IMLebanon

انخفاض الحركة التجارية عشية العيد والأسواق تسجل خسائر كبيرة

beirutmarket-s
الفونس ديب

القطاع التجاري في مأزق حقيقي.. هذا ما يمكن استخلاصه من النتائج التي تحققها الاسواق التجارية عشية عيد الفصح. فالحركة المسجلة، كما وصفها عدد من رؤساء الجمعيات التجارية لـ»المستقبل» «خجولة جداً لا تلبي طموحنا وهي أقل من المتوقع بكثير«.
ورغم ان تقديرات انخفاض الحركة تفاوتت بين منطقة واخرى بين 25 في المئة و40 في المئة و90 في المئة، الا ان جميع من التقتهم «المستقبل» أكدوا ان القطاع التجاري وصل الى الخط الاحمر الذي لا يجب تجاوزه، محذرين من انهيار القطاع التجاري في حال استمرت الاوضاع في البلد على ما هي عليه.

وما ينذر بهذا المصير المأسوي للقطاع، ازدياد اقفال المؤسسات التجارية بشكل كبير وغير مسبوق، ووجود الآلاف الاخرى المهددة بالاقفال نتيجة تردي وضعها المالي وارتفاع الاعباء التشغيلية في ظل التراجع الكبير للمبياعات وفي الكثير من الاحيان انعدامها.

عيد

إذاً الاسواق لا تعيش فرحة العيد، و»المستقبل» التي حرصت على الدوام إظهار نشاط الاسواق في كل المواسم، التقت لهذه الغاية مجموعة من رؤساء الجمعيات التجارية، حيث وصف رئيس جمعية تجار الأشرفية طوني عيد في تصريح لـ»المستقبل» حركة الاسواق عشية العيد بـ»الخجولة لا تلبي طموح التجار وآمالهم بتعويض بعض خسائرهم خلال هذا موسم عيد الفصح»، مشيرا الى تراجعها بين 20 في المئة و25 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2015، علما ان العام 2015 متراجع اصلا عن السنوات السابقة».

وقال عيد «في السنوات الماضية كانت الاسواق ترفع من وتيرة حركتها قبل 20 يوما من العيد، أما هذه السنة فحتى عشية العيد لم نلمسّ أي حركة فعلية تعود بالفائدة على التجار، بمعنى آخر فان الاسواق لم تشعر بفرح الاعياد».

أضاف «انطلاق من هذه الوقائع، والخسائر الكبيرة التي مني بها القطاع التجاري على مدى السنوات الماضية، فاننا لا نعرف ما ينتظرنا، فالتاجر يعيش حاليا من قلة الموت، هذه حقيقة ما يمر به التجار»ن لافتا الى ان حدة الازمة تظهر اليوم من خلال صرخات التجار وصرف الموظفين واقفال فروع وتخفيض حجم الاعمال وللجمّ المصاريف».

وإذ حذر من ان التاجر وصل الى الرمق الأخير ولم يعد بامكانه الصمود، طالب المسؤولين المعنيين بمجموعة من التدابير السريعة التي تحمي القطاع وتقوي صموده، ابرزها: توفير الاستقرار السياسي، ضخ سيولة في الاسواق، التساهل في تطبيق تعميم مصرف لبنان بإعدة جدولة الديون، جدولة استحقاقات الدولة، تخفيف الضرائب عن التجار».

كبي

أما رئيس لجنة الاسواق في جمعية تجار بيروت رشيد كبي، فقال لـ»المستقبل» «وضع الاسواق سيء للغاية، لم نكن نتوقع ان تكون حركة الاسواق متراجعة الى هذه الحدود عشية العيد»، مقدرا انخفاض الحركة التجارية خلال هذه الفترة بحدود 25 في المئة، وهذا يشمل البضائع المطلوبة الآن من البسة واحذية وحلويات شوكولا وغير ذلك».

ولفت الى انه «حتى خلال عيد الأم الذي يشكل مناسبة هامة للسوق، فان الحركة كانت هذا العام ضئيلة جدا مقارنة حتى مع السنوات السابقة التي كانت اصلا ضعيفة».

وأعاد انخفاض حركة المبيعات الى اسباب عدة ابرزها: تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن اللباني، انخفاض ثقة المستهلك جراء الازمات المتعددة لا سيما السياسية، ابتعاد الخليجيين عن لبنان، تراجع الحركة الاقتصادية بشكل عام في لبنان«.

واشار الى ان التجار يفتقدون السيولة في حين لديهم التزامات كثيرة وكبيرة للمصارف والدولة والموردين، وهذه عوامل ضاغطة ستؤدي في حال استمرارها الى الاطاحة بآلاف المؤسسات».

وقال كبي «المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي الاكثر تأثراً والاكثر عرضة للمخاطر، بعض ضعف مناعتها جراء تراكم خسائرها خلال السنوات الاخيرة»، محذرا من انهيار اقتصادي في حال بقيت اوضاع البلاد على حالها. ودعا الحكومة ووزارة الاقتصاد والتجارة بالقيام بمبادرات لتقوية صمود المؤسسات التجارية، منها: تخفيف الاعباء المالية، الغاء الغرامات، واعطاء حوافز.

حلوة

في طرابلس تزداد أزمة المؤسسات التجارية.. فرئيس جمعية تجار طرابلس فواز حلوة قال لـ»المستقبل» «ان وضع اسواقنا عشية العيد مأسوي، لم نشهد في تاريخ المدينة هذا الانخفاض في الحركة التجارية»، مشيرا الى ان «الكثير من المؤسسات التجارية المبيعات في طرابلس لا تقم الا بعدد محدود من المبيعات التي لا تتعدى الخمسة يوميا، وهذا يعني ان الحركة التجارية في الحضيض».

واكد حلوة ان «اقفال المؤسسات التجارية بات يوميا»، محذرا من ان «استمرار الوضع الراهن على حاله ينذر بانهيار اقتصادي واجتماعي في العاصة الثانية».

وعزا هذا الجمود الاقتصادي بالدرجة الاولى الى ارتفاع معدلات الفقر في الشمال، اي تدني القدرة الشرائية لدى المواطنين بشكل كبير، وحذر الناس وخوفهم من مستقبل البلد الذي يدفعهم للاحجام عن انفاق، وغياب السياح بشكل شبه كلي«.

وناشد حلوة القيادات السياسية الى الاتفاق في ما بينها لانقاذ الوطن، داعيا الى انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت لاعادة الثقة بلبنان في الداخل والخارج.

عبود

هذا الوضع الصعب لا يختلف كثير عما هو حاصل في سوق الحدث، حيث عبر رئيس جمعية تجار الحدث انطوان عبود في تصريح لـ»المستقبل» عن أسفه لتردي الوضع التجاري، معتبرا ان حركة السوق عشية العيد هذه السنة هي الاسوأ على الاطلاق، مقدرا انخفاض الحركة بنحو 40 في المئة مقارنة مع ما كانت عليه عشية العيد في العام 2015.

وقال عبود «المشهد في سوق الحدث اليوم لا يعكس اننا في فترة عيد، على الرغم من ان الكثير من التجار اجروا تنزيلات وصلت الى حدود الـ50 في المئة، الا ان ذلك لم يعط اي نتيجة تذكر». وكشف ان «هناك مؤسسات تجارية من الحجمين الصغير والمتوسط أقفلت ابوابها في الحدث، في حين ان هناك الكثير مهددة بالاقفال».

وقال عبود «القطاع التجاري لا يمكنه الاستمرار على هذا النحو، لقد وصلنا الى شفير الانهيار والمطلوب حلول جذرية، في مقدمها انتخاب رئيس الجمهورية وتفعيل المؤسسات الدستورية لان ذلك يشكل الضمانة الوحيدة للاستقرار في البلد واعاته الى سكة النهوض».