IMLebanon

تأشيرة “شنغن” على جوازك إذا التزمت المطلوب

schengen

رلى معوض

 

اللبنانيون الذين تقدموا بطلب تأشيرة دخول أوروبا “شنغن” من السفارة الفرنسية ونالوها بنسبة 98 في المئة هل حصلوا عليها بقدرة سحرية، ام لأنهم التزموا الإجراءات الإدارية بدون التفاف؟

مشكلة الحصول على التأشيرات الأجنبية لا سيما الأوروبية منها تعود الى زمن القلق والحرب، في إطار تاريخي ساهم في خلق صورة صعبة للحصول عليها، خصوصا حين يجابه الطلب بالرفض. ما هي الاجراءات المطلوبة وهل تغيرت ظروف منحها للبنانيين؟ اسئلة أجابت عنها لـ”النهار” القنصلة العامة في سفارة فرنسا سيسيل لونجيه، واستهلت بتوضيح ان “التأشيرة ليست ختما على جواز السفر، بل فيها الكثير من المسؤولية تمر بالمراقبة لإعطاء الإذن لشخص ليدخل بلدنا أولا، وهذه مسؤولية امام دول “شنغن”. ونسبة 98 في المئة من اللبنانيين الذين تقدموا بطلب تأشيرة حصلوا عليها بعدما زالت الصعوبة. ونتخذ بعض الاحتياطات ومنها احترام المهل، فالطلب يخضع للفحص من أعضاء دول “شنغن”، وقبل منح التأشيرة نحتاج الى الضوء الأخضر والى 10 ايام للموافقة والوقت الاداري لتسليمها، لذلك ينتظر مقدم الطلب من 12 يوماً الى 15 للحصول عليها. وفي حالات الطوارئ، خصوصا الحالات الطبية المستعجلة مثل زرع الكلي او الورم الدماغي، نقوم باستثناءات ولكن يجب ان تكون ضمن شروط تحددها “شنغن”، وفي هذه الحالات يمكن إعطاء تأشيرة “شنغن” لكن لفرنسا فقط.
ماذا عن نوعية الاستقبال؟
– في العام 2012 بدأ تقديم الطلبات لدى شركة خاصة “تي ال اس” التي ترسلها الينا مع المستندات المطلوبة. في السابق كنا نأخذ 26 الف طلب سنويا، وأصبحت اليوم 50 الف طلب، وأطول مدة للحصول على موعد هي 48 ساعة إلا في الحالات الخاصة، ووقت الانتظار اصبح اقصر والاستقبال جيداً يمكّن الشخص من التعامل مع شخص واحد. يحتاج الملف الى عدد من الأوراق الثبوتية ويمكن طلب المزيد منها من بعض الاشخاص حسب الحالات. لا نريد أن يكون طلب التأشيرة حاجزا، فالتأشيرة ليست قفلاً بل مفتاح.
لماذ تعطى تأشيرات طويلة الأمد لأكثر من دخول واحد، وأخرى قصيرة لمرة واحدة؟
– عملنا لمعالجة الملفات المقدمة بطريقة سهلة وسريعة وفعّالة، وشروط إعطاء التأشيرة جعل الإقبال شديداً على السفارة الفرنسية لطلب التأشيرات المتعددة الدخول. للحصول على تأشيرة طويلة الأمد يجب أن يكون الجواز صالحاً لمدة أطول من مدة التأشيرة، وعلى مقدم الطلب ان يكون حصل عليها مرتين على الأقل واستعملها بشكل صحيح، أي دخل الى فرنسا مرّة على الأقل، أي البلد الذي يتقدم من خلال سفارته بالطلب.
يقدم البعض طلبهم في السفارة الفرنسية لأنهم يعرفون انها تسهل المسألة ، ليسافروا في ما بعد الى بلدان اوروبية اخرى واحيانا بدون المرور بفرنسا، وهذا كاف كي لا يحصلوا على تأشيرة لمدة طويلة في المرة التالية. من حصل على تأشيرته من سفارة بلد معين عليه أن يدخله للمرة الاولى، وإلا من حق البلد منعه من الدخول، وقد حصلت حالات من هذا النوع. ومن لم يتمكن من استعمال التأشيرة ما عليه في المرة المقبلة الا ان يرفق طلبه برسالة توضح الاسباب ليحصل عليها مرة جديدة.
تمنح القنصلية العامة الفرنسية الكثير من التأشيرات، 38 في المئة منها تأشيرات متعددة الدخول، والباقي لمرة واحدة او لمدة أقصر، و 25 في المئة من كل التأشيرات هي لمدة 4 سنوات. كل ذلك لنؤكد ان تأشيرتنا تجذب، ولكن المهم التقدم لطلب تأشيرة فعلية للدخول وليس تأشيرة تسوق (شوبينغ) اي الانجذاب إلى شباك التأشيرات الأسهل.
هل من تحديات سياحية تدفعكم الى تقديم تسهيلات؟
– هناك تحد من وزارة الخارجية الفرنسية لتشجيع السياحة الفرنسية، ومن أولوياتها تحفيز الديبلوماسيين في البلدان على تحسين السياحة، نرفع التحدي في زيارة فرنسا كوجهة سياحة لبعض اللبنانيين الذين لم يذهبوا بعد إليها ربما بسبب التأشيرة، وهنا مسؤوليتنا. ندرك العلاقات التاريخية والثقافية بين لبنان وفرنسا ولدينا مشروع بين القنصلية العامة وبعض شركات السفر اطلق على أساس تجريبي في نيسان 2015 وأعطى الامتياز لأربع شركات سفر اخترناها ووقعت معنا شراكة، وبعد عام سنطلق شراكة جديدة في 15 نيسان مع 10شركات إضافية، اخترناها من خلال دعوة وجهناها مع دفتر شروط وطلبنا عرضاً لبناء سياسة جذب من أجل زيادة بيع بطاقات سفر الى فرنسا، ونقدم مرونة اكبر في اعطاء التأشيرات لطلبات شركات السفر هذه التي تهتم بالرحلة وتستفيد من خط مباشر مع القنصلية العامة وتعرف المعايير التي نطلبها. وبعد إعداد الشركات وإعطائها المعلومات اللازمة، نتفادى الوقوع في حالات رفض التأشيرات. ولاحظنا بعد الشراكة مع 4 شركات في العام 2015 ارتفاعاً بنسبة 22 في المئة في تأشيرات السياحة.
شعرنا بحاجة إلى الاستعانة بخبراء سفر وسياحة لبنانيين لتشجيع السياحة، اخترنا 10 شركات جدد بعد العروض التي قدموها، لأننا نتطلع دائماً الى إغناء العلاقات اللبنانية وتشجيعها، وأردنا ان يعرف اللبنانيون بهذه الإجراءات ليستفيد منها الجميع، وها نحن ننطلق مجددا في مغامرة جديدة وجميلة. وختمت لونجيه بأن “ما يحصل في فرنسا واوروبا اليوم لن يثنينا عن المضي في تشجيع السياحة في فرنسا، واليوم أكثر من اي وقت”.