IMLebanon

مزارعو الكورة يطالبون بمكافحة مرض عين الطاووس

koura-north-lebanon

فاديا دعبول

تحوّلت الندوة الزراعية التي اقامتها وزارة الزراعة عبر مركزها في الكورة، في مركز المطالعة والتنشيط الثقافي في أميون، بالتعاون مع البلدية، حول آفات الزيتون، بغاية توزيع خمسة كيلوغرامات من الجنزارة، مجاناً، لكل مزارع لمكافحة مرض عين الطاووس، الى موجة استياء إذ عبّر عنها المزارعون بأصوات مرتفعة تجاه الوزارة، لعدم منحهم ما يكفي لمكافحة هذه الآفة التي تفتك بزيتونهم، وتقضي على مصدر رزقهم.
حثّ المزارع فيليمون جبور، من اميون، الدولة على المساهمة في مكافحة هذه الآفة، ولا سيما في الكورة الوسطى، «عبر طمر الحفريات التي شكلت بحيرات للمياه، ما يخلق رطوبة في المحيط تساهم في تزايد هذا الوباء». وطالب بتصريف إنتاج الزيت. إذ إن «ما يزيد عن أربعين تنكة زيت في خوابي أصغر ملاك بالكورة تركد من سنوات».
ورأى المزارع الياس موسى الشالوحي من داربعشتار ان الندوات مفيدة، مطالباً الوزارة «بتصحيح مسارها، وتأمين الأدوية لمعالجة مرض عين الطاووس، بالعدل بين المناطق والمواطنين كافة». بحيث إن «المزارع لا يمكنه شراء الأدوية، وتحمل أعباء إضافية على خدمته لأرضه، في حين أن الجنزارة تذهب في أحيان كثيرة لأماكن ليست بحاجة لها، ولمزارعين لا يستفيدون منها». وتمنّى المختار ادمون أبي غصن على الدولة أن تهتمّ بالمزارع الذي يهتم بأرضه، وتدعمه «بتأمين الأدوية، وحماية إنتاجه وتصريفه»، ولا سيما بعد أن تضاعف أجر اليد العاملة وغرقت الأسواق بالزيوت الأجنبية.
وأكد المزارع وجدي النحيلي «عدم القدرة على شراء بنطلون جراء تراجع إنتاج الزيتون وكلفته المرتفعة»، مشدداً على ضرورة «تأمين الدولة الجنزارة بما يكفي لرش مرض عين الطاووس، وإلا فسوف تفتك بجميع الكروم وتقضي عليها».
وأهاب وكيل دير طورسيناء في بكفتين وانفه ميشال عودة بالدولة «شراء الزيت المكدّس في البراميل، ليتمكن المزارع من شراء الجنزارة، والمحافظة على ارضه وأرزاقه».
في المقابل شدّد مدير قطاع الزيتون في برنامج التنمية في لبنان المهندس الزراعي رولان عنداري على الحاجة الملحّة للمكافحة الشاملة لمرض عين الطاووس، من قبل الدولة والبلديات، على مدى أربع سنوات، بحد أدنى، خصوصاً في السهول الكائنة جانب الأنهر وفي الوديان وفي المناطق الرطبة، في ظل تراجع إنتاجية الزيت بنسبة تشكل 90 في المئة، في هذه المناطق، وخطر خسارة الأشجار بنسبة مئة في المئة. وفيما أكد أن «الكميات التي ترسلها وزارة الزراعة من الجنزارة لا تشكل واحداً في المئة من الحاجة العامة»، تمنى أن «ترشّ الكمية بكاملها ولا يتمّ تخزينها».
ويعتبر المزارع الياس إسرائيل من كوسبا ان «مَن يكافح هذه الآفة يقطف موسم الزيتون، ومن لا إمكانية لديه يخسر الموسم ومعه الأشجار». تجاه ذلك أكد رئيس بلدية اميون غسان كرم إمكانية وزارة الزراعة مكافحة مرض عين الطاووس بشكل مجاني وشامل. مبدياً استغرابه للجواب الشفهي الذي ورده، إثر طلبه الخطي الموجّه لوزارة الزراعة للحصول على الجنزارة للبلدة، بتسليم الكمية للرئيس شخصياً. سائلاً عن الغاية من ذلك؟ علماً أن الكورة في نقطة بعيدة عن الوزير انتخابياً وسياسياً. وسهل الكورة مريض منذ ما يزيد عن 20 سنة، والوزراء يتعاقبون وليس من معالجة جذرية للمشكلة. ويرى كرم أن «الكورة بحاجة ماسة لمكافحة شاملة لهذه الآفة بالطائرات، وليـــــس إعطاء خمسـة كيلوات من الجنزارة لنا ولآخر 500 ولآخر الف».
من جهتها تأسف المربية غادة الأيوبي لخسارة الكورة أشجاراً معمرة نتيجة «إهمال الدولة، وحالة المزارع الاقتصادية». لذا يدعو المزارع عضو بلدية داربعشتار الياس عبود وزارة الزراعة الى «رشّ الزيتون مرتين على الأقل في السنة، للحدّ من انتشار المرض، والإجابة خطياً على خطابات البلديات الخطية لمعرفة مصير مساعدات الوزارة المطالب بها».
ويعتبر رئيس بلدية بترومين المهندس لويس قبرصي أن «وزارة الزراعة مقصّرة في خدماتها وتقديماتها للبلدات». بحيث إن كميات الجنزارة «لم تكن تكفي لمكافحة مرض عين الطاووس». ما يضطر البلدية لأخذ الأمر على عاتقها لمساعدة المزارع. واليوم الحال أسواً بالنسبة الى الكميات الضئيلة جداً التي تقدّمها».
لذا يرى العديد من رؤساء البلديات ضرورة اعتماد بعض البلديات التي قدّمت نموذجاً ناجحاً في المكافحة الشاملة، لإدارة الحملة، وتوزيع الجنزارة لمن يستخدمها وليس لمن يخزنها.
بحيث إن الكورة تُعدّ من الأقضية الأقوى إصابة في لبنان. ما يساهم في حال التمادي بالاستلشاق بمكافحة آفة الزيتون بالقضاء على سهول بأكملها.
ازاء ذلك رأت مسؤولة المركز الزراعي في الكورة المهندسة الزراعية مروى حمود أن البلديات التي لا يصلها دواء الجنزارة يأتي نتيجة تقصيرها بالمطالبة. مشددة على ضرورة إجراء الرشة الأولى في الخريف والثانية في الربيع لتفادي خطورة هذه الآفة.