IMLebanon

تبعات أن يكون طفلك موهوب رياضياً

tennis
كيت أشفورد

تأهلت كيت دوغلاس الصيف الماضي لفريق الولايات المتحدة الأولمبي للسباحة وهي في عمر الثالثة عشرة.
تقول، أليسون دوغلاس، والدة كيت والتي تعيش في نيويورك: “لقد بدأت السباحة بطريقة تنافسية منذ أن كانت في السادسة من عمرها وهي موهوبة في ذلك.”
وتضيف: “هي الآن في الرابعة عشرة من عمرها، وقد التحقت بالمدرسة الثانوية وتتدرب سبعة أيام في الأسبوع، إننا نسافر بالطائرة إلى عدة مناطق من البلاد للمشاركة في منافسات مختلفة”.
وكونها أماً فخورة بابنتها السباحة المتفوقة، تجد أليسون نفسها مضطرة إلى القيام بالتزامها العائلي الكامل تجاه ابنتها. فهناك مصاريف للتدريب والسفر، والوقت الذي تقضيه في منافسات السباحة والتدريب، علاوة على أن كيت ليست الابنة الوحيدة للعائلة.
وخلال الصيف الجاري ستسافر أيسون مع ابنتها إلى نبراسكا في منافسات التحضير للألعاب الأولمبية حيث ستمكث هناك تسعة أيام. تقول أليسون: “نحن محظوظون لأننا نستطيع تحمل نفقات السفر والمدربين، لكن ذلك مكلف للغاية، ولا تستطيع كل عائلة أن تتحمل ذلك، لذا فإننا نوازن مصروفنا حتى نتحمل هذه النفقات”.
وقد شارك في فرق الألعاب الرياضية أكثر من 26 مليون طفل بين السادسة والسابعة عشرة في الولايات المتحدة عام 2014، حسب رابطة الرياضة واللياقة البدنية.
أما في المملكة المتحدة، فإن 80 في المئة من الأطفال بين عمر الخامسة والخامسة عشرة يقولون إنهم شاركوا بمسابقة رياضية ما خلال الإثني عشر شهراً الماضية، طبقاً لتحالف الرياضة والترفيه.
وفي أستراليا 60 في المئة من الأطفال بين عمر الخامسة والرابعة عشرة شاركوا في نشاط رياضي منظم لمرة واحدة على الأقل خارج ساعات الدوام المدرسي، طبقاً لمكتب الإحصاء الأسترالي.

ما الذي يتطلبه ذلك؟

التدريب الرياضي على هذا المستوى مكلف من حيث الأجهزة المطلوبة والوقت الذي يقضيه الوالدان خارج العمل والتدريب والسفر للمشاركة في المنافسات ورسوم التسجيل.
كما أن الأمر يتطلب تخصيص وقت كبير من شأنه أن يؤثر على بقية الأطفال في العائلة.
يقول نيك هولت، أستاذ في كلية التربية الرياضية والترفيه في جامعة ألبرتا بكندا: “عليك أن تسلك هذا الطريق وأنت حذر”. ويضيف: “هذه الرياضة ستصبح جزءاً أساسياً من حياتك،عندما لا تكون مرتبطاً بالعمل، فإنك تنشغل بمساندة طفلك في نشاطه الرياضي، وهو مجهود ضخم”.
تجد عائلة دوغلاس، على سبيل المثال، أنه من المستحيل تقريباً أن تخرج العائلة مع بعضها في إجازة، خصوصاً إذا صادف ذلك مواعيد السباحة الخاصة بابنتهم كيت. تقول أليسون: “السباحة رياضة مرهقة ولا تستطيع الاستمتاع بإجازة لمدة أسبوع، هذا الأمر يقيد حركتنا وقدرتنا على السفر، وهو أمر مزعج بالنسبة لنا”.
ويعتقد هولت أيضاً أنه إذا لم تتحلى بالعزيمة فعليك أن تحول اهتمامك، ويضيف: “أفضل الرياضيين في العالم يرتكبون أخطاء باستمرار. لكن الأمر لا يتعلق بارتكاب أخطاء ولكن يتعلق بتجاوز هذه الأخطاء”.
إن كنت كأب أو أم تجد من الصعب أن ترى ابنك أو ابنتك لا يفوز، أو إن كنت لا تستطيع مقاومة غضبه باستمرار إذا مارس الرياضة أقل مما يستطيع، فهذا يعني أن أسلوب الحياة هذا لا يلائمك.”

ما المدة الزمنية التي تحتاجها للإعداد؟

يتنوع ذلك إلى حد كبير لأن الرياضي يبلغ قمة أدائه في الألعاب المختلفة في سن مختلف. ويعتقد الخبراء أن عليك أن تهيء الأطفال الرياضيين بقاعدة عريضة من الألعاب والأنشطة المختلفة قبل تخصصهم في لعبة أو نشاط بعينه. دعهم يجربون عدة ألعاب رياضية، أو يقضون وقتاً في الركض في الهواء الطلق لكي يكتسبوا المهارات الأساسية قبل التركيز على لعبة رياضية بعينها.
يقول هولت: “يعتقد الآباء أحياناً أن عليهم أن يمكنوا أطفالهم من أي لعبة رياضية منذ صغرهم، ويعطونهم تمريناً إضافياً وتدريباً متخصصاً. لكن هناك فرصة كبيرة في أن يؤدي ذلك إلى إصابة جسدية للطفل، ومن ثم يتوقف الطفل عن ممارسة الرياضة عندما يبلغ سن الرشد نظراً لأنه اكتفى بما مارسه وتدرب عليه”.
مع ذلك، إذا ظهر على طفلك علامات المهارة في مجال رياضي معين، فإن عليك البدء في الإدخار للمستقبل نظراً لأن التكاليف تزداد سريعاً مع مرور الوقت.

لا تؤخر هذه الخطوة

تذكر أنك أب أو أم ولست مدرباً رياضياً. يقول بيتر جينسين، الذي يحمل درجة الدكتوراة في علم النفس الرياضي في أونتاريو بكندا: “من ناحية نموذجية، للطفل والدان يلعبان أدواراً لها قدرها وأهميتها كأب أو أم، وعندما يصبح الطفل مميزاً ونخبوياً، سواء في الرياضة أو الموسيقى، فإنه يحتاج إلى نصيحة خبير خارجي، وهو ما يأتي على شكل مدرب”.
عندما يبدأ أحد الوالدين بالتطوع في تقديم المشورة والنصيحة للطفل فإنه يخلط بين دوره كأب أو أم وبين المدرب، حارماً بذلك الطفل من الأمومة أو الأبوة ومضيفاً إلى حياته عدة مدربين بدلاً من مدرب واحد. ويقول جينسين: “أنا لا أقول بأن تتخلى عن مسؤولياتك، ولكن بمجرد أن تعثر على مدرب معقول لطفلك، فعليك أن تقف على الجانب الآخر”.

تأكد أن طفلك هو من يتحكم في مسيرة حياته

كل عام عليك أن تفحص مع طفلك الرياضي في فترة توقف المواسم الرياضية ما إذا كان ما زال مهتماً بمواصلة اللعب مرة أخرى في العام المقبل. ينبغي أن يكون الاستمرار أو عدمه قراراً نابعاً من الطفل نفسه، وليس قرارك أنت. يقول جينسين: “مجرد أن شخصاً لديه مهارة في مجال معين، لا يعني أنه يرغب في القيام بها، وعليك أن تعطي الأطفال حرية الاختيار”.

قلل المصاريف قدر المستطاع

المصاريف يمكن أن تتجمع وتكبر بسرعة، لكن هناك وسائل تساعدك على توفير بعض المال. اشترك مع الآخرين في توصيل الأطفال بالسيارة إلى مكان التدريب، وسجل طفلك للتدريب مع مجموعة بدلاً من أن يكون له مدرب خاص إذا كانت طبيعة اللعبة الرياضية التي يتخصص بها تسمح بذلك. بعض أولياء الأمور يتطوعون للعمل مع النادي أحياناً للحصول على خصم في رسوم العضوية والتدريب. آخرون يقومون بجمع التبرعات للفريق لخفض نفقات السفر وتنظيم المسابقات.
بالنسبة لميشال جيسكي، التي لمعت ابنتها البالغة من العمر 12 عاماً في ركوب الخيل، فإن خفض النفقات يعني استئجار حصان من اسطبل قريب بدلاً من شراء حصان. وتقول جيسكي التي تعيش في نيويورك: “يوجد أطفال لديهم أحصنة جميلة حقاً، لست واحدة من أولئك الأمهات اللائي يستطعن شراء حصان ب 120 ألف دولار.
يجب أن يكون لديك الرغبة في طرح أسئلة. عندما يصل طفلك إلى مستوى معين، ربما تكتشف أنك لا تعرف ما يكفي عن اللعبة أو التدريب لاتخاذ الخطوات الصحيحة. تقول جيسكي: “كيف تعرف النصيحة التي تحتاجها وما هو الأفضل بالنسبة لطفلك؟”.
وهي تقترح أن يقوم الوالدان بالبحث والتقصي عن طريق الحديث إلى الآباء والأمهات الآخرين أو البحث على شبكة الإنترنت، أو بالنسبة لرياضة ابنتها ركوب الخيل، التحدث مع مدراء أصطبلات آخرين، أو أناس امتلكوا خيولاً لسنوات طويلة. وتضيف: “عليك أن تبذل مجهوداً أكبر في التواصل مع كل من له علاقة برياضة ابنك أو ابنتك”.

قم بهذا في وقت لاحق

لا تعلق آمالاً على مستقبل زاهر. إن كنت تدفع طفلك للمنافسة في مستويات القمة لأنك تأمل في أن يدخل مجال الاحتراف ويحصل بالتالي على راتب كبير، فربما يتعين عليك أن تتخلى عن هذا التفكير بعض الشيء، لأن الله وحده هو الذي يعلم ما إذا كان ذلك سيحدث أم لا، كما يقول جينسين.
اعلم أن المنح الدراسية نادرة. في الأماكن التي تكون فيها تكلفة الجامعات عالية مثل الولايات المتحدة، قد يؤدي نبوغ طفلك في لعبة رياضية إلى تخفيض رسومه أو حصوله على مقعد مجاني. لكن هذه المنح نادرة، حيث أن أقل من 2 في المئة من رياضي المدارس الثانوية يحصلون على شكل من أشكال المنح الرياضية للإشتراك في فرق الجامعة، حسب ما تقول الرابطة الوطنية الأمريكية للرياضة الجماعية.
عموماً، يعتمد النجاح على نوع الرياضة التي تمارسها وليس ذلك مستحيلاً. جيسكي اكتشفت أن الجامعات التي لديها برامج في الفروسية لديها في العادة مدربين في المنافسات الرياضية يبحثون عن رياضيين محتملين لضمهم إلى فرقهم في المستقبل. وتقول: “كثير من هؤلاء الأطفال يحصلون على منح دراسية نتيجة لمشاركتهم في هذه المنافسات”.

إفعل ذلك بذكاء

عليك أن تدرك أن هذا استثمار في طفلك. المال الذي تنفقه يمكن أن يعتبر بمثابة دفعات مقدمة للنجاح في المستقبل. لكن إذا قررت طفلتك في سن السادسة عشرة أو في منتصف سنوات الدراسة الجامعية أنها لن تواصل التدريب وممارسة رياضتها، فهذا لا يعني تبذيراً للمال.
فسنوات الجهود الرياضية ربما تعلم طفلك أو طفلتك كيفية التعامل مع التحديات والخصوم وكيف يكون جزءاً من فريق، وأن يعمل بجد واجتهاد حتى في الظروف الصعبة وأن يوائم ويوفق بين التزامات اللعب والتدريب والتزامات الدراسة. يقول جينسين: “لقد تعلمت كل الأشياء التي ستكون مفيدة جيداُ كدروس قيمة في الحياة”.
وتقول أليسون دوغلاس: “أعتقد أن الأمر يتعلق بالتوازن والتقييم المستمر، فطالما كانت تستفيد من ممارستها لهذه الرياضة، فكلنا بالتالي نشعر أننا مستفيدون” .