IMLebanon

صيدا نموذجا يحتذى في حل النفايات.. المكب تحول الى اجمل حديقة على المتوسط!

saida-lebanon

حنان نداف

تقدم عاصمة الجنوب صيدا نموذجا متقدما في حل مشكلة النفايات، اذ تمكنت المدينة خلال عهد المجلس البلدي الحالي برئاسة المهندس محمد السعودي من ازالة جبل النفايات الذي قبع على صدرها على مدى أربعة عقود وتحويله الى حديقة خضراء.
ومع تفاقم أزمة النفايات التي ترزح تحت وطأتها مختلف المناطق اللبنانية، تحول الجبل سابقا ومعمل معالجة النفايات في سينيق جنوبي صيدا، الى مكان تقصده مختلف البلديات للاطلاع على تجربة المدينة الرائدة لحل هذه المعضلة، ما دفع بعدد منها الى تبني هذه التجربة واعتمادها للتخلص من نفاياتها.

السعودي
وفي حديث خاص الى “الوكالة الوطنية للاعلام”، أعرب رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي عن فخره بهذه التجربة وبما أنجز في صيدا، معتبرا ان كل ما اثير من كلام عن المشروع “أصبح وراء ظهرنا”، وان المدينة ربحت مساحة 550 الف متر مربع، بالاضافة الى حديقة عامة”.

وقال: “عندما فكرنا بمشروع ازالة جبل النفايات كانت النقطة الاولى انه اذا اردنا التخلص منه يجب ان نوقف رمي النفايات فيه، وانه لا بد من مكان بديل لرميها لذلك كانت فكرة معمل معالجة النفايات، حيث كان يتم فرزها وتذهب المواد العضوية الى التخمير، حيث يوجد خزانان لاستقبالها وتخميرها بطريقة لاهوائية، وعندما يتم تخميرها يصدر عنها ناتج غاز الميثان بالاضافة الى المواد المحسنة للتربة. وكانت هناك مشكلة بالنسبة للمعمل بالنسبة للعوادم التي تصدر عن النفايات فلم يكن لدينا مكان للتخلص منها، لذلك كنا نقوم بخلطها مع رمول ونقوم بردمها في البركة المحاذية للمعمل حتى وصل المعمل الى صفر عوادم حيث كانت العوادم بغالبيتها عبارة عن قماش ومواد صلبة مثل الزجاج والحجارة، مشيرا الى ان المواد الصلبة تستعمل في صنع المواد البناء والقماش ليتم فرمها وارسالها الى معمل للكرتون في قب الياس حيث يوجد محرقة تستخدم كمحروقات بديلة وبذلك وصلنا الى صفر عوادم”.

وعما أثير عن تهريب نفايات الى صيدا، أوضح ان “البلدية كانت تعارض فكرة ادخال نفايات من خارج نطاق اتحاد بلديات صيدا – الزهراني بسبب عدم وجود مطمر للعودام”، وقال: “عندما وصل المعمل الى صفر عوادم طلب مني القيمون على المعمل السماح لهم باستقبال نفايات من خارج المدينة فلم امانع وطلبت منهم استشارة فعاليات المدينة، ونقلوا لي انهم زاروا فعاليات المدينة وانهم تفهموا الامر وانا اخذت كلمة تفهموا بمعنى وافقوا، ولكن الحقيقة انهم شرحوا لهم الموضوع ولم يعلقوا بالنفي او بالايجاب ثم عدت واوضحت هذا الامر”.

وتابع: “المعمل حاليا يأخذ حوالي المئة طن من النفايات لقاء بدل مالي من عدد من بلديات المناطق، والوزارة ايضا سددت للمعمل مستحقاته الاسبوع الماضي والوضع تم اصلاحه”.

ولم ينف رمي نفايات في الحاجز المائي، لافتا الى ان “من كان يقوم بهذا الامر هم بعض صغار النفوس في مدينة صيدا ومعروفون بالاسماء وانهم احيلوا الى القضاء بعدما قامت البلدية بالادعاء عليهم”، وقال: “منعنا أي سيارة من الدخول الى منطقة الحاجز المائي الا بتصريح مسبق من البلدية، وحصرنا الدخول الى المنطقة بمكان واحد وهو تحت حراسة البلدية مباشرة”.
وقال: “نحن فخورون بما انجزنا والجبل تحول الى اجمل حديقة على شاطىء البحر المتوسط وافتتاحها سيكون في 21 نيسان الشهر المقبل.

وتمنى للمجلس البلدي المقبل ان يكمل برنامج البلدية الحالية، لافتا الى وجود حوالى 50 مشروعا انمائيا منها ما تم انجازه ومنها ما هو قيد الانجاز ومنها لم يتم العمل به”، مؤكدا ان على “رأس الانجازات ازالة جبل النفايات الذي كان هدفي الاساسي والى جانب ازالة الجبل نحن ربحنا منطقة اضافية ب550 الف متر مربع وانجزنا ميناء تجاريا”، داعيا الى انجاز مشروع شاطىء صيدا لاعادته الى زهوته، فالميناء الحالية للصيادين فقط وهناك مشروع لتأهيل الميناء ليكون مزارا سياحيا وهذا المشروع بقيمة 12 مليون دولار، صممته بلدية برشلونة والتصميم جاهز ولكننا بحاجة لتمويله لبدء التنفيذ، وايضا من القلعة البحرية حتى مدينة الرئيس رفيق الحريري هناك مشروع ايضا لتأهيل الشاطىء ووضع منشآت تساعد المصطافين والمتنزهين، الى جانب مشروع الضم والفرز شرقي الوسطاني”.

وختم: “اما الرسالة التي أوجهها لابناء مدينتي صيدا، فهي انني كوني كنت جزءا من الحلول التي حصلت لازمة النفايات ومشكلة الصرف الصحي التي كانت تصب سابقا في البحر، وتم تحويلها على الشبكة وانا افتخر اني كنت جزءا من هذا الحل”.

زنتوت
من جهته المدير العام لشركة ibc مالكة ومشغلة معمل فرز النفايات المنزلية الصلبة في صيدا نبيل زنتوت، لفت الى ان “المعمل يستقبل بمعدل 70 طنا من النفايات من خارج نطاق اتحاد بلديات صيدا – الزهراني وتحديدا من بلديات الحازمية، ذوق مكايل وبعبدا، وذلك بطريقة رسمية بعدما توصل المعمل الى صفر عوادم وتوقف عن الطمر منذ 5 كانون الثاني الماضي”.

واوضح ان طاقة المعمل للفرز وللمعالجة هي 500 طن يوميا منها المواد العضوية، ووصلنا الى 300 طن كمعدل يومي بما فيها اتحاد صيدا – الزهراني بالاضافة الى المناطق الاخرى التي نأتي بها بطريقة رسمية ومشروعة”.

وعن تقنية المعالجة في المعمل شرح ان طريقة المعالجة ميكانيكية حيث يتم فرزها والمواد العضوية يتم تحضيرها وتنظيفها وثم تدخل الى الخزانات للمعالجة، حيث يقطع عنها الاوكسجين بخزانات مغلقة لاهوائية، والبكتيريا في حرارة معينة تبدأ بالتكاثر والمواد العضوية تتآكل وتفرز غاز الميثان وهذا الغاز نضعه في خزان ونقوم بتنظيفه ويدخل الى مولد الكهرباء لانتاجها في تشغيل المعمل ونعطي كهرباء لمعمل البلاستيك ولدينا فائض، فنعطي بلدية صيدا كمية 150 كيلوات لانارة الشوارع وقريبا سنغذي الحديقة العامة التي قامت مكان جبل النفايات التي ستفتتح في 21 الشهر المقبل، معلنا ان تم توزيع السماد العضوي على المزارعين مجانا”.