IMLebanon

نجاح مذهل لأكبر شركة منتجة للأثاث في العالم

IKEA
يحتفل مؤسس مجموعة “ايكيا” السويدية اينغفار كامبراد الاربعاء بعيده التسعين متكئا على النجاح المذهل لهذه الشبكة العالمية الرائجة التي كافح صاحبها المعروف بحرصه الهوسي على تجنب التبذير في سبيل اعلاء شأن مؤسسته.

وإيكيا شركة عالمية متخصصة في صناعة الأثاث. وتنتج وتبيع الأثاث المنزلي الجاهز، الإكسسوارات، تجهيزات المطابخ ودورات المياه في محلاتها للتجزئة المنتشرة في العالم، وهي أكبر شركة منتجة للأثاث في العالم.

وقد بات كامبراد المولود لمزارعين في منطقة سمولاند الفقيرة الوادعة في جنوب السويد احد اثرى اثرياء العالم بفضل عهد بسيط بتقديم “منزل الاحلام بسعر الاحلام” وهو ما صدقه ملايين المستهلكين.

فمن لوس انجلوس الى سيدني مرورا بعشرات المدن حول العالم، يتهافت المستهلكون في كل مكان على هذه الظاهرة حتى أن افتتاح متاجر “ايكيا” تمثل في بعض البلدان حدثا منتظرا كما حصل في كوريا الجنوبية مع تدشين اول فرع لهذه الشبكة السويدية نهاية سنة 2014 اذ شهدت الشوارع المحيطة بموقع المتجر في ضاحية سيول زحمة سير خانقة.

وتوظف هذه الامبراطورية التجارية السويدية حاليا 150 الف شخص حول العالم مع ايرادات تقارب ثلاثين مليار يورو.

وعلى رغم انكفائه خلال السنوات الاخيرة، يتابع كامبراد عن كثب النجاح الكبير لمؤسسته التي انطلقت قبل اكثر من ستة عقود كشركة عائلية صغيرة.

وبحسب ادارة المجموعة، يحتفل كامبراد بعيد ميلاده التسعين في اجواء عائلية من دون اي مظاهر مرتبطة بهذه المناسبة في متاجر “ايكيا”.

وقد بدأت مسيرة “ايكيا” سنة 1943 مع قرار الشاب اينغفار البالغ حينها 17 عاما التوقف عن الدراسة وخوض مجال التجارة.

وفي منطقة يعيش سكانها في ظروف متواضعة، بذل اينغفار جهودا للتفوق على منافسيه عبر بيع بضائع باسعار ارخص خصوصا عيدان الثقاب التي كان ينقلها عبر دراجات نارية ثم الاقلام واطارات الصور وقطع التزيين والات الطباعة.

وفي سنة 1947، بدأ ببيع اولى مفروشاته المصنعة على يد حرفيين محليين، وبدأ بعدها بأربع سنوات بتوزيع اول كتيب للمجموعة في اصدار سنوي عرفت به “ايكيا” وبات يوزع منه حاليا 200 مليون نسخة.

وفي سنة 1956، خطرت على بال موظف فكرة تفكيك طاولة لجعلها تتسع داخل صندوق سيارة.

وقد طورت “ايكيا” فكرة بيع مفروشات قابلة للتركيب محولة اياها الى فن، وهو ما جذب الزبائن خصوصا بفضل سهولة تركيبها وأسعارها المتهاودة.

كما أن تسمية “ايكيا” كلمة مركبة من الاحرف الاولى لإسم المؤسس اينغفار كامبراد وعنوان اقامته عند تأسيس الشركة وهو ايلتامريد وأغوناريد.

ولدحض الفكرة السائدة بأن المفروشات الرخيصة والقابلة للتركيب تتسم بسوء نوعيتها، فتح اينغفار كامبراد اول متجر في مدينة اولمهولت سنة 1958 لعرض قطع الاثاث.

وبعد خمس سنوات، بدأ كامبراد مسيرته نحو غزو الاسواق العالمية مقتنعا بأن سر النجاح يكمن في بيع مفروشات بأسعار بخسة وضمن معايير موحدة في كل المتاجر مع تمويل ذاتي وتصاميم اسكندينافية.

واعتبارا من سبعينات القرن الماضي بدأ بالتوسع نحو سويسرا واستراليا وكندا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا بعد سقوط الستار الحديدي وفي اسيا والشرق الاوسط.

وبعد الارباح الكبيرة المحققة، قرر اينغفار كامبراد الرائد على صعيد تقليص الاعباء الضريبية ترك السويد الى الدنمارك سنة 1973 وبعدها الى سويسرا في 1977.

كما أن الغموض في تركيبة مجموعة “ايكيا” هي من الموروثات الاخرى المتأتية من صفات كامبراد كمقاول.

اذ ان الوظائف التنفيذية والتخطيط الاستراتيجي وتصميم المنتجات بقيت في سمولاند. لكن من وجهة نظر قانونية ومحاسبية، تتوزع اسهم “ايكيا” على مؤسسات وشركات في هولندا ولوكسمبورغ وسويسرا وليشتنشتاين.

وفي سنة 1994، تحدثت صحيفة عن روابط بين كامبراد خلال شبابه ومجموعة نازية سويدية صغيرة خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.

وأقر في رسالة الى معاونيه بأن هذه المرحلة تمثل “اكبر خطأ في حياته” محملا المسؤولية الى معارف قوميين اشتراكيين من اصول المانية لعائلته من جهة والده.

ويقبع الرجل في الفيلا التي يملكها في منطقة ايبالينج السويسرية قرب بحيرة ليمان بعيدا من وسائل الاعلام التي تسخر من سيارته القديمة من طراز “فولفو” ومواظبته على جمع نقاط في اطار برنامج احد المتاجر الكبرى لمكافأة ولاء الزبائن.

وقال كامبراد في مقابلة نادرة اجراها مطلع مارس مع قناة “تي في 4” السويدية “الاقتصاد في الانفاق من شيم أبناء منطقة سمولاند”، كاشفا أنه يشتري ملابسه من سوق البضائع المستعملة للاقتصاد في المصاريف.

وبدأ تقاعده تدريجا في مطلع العقد الحالي لتسليم الامانة لابنائه الثلاثة قبل عودته الى السويد في 2014.

وقد شكل ارث “ايكيا” موضوع معركة محتدمة بين مؤسس المجموعة وابنائه.

فقد أكد اينغفار كامبراد في كتاب نشر سنة 2013 بعنوان “ايكيا في طريقها نحو المستقبل” أن ابناءه طعنوا في حقوق ملكيته للعلامة التجارية مطالبين اياه بنسبة مئوية على المبيعات عبر دفع ما بين 20 و30 مليار كرونة (2,45 الى 3,68 مليار دولار) الى المؤسسة العائلية.

وبحسب معدي التحقيق فإن كامبراد رضخ لهذا المطلب بعدما سئم النزاعات القضائية.