيخ جوان» يدرس «التحالفات السياسية. صحيح أن التوافق القواتي ــ العوني هو جزء من السيناريو في جونية، ولكن هناك عوامل أخرى». يشرح حبيش التنافس بين «فريق مؤيد لاستمرار نهجٍ ما وفريق آخر غير راضٍ. تجربة السنوات الست الماضية أدّى إلى إنتاج مجلس لم يؤدّ مهماته بشكل جيّد. لذلك، نحن لم يعد بإمكاننا القبول بهذا الأمر. المهم أن يكون المجلس متجانساً».

حين تسلّم حبيش رئاسة البلدية (2004 ــ 2010) واجهته مشكلة أساسية فيها «هي تحكم التحالفات السياسية بالعمل البلدي». لكن هذه المرّة «سأستفيد من كوني مرشح طرف سياسي، لأن تحالف معراب سينعكس على المناطق ذات الأغلبية المسيحية». يؤكد أنّه يتواصل بشكل جدّي مع النائب السابق منصور البون (الذي يُشكل الداعم الأكبر لحبيش بين ممثلي البيوتات السياسية) والتيار والقوات، «التي يُنقل عنها أنها لا تريد كسر آل افرام في جونية». أما مع افرام فـ«لا تواصل معه». وبالنسبة إلى الخازن، «عرض عليّ السير بلائحة رئيسها بواري يتم تقاسم أعضائها ويكون فريد هو بيضة القبان فيها. رفضت العرض». من جهته، يقول منسق التيار الوطني الحرّ في كسروان جيلبير سلامة إنه حتى الساعة هناك «تعميم صادر عن قيادة التيار يدعو إلى عدم الالتزام مع أي شخص لحين صدور قرار مركزي بذلك»، من دون أن ينفي وجود تواصل مع الجميع. أما بالنسبة إلى القوات، فيتحدث مرشحها النيابي شوقي الدكاش عن وجود «مذكرة بعدم إعطاء وعود لأحد». تنتظر القوات «اللقاءات مع التيار حتى يكون الاتفاق على مستوى لبنان وينعكس إيجاباً في قلب منطقتنا. شرطنا الأساسي عدم إلغاء أحد من آل افرام، وصولاً إلى جوان حبيش، مروراً بعائلات جونية».