IMLebanon

ميريام سكاف تدرس خياراتها!

myriam skaff11

 

 

 

اشارت مصادر زحلية لصحيفة “الحياة” الى أن ميريام سكاف، أرملة الزعيم الراحل إيلي سكاف، كانت أعلمت قبل أسبوعين من يهمهم الأمر في “عاصمة الكثلكة” في لبنان بأنها ترغب في خوض المعركة البلدية بالاعتماد على جمهور آل سكاف والعائلات المعروفة تاريخياً بتأييدها للكتلة الشعبية، لكنها ارتأت في الأيام الأخيرة أن تعيد النظر في موقفها في مواجهة الأحزاب مجتمعة بناء لنصائح أسديت إليها من المدينة وخارجها بعدم المغامرة في فتح النار على منافسيها على خلفية الانقسام السياسي الحاد الذي طغى على زحلة في المعارك النيابية والبلدية في السنوات الماضية أي إبان تولي زوجها الوزير سكاف زعامة الكتلة الشعبية.

وأكدت المصادر نفسها أن بعض “أهل البيت” المنتمي إلى الكتلة الشعبية شارك في إسداء هذه النصائح بذريعة أن لا مبرر في الوقت الحاضر الدخول في معركة بلدية يمكن أن تكون، من وجهة نظر ميريام سكاف، بمثابة اختبار قوة للمعركة النيابية المقبلة.

ووضعت المصادر عينها مشاركة سكاف شخصياً في القداس الذي أقامه حزب “القوات” عن روح شهداء زحلة وحضور الأخير في مناسبة مماثلة أقامتها زعيمة الكتلة الشعبية في خانة إظهار استعدادها للبحث في تشكيل لائحة ائتلافية لكن بشرط استبعاد رئيس بلدية زحلة السابق أسعد زغيب من هذه اللائحة باعتباره الأقوى لتولي رئاسة البلدية.

كما اشترطت سكاف – بحسب المصادر نفسها – أن تتمثل “الكتلة الشعبية” بـ11 عضواً من 21 هم مجموع أعضاء المجلس البلدي وأن يعود إليها أن تختار من بينهم من يتولى رئاسة المجلس، مع أنه كان تردد أن خيارها سيقع على عضو المجلس البلدي الحالي يوسف سكاف.

لكن تبين – كما تقول هذه المصادر – أن العرض الذي تقدمت به سكاف غير قابل للتنفيذ، خصوصاً أن الفيتو على زغيب ليس في محله، وكان محسوباً في السابق على الكتلة الشعبية عندما انتخب رئيساً للبلدية، لكن الوزير سكاف رفض التجديد له لولاية ثانية في انتخابات البلدية عام 2010 ورشح خلفاً له الرئيس الحالي جوزف المعلوف الذي أخذ نصيبه من الحملة التي شنتها ميريام سكاف على المجلس البلدي في خلال الغداء الذي أقامته على شرف زعيم “تيار المستقبل” الرئيس سعد الحريري لدى زيارته زحلة.

كما تبين أن هناك إمكانية لتسوية الخلاف بين سكاف وزغيب الموروث عن الزعيم الراحل وكان تردد في حينه أن السبب يكمن في أن زغيب لم يبد حماسة للتحالفات النيابية التي خاض على أساسها المعركة الانتخابية الأخيرة التي لم يحالفه الحظ فيها في العودة إلى البرلمان، خصوصاً أن زحلة تشهد لزغيب على إنجازاته البلدية وأبرزها إقامة مطمر للنفايات استفادت منه معظم قرى قضاء زحلة التي لم تمتد إليها أزمة النفايات كغيرها من المناطق اللبنانية، ناهيك بأن الأحزاب في زحلة لا تكن العداء لزغيب ولا تريد الاستغناء عنه إلا إذا قررت تجاوزه استجابة لرغبة سكاف، مع أن لا مشكلة في تحضير الأجواء لرعاية مصالحة بينهما إضافة إلى احتمال مصالحتها مع “الكتائب” على خلفية أن الأخير كان على خلاف مع زوجها، خصوصاً بعد مقتل شقيق النائب في الحزب إيلي ماروني وتوجيه أصابع الاتهام إلى أحد محازبي الكتلة الشعبية الذي لا يزال متوارياً عن الأنظار.

وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أن معظم المفاتيح الانتخابية الداعمة لآل سكاف ترى أن هناك ضرورة لإعادة لم شمل أنصار الكتلة الشعبية وأن هذه مهمة أساسية تقع على سكاف نفسها، بالتالي لا ضرورة لإقحام زحلة في لعبة المحاور طالما أن التوافق لن يكون من رابع المستحيلات.

وقالت المصادر إن زغيب الذي كان أعلن سابقاً ترشحه لرئاسة البلدية بادر إلى لقاء رئيس “القوات” سمير جعجع في معراب وأيضاً الاجتماع مع رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل. وكان تواصل مع الوزير السابق سليم جريصاتي باسم “تكتل التغيير والإصلاح”، كما أن النائب سليم عون يتابع هذه المهمة.

ومع أن جميع الذين التقاهم زغيب باركوا ترشحه فإن لا مانع – بحسب هذه المصادر – من التريث لمواكبة ما ستسفر عنه لقاءات سكاف، خصوصاً مع رئيس “تكتل التغيير” العماد ميشال عون وجعجع، فيما رجحت مصادر أخرى احتمال استبعاد يوسف سكاف من رئاسة البلدية في حال إصرار ميريام سكاف على وضع فيتو على زغيب.

لذلك، يبدو أن كفة ترجيح التوافق على خوض معركة باتت راجحة لكن لا شيء نهائياً قبل أن تتبلور الحصيلة النهائية للقاءات التي تعقدها سكاف وما إذا كانت الجهود الناشطة لمصالحتها مع “الكتائب” سترى النور لأن هناك ضرورة للتفاهم حول تركيبة اللائحة البلدية التي تتشكل من 9 أعضاء كاثوليك و6 موارنة و3 أرثوذكس في مقابل تمثيل كل من السنة والشيعة والسريان بعضو واحد في المجلس العتيد.

أما إذا أصرت سكاف على أن تتمثل الكتلة الشعبية بنصف أعضاء المجلس زائداً واحداً أي بـ 11 عضواً من بينهم الرئيس فإن الأحزاب ستقترح إعادة النظر بهذا الاقتراح على أن تكون لها الحصة الأولى بين مجموعة من المتساوين، خصوصاً أن لا مجال لإحداث شرخ بين “التيار الوطني” و”القوات” بعد تفاهمهما على «إعلان النيات» ودعم جعجع تبني ترشح عون لرئاسة الجمهورية.

وعليه لا بد من مراقبة رد فعل سكاف في حال أن الأحزاب أصرت على أن تتمثل بحجم وازن، خصوصاً أن نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة رجحت كفة الكتلة الشعبية التي فازت لائحتها باستثناء خرق وحيد حققه زغيب وبتأييد كثيف من الناخبين الشيعة في مقابل توزع الناخبين السنّة على اللائحتين المتنافستين فيما حصدت لائحة زغيب تأييداً مرتفعاً من المسيحيين.

فهل تصمد سكاف على قرارها بالتوافق وتتناغم معها الأحزاب أم أن المفاوضات التي انطلقت بعيداً عن الأضواء ستتعثر وبالتالي ستشهد زحلة “أم المعارك” في معركة أحجام هي الأولى بعد وفاة الياس سكاف وستكون لها ارتداداتها على الانتخابات النيابية المقررة في ربيع 2017 إلا إذا مدد البرلمان لنفسه مرة ثالثة وهذا لن يحصل وسيلقى معارضة واسعة محلياً وخارجياً.