IMLebanon

من طفولة في لبنان إلى موظفة في البيت الأبيض

laury-ismaiil

 

نشرت “العربية” تقريرًا عن اللبنانية لوري اسماعيل التي تعمل كموظفة في مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض، ويعمل هذا المكتب بشكل مباشر كحلقة وصل بين البيت الأبيض والسلطة التشريعية في “الكونغرس”. وقالت: “الموظفة تتحدّث اللغة العربية بطلاقة، وولدت في مدينة ديترويت في ولاية ميتشيغان المعروفة بجاليتها العربية، لكن عائلتها انتقلت إلى العيش في لبنان، فقضت لوري طفولتها بالمدارس اللبنانية ضمن أجواء عربية، لتعود العائلة مرة أخرى للولايات المتحدة عندما كانت لوري في الثالثة عشرة من عمرها”.

وربما لم تتخيل هذه الفتاة الصغيرة التي ترعرعت بين شواطئ المتوسط وجبال الأرز أن يكون عملها اليومي ضمن أهم وأشهر مكتب في العالم، ألا وهو البيت الأبيض.

وتعمل لوري الخريجة من جامعه ميتشيغان في البيت الأبيض، منذ أيلول عام ٢٠١٤ ، بعدما كانت قد تطوعت للعمل بمكتب السناتور كارل ليفين كمتدربة، ومن ثم عملت في المجلس الوطني الاقتصادي في البيت الأبيض.

وعند سؤالها فيما إذا كانت تشعر بالتفرقة بسبب هويتها العربية أو المسلمة؟

قالت لوري: “لم تكن هويتي أبداً موضع تساؤل، هناك في مكتبي أشخاص منوعين عرقيا، لم ينظر إلي أحد يوماً باعتباري المسلمة أو العربية الوحيدة في المكتب. إن هويتي تتشكل من خلفيات متعددة، وأضافت: “في ديربورن هناك كثيرون من بيئتنا الاجتماعية، مهتمون بشدة بما أقوم به، لأنهم لم يروا أنفسهم يوماً يقومون بما أقوم به. وهذا أمر حسن جدا، لأنه يساعد الأصغر سناً على أن يدركوا أن بإمكانهم تأدية هذه الوظائف”.

وتابعت: “عندما أرى أشخاصاً آخرين أو مسلمين من حولي يتعرضون لهجوم، أعتبر الأمر شخصياً، لأنه في مرحلة ما يمكن أن يحدث معي وأن يكون الهجوم ضدي أيضاً”.

وعن نظرة الشباب المسلمين في الجالية إليها كنموذج يحتذى به كونها تعمل في البيت الأبيض، أجابت بابتسامة هادئة: “من المهم أن يكون العرب الأميركيون جزءًا من صناع القرار، وربما تساعد رؤية أشخاص مثلي في موقع مهم على تشجيع جيل من الشباب العرب للعمل بالسياسية والمؤسسات الحكومية”.

وأشارت لوري إلى المساعدة والتضامن الذي تتلقاه من المسلمين الذين يعملون في البيت الأبيض، وهي بدورها تتوجه للعرب الأميركيين الأصغر سنا لتحثهم على العمل الحكومي والتقدم بطلب وظائف، والعمل كمتدربين بأماكن مشابهة، لأنه يعكس رؤيتهم وحجم مشاركتهم والاستفادة من خلفياتهم وثقافاتهم في مجتمع يشجع التعددية والاختلاف العرقي والثقافي بمجمله”.

وفي النهاية، هناك أصوات نشاز، لكنها لا تمثل أجيالا من المهاجرين الذين عبروا المحيطات هربا من التفرقة الدينية والسياسية والاجتماعية ليخلقوا في الولايات المتحدة هوية وانتماء ووطنا جديدا يمكن أن يخدم فيه أولادهم كما تفعل لوري العربية الأميركية المسلمة في موقعها المهم في البيت الأبيض.