IMLebanon

الأسد يكلّف “مهندساً لبنانياً” بإعادة إعمار سوريا!

bashar-al-assad

 

أكد الكاتب الصحافي البريطاني روبرت فيسك أنه التقى خلال زيارته الأخيرة للعاصمة السورية دمشق الشهر الماضي مهندساً لبنانياً يتحدّث الفرنسية بطلاقة، وعرّفه بنفسه باعتباره المهندس الخاص للرئيس السوري بشار الأسد والمكلف منه بإعادة تعمير المدن السورية.

واستعرض فيسك في مقاله الذي نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية ما اعتبر أنه كان سذاجة من المجتمع الدولي ومن الغرب الذي تخيّل قبل 5 سنوات أن الأسد في طريقه للسقوط وحض الثائرين ضده على عدم التفاوض معه.

واعتبر أن نظرة إلى الوراء تستطيع أن تشرح أين وقع الخطأ معتبراً أن نشوة الثورات العربية كانت قد أسكرت الجميع بعد أن بدأت من تونس إلى مصر ثم ليبيا، وبدأ الصحافيون في استخدام كلمة “تحرير العواصم العربية”؛ معتبراً أن هؤلاء نسوا أن الحكام الديكتاتوريين الذين سقطوا في المنطقة كانوا جميعا من السنّة الذين افتقدوا إلى قوة إقليمية كبيرة تدعمهم عندما تداعى حكمهم، في حين لم تتخل إيران عن القيادة العلوية الشيعية التي تحالفها في المنطقة.

ومال فيسك في مقاله إلى اعتبار أن التفاوض مع النظام السوري أمر لا مفر منه حالياً، مؤكداً أن هناك قوتين منظمتين هما فقط اللتان تستطيعان الوقوف ضد تنظيمي داعش والنصرة، إحداهما هي الميليشيات الكردية والثانية هي جيش النظام السوري الذي يحقق نجاحات متوالية في الوقت الحالي بدعم جوي من الروس مشيراً إلى أن الانتهاكات المنسوبة للنظام بضرب شعبه بالسلاح الكيماوي لم تستطع الأمم المتحدة إثباتها رغم إحساس الجميع بأنها حقيقية.

ورصد فيسك انعكاسات انتصارات قوات النظام السوري على الأجواء في دمشق، فصور الأسد تظهر جنباً إلى جنب في الميادين مع العقيد سهيل الحسن الملقّب بالنمر والذي يصفونه بأنه أنجح قائد عسكري في البلاد أو “روميل سوريا”، كما أن الأسد يحرص في كل أحاديثه أن يبدأ بلفتة ذكية تقوم على الثناء على شهداء الجيش السوري.

ويمضي متسائلاً: ترى هل هذا هو السبب الذي جعل ضباط الاستخبارات الأميركية والفرنسية يفتحون دفاتر هواتفهم ويتصلون من بيروت بالطبع بمعارفهم القدماء في جهاز المخابرات السورية؟ أترى لذلك السبب يلمح وزير الخارجية الأميركي جون كيري الآن إلى أن الأميركيين قد يعاودون المحادثات والمفاوضات مع الأسد من جديد؟

ويختم قائلاً: من ناحية المبدأ لست مغرماً بالجيوش مهما كانت جهة ولائها؛ لكن هذا لا يعني أن بالإمكان أن نتجاهلها. ولا الأسد كذلك، ليس في وسعه تجاهلها.