IMLebanon

«لينكدإن» تواجه خطر الخروج من الشبكة

logolinkedin
هانا كوتشلر

ربما تكون شبكة “لينكدإن” معروفة بوصفها مكانا يتبادل فيه المستخدمون الملاحظات خلسة مع مستخدميهم والتجسس على الزملاء السابقين. لكن جيف وينر، الرئيس التنفيذي لهذه الشبكة الاجتماعية المهنية، لديه طموحات أسمى تتعلق بتحديد مفهوم الموقع على شكل “رسم بياني اقتصادي”.

إنه يرغب في رسم الاقتصاد العالمي رقميا بصور تعريف شخصية موجودة عبر الإنترنت لكل عامل، وصفحات لكل شركة، وقوائم لجميع الشواغر في العالم، وحتى تسجيل المهارات المطلوبة لفرص العمل المتاحة.

لكن الأسابيع القليلة الماضية أظهرت أن هذه الشبكة الاجتماعية المهنية ليست ببساطة مراقبا للاقتصاد يتعقب التغييرات من الهوامش. بدلا من ذلك، ربما تكون حظوظها أكثر اعتمادا على سوق العمل مما كان يتوقعه المحللون، على اعتبار أن 62 في المائة من إيراداتها تأتي من شركات التوظيف.

انخفضت أسهم “لينكدإن” أكثر من 40 في المائة منذ أن حذر ستيفن سورديللو، كبير الإداريين الماليين في الشركة، من تباطؤ النمو فيما يسمى “أعمال حلول المواهب”، التي تبيع الاشتراكات لشركات تبحث عن إمكانات للتوظيف.

انخفض السهم في وقت صعب بالنسبة لشركات شبكات التواصل الاجتماعي، لكن في الوقت الذي استردت فيه كل من “تويتر” و”فيسبوك” كثيرا مما فقداه، لم تتمكن “لينكدإن” من استرداد خسائرها.

وبحسب سورديللو، كان من المقرر أن تنمو المبيعات إلى العملاء من الشركات الكبرى بنسبة تصل إلى منتصف 20 في المائة عام 2016، منخفضة بذلك من نسبة نمو سنوية بلغت نحو 30 في المائة في 2015.

قال للمحللين في مكالمة أجريت أخيرا حول الأرباح: “نحن لا نتوقع حقيقة حدوث انخفاض كبير، لكن من الواضح أن كلا من آسيا الباسفيكية وأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا خرجت أضعف، لذلك نحن نأخذ هذا الجانب في التوجيه”.

ومن المقرر أيضا أن تتباطأ المبيعات عبر الإنترنت لشركات تجارية أصغر حجما، بحسب ما قالت الشبكة، من نسبة النمو السنوية البالغة 30 في المائة عام 2015 إلى “أرقام منفردة” في 2016.

لكن الشركة واثقة من أن حلول المواهب ستنجح، غير أن انخفاض التوقعات دفع كثيرا من المحللين إلى إعادة التفكير ليس فقط في تقييمهم لمدى اعتماد شبكة “لينكدإن” على الصحة الاقتصادية العالمية، وإنما على نطاق أوسع، مدى الحجم الذي يمكن أن تصل إليه هذه الشركة الكبيرة في وادي السليكون في الأجل الطويل.

وخفض تسعة من أصل 44 محللا قاموا بتغطية الشركة، من قيمتها في الأسابيع التي أعقبت المكالمة الهاتفية الخاصة بالأرباح، وفقا لبيانات جمعتها بلومبيرج، مع انخفاض متوسط السعر المستهدف على مدى 12 شهرا بـ 23 في المائة، إلى 175.26 دولار.

كذلك خفض مورجان ستانلي من قيمة الشبكة من “الثقل الزائد” إلى “الثقل المساوي” الأسبوع الماضي، قائلا إنه يعتقد الآن أنها ستكون “منصة أصغر حجما من الناحية المادية مما كنا نعتقد سابقا”.

بريان نوواك، المحلل لدى مورجان ستانلي، مهتم بشكل خاص بالتباطؤ في اكتساب العملاء في الشركات الكبرى. ويقدر أن النمو في عدد المشترين من الشركات الكبرى انخفض إلى 16 في المائة في عام 2015، من 32 في المائة في العام السابق، وخفض من توقعاته إلى زيادة نسبتها 10 في المائة فقط خلال العام.

في بنك جيه بي مورجان، يقول المحلل دوج أنموث إنه يشعر بالقلق أيضا. “نعتقد أن التقلبات الكلية العالمية تشكل ضغطا على اتجاهات التوظيف الكلية، لا سيما في أوساط الشركات الصغيرة، حيث لا تزال أعمال عروض الشبكة قيد التطوير”.

وتقول “لينكدإن” إنها عاكفة على تحويل تركيزها من الحصول على عملاء كبار جدد إلى محاولة الحصول على جزء كبير من أعمال التوظيف الخاصة بهم. لتحقيق ذلك، تعمل على تجديد منتَج التوظيف الرئيس لديها لتسهيل استخدامها في توظيف المديرين، ليس فقط شركات توظيف متخصصة في الموطن مع سلاسل بحث منطقية معقدة.

تقول الشركة إن الجزء الأكبر من الإيرادات المتكررة يأتي من تنامي وتزايد الكم الذي تنفقه كل شركة. “لدينا استراتيجية تركز على نمو العملاء الكلي وتزايد حصة المحفظة لعدة سنوات. وبينما أصبحت الأعمال التجارية أكبر حجما، تحول التركيز بطبيعة الحال خلال السنوات القليلة الماضية إلى ذلك الأخير”.

وأنشأت الشبكة أيضا منتجات جانبية جديدة مثل “الإحالات”، لمساعدة أصحاب العمل على تشجيع موظفيهم على إحالة المرشحين المؤهلين لإشغال شواغر عن طريق هذه الشبكة.

وتتفاقم المخاوف إزاء أعمال التوظيف في هذه الشبكة بسبب التغييرات في فرعها الخاص بالتسويق. ويخشى محللون أن تطغى على الشركة كل من “جوجل” و”فيسبوك”، اللتين تسيطران على الإعلان الرقمي. وحصلت “لينكدإن” على 1 في المائة فقط من إيرادات الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة عام 2015، مقارنة بـ 41 في المائة ل”جوجل” و13.5 في المائة ل”فيسبوك”، وفقا لبيانات من شركة إي ماركيتر للبحوث.

تسهم تجارة بيع الإعلانات عبر تطبيق “لينكدإن” وموقعها بـ 20 في المائة من إجمالي إيرادات الشبكة (الرصيد يتكون من الاشتراكات الرئيسة المبيعة إلى الأعضاء).

وكان لدى الشركة أيضا أنباء غير سارة في شباط (فبراير) تتعلق بهذا التقسيم، معلنة أنها قد تتخلى عن منتج إعلاني أطلقته عقب استحواذها على بيزو، منصة التسويق للأعمال التجارية، العام الماضي. وكان يفترض أن يساعد “المسرِّع الرائد” على اجتذاب مسوقي الأعمال التجارية بين الشركات، لكن يجري إدخاله الآن في قسم الإعلانات الرئيس في الشبكة، “المحتوى المدعوم”.

تقول ديبرا آهو ويليامسون، المحللة لدى “إي ماركيتر”، إن المعلنين لديهم “آراء مختلطة” حول مقدار فاعلية هذه الشبكة باعتبارها منصة إعلانية.

وفي تقرير بحثي يقارن جميع المنصات الاجتماعية الرئيسة، منح المعلنون الشبكة درجات تراوح بين “ب” و”ج” مشيدين بأهدافها الإعلانية وجمهورها المهني، لكنهم قللوا من تقديرهم لقدراتها الإبداعية ومدى إشراكها للمستخدمين والأسعار فيها. وتتوقع “إي ماركيتر” أن تتباطأ إيرادات الإعلانات لدى الشبكة من 35 في المائة عام 2015 إلى 9.5 في المائة فقط هذا العام.

يقول تريب تشودري، المحلل لدى شركة بحوث الأسهم العالمية، إن جزءا من المشكلة يكمن في أن المستخدمين لا يشعرون بالاستقرار في هذه الشبكة، حيث تجري مراقبة كل خطوة يقومون بها من قبل الرؤساء والمرؤوسين في مكان العمل، ولا يرغب المسوقون في الوصول إليهم عندما لا يكونون في المنزل. وهذا قد يكون له تأثير أيضا في كم الذين يبحثون عن عمل عبر هذه الشبكة، بدلا من، مثلا، الذهاب إلى تقييمات أكثر صدقا لأماكن العمل على موقع جلاسدوور.

ويقول: “على “فيسبوك” تستطيع أن تقول أشياء سلبية بخصوص صديق ما، وحول أي شيء في الحياة. على “لينكدإن” لا تستطيع ذلك لأن هذا يسبب لك الأذى من الناحية المهنية. إنه موقع يعاني عدم وجود صدقية”.