IMLebanon

العمل الدولية نظمت ورشة عن عمل الاطفال في منيارة

ILO-International-Labor-Organization
نظمت منظمة العمل الدولية، برعاية وزير العمل سجعان قزي ممثلا برئيسة وحدة مكافحة عمل الطفال في الوزارة نزهة شليطا، وفي حضور محافظ عكار عماد اللبكي، ورشة عمل في منيارة- عكار للبحث في التدخلات المحتملة للحد من مخاطر عمل الاطفال في القطاع الزراعي، وذلك ضمن المشروعين “تمكين التكيف الوظيفي وحماية شروط العمل اللائق في المجتمعات الريفية المتضررة من أزمة اللاجئين السوريين في شمال لبنان”، و”معالجة عمل الأطفال في صفوف اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في لبنان والاردن”.

وشارك في الورشة ممثلون لوزارتي الزراعة والشؤون الاجتماعية ومنظمة اليونيسف ومنظمة الأغذية والزراعة. كما حضر قائد سرية درك عكار الاقليمية العقيد مصطفى الايوبي والنقيب في الامن العام طلال حمدان، الشيخ وليد اسماعيل ممثلا المفتي زيد زكريا، الشيخ علي السحمراني ممثلا رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية الشيخ مالك جديدة، حياة عسيران الخبيرة في شؤون الاطفال في منظمة العمل الدولية، كوليت نجم مديرة مكتب اليونيسف في عكار، ورؤساء اتحادات بلدية ورؤساء بلديات وممثلون لمؤسسات المجتمع المدني ونقابات زراعية.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة لرئيسة “شبكة عكار للتنمية” نادين سابا أشارت فيها الى المخاطر الكبيرة التي ترتبها عمالة الاطفال على الأطفال أنفسهم وعلى عائلاتهم والمجتمع وعلى الدورة الاقتصادية.

سكوف
ثم تحدثت المستشارة الفنية الرئيسية في المكتب الاقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية انابيلا سكوف التي اعتبرت أن “مثل هذه اللقاءات تغني المناقشات الدائرة حول مخاطر عمل الاطفال، وبخاصة في القطاع الزراعي”، مثنية على “الجهود الكبرى التي بذلت والتعاون بين منظمة العمل الدولية والوزارات المعنية في لبنان، وبخاصة وزارة العمل وكل المنظمات وهيئات المجتمع الاهلي المحلي، على أمل التوصل الى مسارات مشتركة للحد من عمل الأطفال”.

اللبكي
وكانت مداخلة للمحافظ اللبكي قال فيها: “نحن مجتمعون للبحث في مشكلة قديمة جديدة في لبنان وليس فقط في عكار، عمل الأطفال أو بشكل أدق، أسوأ أشكال عمل الأطفال، وهذا اللقاء هو ثمرة مشاركة وتعاون بين أكثر من جهة حكومية، ومنظمة محلية ودولية، تأكيدا على أن المشكلة هي أكبر من قصة ولد يساعد اهله في العمل. فالمشكلة تكبر وتتعاظم آثارها السلبية، الأمر الذين يحتم على المسؤولين جميعا التدخل لمعالجة المشكلة جديا وبالعمق، باعتبار أن مشكلة عمل الأطفال مرتبطة بقلة الوعي لمخاطرها، وبضعف الإمكانات المادية عند أرباب العمل، وقلة فرص العمل عند الأهل والشباب (أي الفئة المنتجة في المجتمع)، وضعف إمكانات المراقبة من السلطات المختصة، خصوصا مع وجود النازحين السوريين في لبنان. ولأنها مشكلة لها تشعبات كثيرة، الكل هنا اليوم للاجابة عن الاسئلة المطروحة بجدية ومعالجة هذه المشكلة على كل الصعد. ومحافظة عكار ومكتب التنمية المحلية في المحافظة جاهزان للمساعدة والمشاركة في أي حلول منطقية وعملية تساهم في تحسين حياة القاطنين في عكار والوافدين إليها، وبخاصة حياة الأطفال وحقوقهم وسلامتهم، وضمان تلقيهم العلم والمعرفة بدلا من تسربهم لنواحي العمل، مع ما يعني ذلك من مخاطر”.

كاليستيني
بعد ذلك، تحدث لوتشيانو كاليستيني، نائب مديرة مكتب اليونيسف في لبنان تانيا شابويزا، فأشار الى أن “اليونيسف تعرف جيدا حجم هذه المشكلة التي تنعكس على مختلف النواحي الاجتماعية للاطفال، بدءا بالمستوى التعليمي الاولي في الصفوف الابتدائية، حيث هناك أكثر من 50 ألف مقعد دراسي شاغر في المدارس الرسمية في لبنان، وجواب الأهل يكون بأن أولادهم في حاجة أكثر الى العمل. فعمالة الاطفال تسبب مخاطر كبيرة قد لا نراها اليوم، بل ربما بعد عشرة او عشرين عاما، ونتائجها ستكون في حينه أخطر بكثير، مما نواجهه اليوم”.

وأبدى كاليستين ارتياحه الى التواصل بين مختلف المشاركين في ورشة العمل وتوزعهم على مجموعات عمل متخصصة، وقال: “نحن هنا لتشجيع التحاور والتشارك القائم بينكم، لنحاول أن نكون شموليين قدر الإمكان في عملنا من أجل تشجيع هذه الحركة والمشاركين فيها والمشاريع القائمة مع مختلف القادة والعناصر في المجتمع. وسنستكمل معا هذه الخطة الوطنية. الخيارات كبيرة أمامنا، وهناك الكثير من الدعم يقدم للاسر خدمات تتعلق مباشرة بالاولاد، ليس فقط خدمات خاصة بالتعليم بل في القطاع الصحي والاجتماعي، وهذه الخدمات ستستمر اليونيسف في تقديمها. وأعرف أن هناك شركاء كثرا معنا في الامم المتحدة وفي المنظمات الدولية سيستمرون بتقديم دعمهم”.

ممثلة وزير العمل
وألقت شليطا كلمة وزير العمل، فأشارت الى أن “الوزير سجعان قزي مهتم الى أبعد الحدود بقضايا العمل والعمال عامة وقضية عمل الاطفال خاصة، وذلك من أجل تعزيز حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير العمل اللائق للجميع، في مجتمع يعاني وضعا اجتماعيا واقتصاديا مترديا جدا جعل من الشاب عاطلا عن العمل والطفل معرضا لأسوأ أنواع الاستغلال بفعل عوامل عديدة وأسباب كثيرة، من أهمها الفقر، والتهميش، وهشاشة الأوضاع الأسرية، وتدفق اللاجئين السوريين، والجريمة المنظمة واستغلال اصحاب العمل لضعف الاطفال وهشاشتهم”.

وعرضت لبعض ما يقوله قزي في هذا الإطار: “لا يجوز للاطفال أن يعملوا، ولا يجوز أيضا للدولة ان تميز بين طفل وآخر. فالطفل ليس لديه هوية، بل لديه عمر. وان لبنان لم يلعب يوما دور بيلاطس أمام مأساة الإنسان أو الطفل. ووزارة العمل تولي عمل الأطفال اهتماما كبيرا منذ عشرات السنين حتى يومنا هذا، عبر سن قوانين العمل وتعديل تشريعاتها، انسجاما مع اتفاقات العمل الدولية والعربية وانشاء وحدة متخصصة في وزارة العمل للقضاء على عمل الاطفال”.

واعتبرت شليطا أن “القضاء على عمل الاطفال هو مسؤولية وطنية بامتياز، من هنا جاء مبرر تشكيل لجنة وطنية بهذا الخصوص، كان لها دور فاعل ومهم في إعداد خطة عمل وطنية للقضاء على أسوأ أشكال عمل الاطفال في لبنان. وسعت وزارة العمل، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، الى نشر الوعي، كما أعدت استراتيجية التوعية الوطنية لمكافحة أسوأ أشكال عمل الأطفال في لبنان. ولكن لا يخفى على أحد أنه بالرغم من الجهود التي بذلناها، ما زال عمل الاطفال قائما على نطاق واسع، ولا سيما في القطاعات غير المنظمة، وعلى الطرق وفي ظروف مروعة”.

ودعت الى “تجديد الالتزام وتوحيد جهود جميع الاطراف الحكومية ومنظمات أصحاب العمل والعمال والمجتمع الاهلي والمنظمات الدولية والعربية لمكافحة عمل الاطفال والاسراع في اقتلاع المشكلة من جذورها، فالطفل الذي في الخطر لا يمكنه الانتظار”.

وتخلل ورشة العمل عرض وثائقي عن عمل الأطفال في لبنان، كما تولى ممثلون عن منظمة “الرؤيا” العالمية ومؤسسة بيوند تقديم عرض للواقع الحالي لعمل الاطفال في عكار حقائق ونتائج ميدانية، ثم قدمت حياة عسيران عرضا لمخاطر عمل الاطفال والتحديات ودور المنظمات الدولية.

وسيصار الى إعداد ملخص عام بنتائج عمل الورش والمقترحات التي توصلت اليها.