IMLebanon

هل يؤدي دخول روسيا على “خط الأزمة” إلى انتخاب رئيس؟

saad-hariri-vladimir-putin1

كتبت ريتا صفير في صحيفة “النهار”:

تتابع مصادر ديبلوماسية غربية عن كثب نتائج زيارة المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا ستافان دو ميستورا الى دمشق وطهران بعد موسكو، وخصوصا على ضوء المواقف التي اطلقها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والتي جدد فيها دعم موسكو جهود الموفد الدولي في “إعادة اطلاق محادثات مباشرة وشاملة بين أطراف الصراع السوري”. وعلى رغم التباين الروسي- الاميركي حيال دور الرئيس السوري بشار الاسد في عملية الانتقال السياسي والذي عكسه كلام وزير الخارجية الاميركي جون كيري بتكراره “ان لا سبيل لإنهاء الأزمة السورية في ظل بقاء الأسد في السلطة”، تتوقف المصادر الديبلوماسية الغربية عند الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري الى موسكو في الفترة عينها والتي “ميّزتها” مناشدته روسيا دعم لبنان عسكريا وسياسيا ولاسيما في عملية انتخاب رئيس للجمهورية.

في اي حال، وفي انتظار تبيان “ترددات” محادثات جنيف و”ملحقاتها” على “الحلبة” اللبنانية، تتجه مصادر ديبلوماسية غربية الى ادراج الصراع الاقليمي المتواصل ضمن أبعاد اوسع. محورها، “إعادة ترتيب النفوذ والمصالح في المنطقة – نفطيا وامنيا- بدءاً من اليمن إلى سوريا مروراً بالعراق وليبيا”، وهي بذلك تتوقف عند مجموعة محطات طبعت الايام الاخيرة في مقدمها:

– بروز الصراع السوري بنسخته “القوقازية” مستعيدا تضاربا قديما- جديدا بين المصالح الأميركية والروسية والإيرانية والتركية. ويبدو ان ميدان هذا الصراع هي ثروات بحر قزوين والتسابق على الاسواق الاوروبية. وكان لافتا في هذا الاطار، الدعم العلني للرئيس التركي رجب طيب اردوغان لأذربيجان في وجه أرمينيا المدعومة من روسيا، علما ان موسكو تملك قاعدتين عسكريتين في الجمهورية السوفياتية السابقة.

– تظهر إيران كـ “شريان الحياة” لأرمينيا في ظلّ محاصرة الأخيرة من الشرق بأذربيجان، ومن الغرب بتركيا، علما ان موقف طهران من الاشتباك العسكري المستجد لم يتضح بعد لاسباب عدة، ابرزها أنّ ايران وأذربيجان تتشاركان ثروات بحر قزوين، ناهيك عن البعد الديموغرافي الذي يجعل المصالح متداخلة بين باكو وطهران (في إيران قرابة 16 مليون مواطن من القوميّة الأذرية بما يتجاوز عدد سكان أذربيجان ذاتها (9.5 ملايين نسمة) ويطالبون بحقوق يصل بعضها إلى الحكم الذاتي.

– على رغم التوتر بين البلدين حيال مسألة حقوق الإنسان والأزمة السورية، تذكّر المصادر الديبلوماسية الغربية باللقاء الذي جمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره التركي على هامش “قمة الامن النووي” في واشنطن. وهي تتوقف في هذا الخصوص عند خطوة افتتاح الرئيس التركي “مركز الحضارة والثقافة التركي الإسلامي” في ولاية ميريلاند والتي ترافقت مع استنكار محلي ودولي لتحميل المسلمين في الولايات المتحدة الاميركية ثمن احداث 11 ايلول، فضلاعن اتهام الاسلام بالإرهاب. ومعلوم ان المركز الذي شيد وفقا للطراز العثماني يضم مسجدا ومكتبة الى جانب مرافق ثقافية ودينية اسلامية.

– تربط المصادر الديبلوماسية الغربية بين إعلان موسكو انسحابها من سوريا بانفتاحها على “المكوّن السنيّ” في سوريا، كما في المنطقة ككل. وقد ترجمت هذه الخطوة بترحيب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بـ”الإنسحاب الجزئيّ للقوّات الروسيّة” ، معتبرا انها تمثل “خطوة إيجابيّة للغاية”. وتزامنا، رحّبت المعارضة السوريّة في اليوم نفسه بقرار الإنسحاب، ولو انها ربطته “بمدى تطبيقه ميدانيّاً”.

– وفي المنطق التسلسلي نفسه، لا تبدو زيارة الرئيس سعد الحريري الى موسكو نهاية آذار الفائت واللقاءات الرفيعة التي عقدها مع المسؤولين الروس بعيدة من هذه التطورات بتعبير المصادر. ولفت في هذا الاطار تقدير الحريري لـ “الدور العظيم الذي تضطلع به روسيا في المنطقة” ، معولا على “دور روسي في لبنان أيضاً”.