IMLebanon

ماذا بقي من 8 آذار بعد 11 عاماً على انطلاقتها؟

march-8

 

 

كتب عباس الصباغ في صحيفة “النهار”:

قبل 11 عاماً نزلت جماهير قوى 8 آذار إلى ساحة رياض الصلح لـ”شكر سوريا وقيادتها” بعدما بدأت بوادر الانسحاب السوري من لبنان تلوح في الأفق، ولكن ماذا بقي من هذه القوى؟

لم تعد التحالفات السياسية في لبنان كما كانت، فقوى 8 آذار باتت اليوم متفرقة على غرار قوى 14 آذار، وإذا كانت الاخيرة افترقت في بعض المفاصل السياسية وابرزها دعم “القوات اللبنانية” لترشح رئيس “التيار الوطني الحر” العماد ميشال عون، عدا افتراقها حول اقتراح “القانون الأرثوذكسي” ورفض “القوات” المشاركة في حكومة المصلحة الوطنية، فإنها ظلت محافظة على مكوناتها الرئيسية الى حد بعيد او على الأقل دأبت على عقد اجتماعات دورية على خلاف قوى 8 آذار، ولا تزال متمسكة بمواقفها من الأزمات الخارجية وخصوصاً مناهضتها للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد.

في المقابل اين قوى 8 آذار بعد أكثر من 11 عاماً على تأسيسها، ولماذا لا يظهر الا الخلاف بين مكوناتها الاساسية حول الكثير من القضايا الداخلية والخارجية؟

“خلافات جوهرية في 8 آذار”

منذ اندلاع الأزمات في العالم العربي وتحديداً في سوريا افترقت قوى 8 آذار وبات “حزب الله” وحيداً في انخراطه في القتال الى جانب دمشق ضد الجماعات الإرهابية مثل جبهة “النصرة” وتنظيم “داعش”، ولولا انضمام الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى القتال في سوريا لبقي “حزب الله” وحيداً في الميدان من دون ان تشاركه القوى الاخرى في أي من انواع الدعم الميداني واقتصر دورها على الدعم الاعلامي.

اما في الداخل فالخلافات بين قوى 8 آذار على اشدها، وما تريث الرئيس نبيه بري في اعلان موقف كتلته صراحة من ترشيح حليفيه عون والنائب سليمان فرنجية للرئاسة سوى انعكاس لهذه الخلافات، علما ان بري يؤيد فرنجية ومستعد للسير بأي رئيس غير عون بحسب أوساط وزارية في 8 آذار. وفي السياق روى مثلاً أمام وفد غير حزبي زاره قبل يومين، ان فلاحاً اراد شراء فرس فذهب الى مزرعة وسأل صاحبها عن سعر الفرس السوداء ثم البيضاء، فكان السعر هو نفسه لكن صاحب المزرعة قال ان من يريد ان يشتري يجب ان يتريث ويفاضل بين الخيارين وان كان سعرهما واحداً. وفسر رئيس مجلس النواب ان المرشحَين من 8 آذار ويجب الانتظار قبل إعطاء الرأي.

وان صح ما نقل عن بري فإنه يناقض ما اعلنه معاونه السياسي الوزير علي خليل الذي ثمن ايجاباً ترشيح الرئيس سعد الحريري لفرنجية، مما يعني اعادة إحياء “الترويكا” التي تضم الى بري والحريري النائب وليد جنبلاط.

ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فثمة كتلة اساسية في قوى 8 آذار لا تقاطع جلسات انتخاب الرئيس على خلاف كتلتي “الوفاء للمقاومة” و”التغيير والاصلاح”، واكثر من ذلك دعمت كتل اساسية التمديد للبرلمان مرتين وأبقت الحليف العوني يتيماً.

أما حكومياً فالواضح ان وزراء “التيار الوطني الحر” شبه وحيدين في مواجهة معظم الكتل الاخرى واظهرت التجارب الحكومية في الاشهر الفائتة التباعد بين مكونات 8 آذار وحليفها “التيار الوطني الحر”، حيث لا يتضامن وزراء “أمل” مع عون، على خلاف وزراء “حزب الله”.

كل ذلك يقود إلى خلاصة أن قوى 8 آذار التي خرجت لتشكر سوريا تفرقت اليوم وليس من شكر لسوريا سوى من طرف اساسي واحد، فهل بات واجباً تغيير اسم هذه القوى التي لم يعد يجمعها اي هدف يبرر بقاءها؟ ام انها ستحافظ على عنوان بدون مضمون؟