IMLebanon

رئيس وزراء مالطا بحث التعاون الاقتصادي الثنائي في غرفة بيروت

choucair-Muscat-Malta
زار رئيس مجلس وزراء مالطا جوزف موسكات يرافقه وزير الاقتصاد والاستثمار كريستيان كاردونا، وزير السياحة ادوارد لويس، وزير الشؤون الخارجية جورج فيلا، ووفد اقتصادي يضم 50 شخصا من كبار رجال الأعمال المالطيين، غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان، وكان في استقبالهم رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، وعقدت جولة محادثات مع شقير واجتماع مع القطاع الخاص اللبناني، اختتما بلقاء اقتصادي لبنان – مالطي.

وكان موسكات وصل عند التاسعة من صباح اليوم الى مقر الغرفة، حيث عقد اجتماع عمل مع شقير بمشاركة الوزراء المالطيين ورئيس غرفة مالطا انطون بورغ، جرى خلاله البحث في سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

وخلال اللقاء شكر شقير الضيف على زيارته لبنان والغرفة، مثمنا الاهتمام “الواضح” الذي يوليه من خلال زيارته للغرفة لترسيخ أواصر التعاون بين القطاع الخاص في البلدين. وعرض شقير الميزات التفاضلية التي يتمتع بها الاقتصاد اللبناني، والطاقات الكبيرة التي يمتلكها القطاع الخاص ورجال الاعمال اللبنانيون، الذين يشكلون جسور تواصل مع كل دول العالم.

وأكد شقير أن “لبنان، رغم الأوضاع التي تمر فيها المنطقة، لا يزال يتمتع بدرجة عالية من الأمن والأمان، وهو محط أنظار الكثير من الدول لدوره الاقتصادي المميز في المنطقة، ولا سيما أنه يشكل بوابة أساسية لدخول أسواق الشرق الاوسط وافريقيا، كما أنه يمتلك الكثير من الفرص الكبيرة والواعدة، لعل أبرزها استخراج النفط والغاز، ودوره الاساسي في اعادة اعمار سوريا”.

من جهته، أكد موسكات اهتمامه الكبير بتعزيز التعاون الاقتصادي بين مالطا ولبنان، “اللتين تربطهما علاقات صداقة قوية”، لافتا الى أنه “انطلاقا من موقع الدولتين هناك إمكانات كبيرة لزيادة التبادل التجاري ورفع مستوى التعاون الاقتصادي على مختلف المستويات، ومؤكدا حرصه على تذليل كل العقبات التي تعوق تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتحقيق كل الاهداف الاقتصادية المشتركة.

وأوضح شقير أنه اتفق مع موسكات على إنشاء مجلس أعمال لبناني – مالطي في أسرع وقت لمتابعة كل الخطوات والتدابير اللازمة لتنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وزيادة التواصل في المرحلة المقبلة لدرس إمكان التعاون في مشاريع كبرى مثل إعادة إعمار سوريا من خلال لبنان وإعادة إعمار ليبيا من خلال مالطا، كما تم الاتفاق على درس موضوع الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس من القطاع الخاص في مالطا، ولا سيما أن رئيس الوزراء والوفد الاقتصادي أبديا اهتماما شديدا بهذه المنطقة.

الهيئات الاقتصادية
بعد ذلك، عقد موسكات والوفد الرسمي المرافق اجتماعا مع الهيئات الاقتصادية اللبنانية تم خلاله عرض التعاون بين الجانبين والمشاريع والقطاعات التي يمكن العمل عليها بشكل مشترك.
وعرض الجانب اللبناني المزايا التفاضلية للاقتصاد الوطني والقطاعات الأكثر تميزا، ولا سيما قطاعات الصناعة التي تتمتع بجودة عالية، والفرانشايز، والسياحة، والخدمات، والمنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، كما تم الحديث عن المشاريع الكبرى التي ينتظر تنفيذها في لبنان.

وخلص اللقاء الى جملة تفاهمات أبرزها متابعة ترسيخ التعاون بين القطاع الخاص في البلدين لخلق شراكات عمل في المجالات المجدية، سواء في البلدين أو خارجهما، مع تركيز اهتمام الجانب المالطي على المنطقة الاقتصادية في طرابلس وقطاع الفرانشايز.

ملتقى الاعمال
وبعد جولة لقاءات أجراها موسكات والوزراء المالطيون مع عدد كبير من كبار الاقتصاديين اللبنانيين في مقر الغرفة، عقد ملتقى الاعمال اللبناني – المالطي، في حضور موسكات والوزراء المرافقين، وشقير، ورئيس غرفة طرابلس والشمال توفيق دبوسي، ورئيس غرفة صيدا والجنوب محمد صالح، ورئيس اتحاد رجال اعمال البحر المتوسط جاك الصراف، ورئيس اتحاد تجار جبل لبنان نسيب الجميل، ورئيس جمعية تراخيص الامتياز شارل عربيد، ورئيس غرفة التجارة الدولية – بيروت وجيه البزري، ونائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين زياد بكداش، ورئيس جمعية المعارض والمؤتمرات ايلي رزق، ورئيس جمعية تجار ومنشئي الابنية في لبنان ايلي صوما، ورئيس جمعية تجار اقليم الخروب أحمد علاء الدين، وحشد من الفاعليات الاقتصادية اللبنانية و50 شخصا من كبار رجال الاعمال في مالطا.

شقير
بداية القى شقير كلمة قال فيها: “أود أن أرحب بكم أولا في غرفة بيروت وجبل لبنان، بيت الاقتصاد اللبناني. الوضع الاقتصادي العالمي الحالي صعب للغاية، ومع انخفاض أسعار النفط والمعاناة في المنطقة، لبنان دفع ثمنا باهظا جدا. وعلى الرغم من كل ذلك، فإن القطاع الخاص اللبناني لعب دورا مميزا في الحفاظ على الاقتصاد الوطني”.

أضاف: “نحن نؤمن بقدرة رجال الأعمال اللبنانيين الموجودين في جميع أنحاء العالم، والمعروفين بقصص نجاحهم التي لا تعرف حدودا جغرافية، وهذا ما نأمل أن تتبناه حكومتنا، ولا سيما لجهة الانضمام الى منظمة التجارة العالمية”.

وتحدث شقير عن العلاقة التاريخية بين لبنان ومالطا، وقال: “هذا يؤسس ليكون لبنان جسرا لتقوية علاقات هذا البلد الصديق مع كل دول الشرق الاوسط، ولا سيما منطقة الخليج العربي، فيما تكون مالطا بوابة لبنان إلى أوروبا”.

أضاف: “إن زيارة هذا الوفد الاقتصادي الكبير برئاسة رئيس مجلس وزراء مالطا هي في غاية الأهمية، خصوصا أن الملتقى الاقتصادي سيتضمن اجتماعات عمل ثنائية بين رجال الاعمال في البلدين لخلق شركات عمل ثنائية في مجالات مختلفة”، معتبرا أن “هذا الجهد سيقود الى تنمية العلاقات الاقتصادية بشكل مطرد، وفتح الآفاق امام زيادة التبادل التجاري بين البلدين”.

وشدد شقير على ضرورة التركيز على “إرساء استراتيجية لخلق شراكات عمل حقيقية في فرص استثمارية مجدية بين رجال الأعمال من كلا البلدين”. وقال: “هذه الفرص تطرح نفسها في الكثير من القطاعات، سواء في لبنان أو خارجه، ولا سيما تطوير البنية التحتية في لبنان بعد إقرار قانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وقطاع النفط والغاز الواعد في لبنان، وإعادة إعمار سوريا، وكذلك خبرة اللبنانيين في مناطق الخليج وأفريقيا كلها أمثلة على مشاريع مشتركة تسمح للمنطقة بأكملها بالاستفادة”.

رئيس غرفة مالطا
وتحدث رئيس غرفة مالطا انطون بورغ، فوجه الشكر لشقير على استضافة ملتقى الاعمال اللبناني – المالطي “الذي نأمل من خلاله تقوية التواصل بين رجال الاعمال في البلدين ووضع رؤية للتقدم على مسار تعزيز التعاون الاقتصادي الثنائي”، مؤكدا أن “وجود هذا الوفد برئاسة الرئيس موسكات يدل على مدى اهتمامنا بهذا الامر”.

ولفت الى أنه “على الرغم من التاريخ الطويل من التعاون الإيجابي بين البلدين، لا يزال التبادل التجاري بين البلدين متواضعا، وهذا يؤكد الحاجة الى تنمية علاقاتنا الاقتصادية الثنائية والتركيز على زيادة مستوى التجارة البينية”، مؤكدا وجود “احتمال كبيرة لتنميتها خصوصا لجهة لما يتمتع به اقتصاد مالطا من قوة في مجالات عدة، ولا سيما على مستوى الصناعة والنقل البحري”.

وشرح بورغ بشكل مطول المقومات الاقتصادية التي يتمع بها اقتصاد مالطا والقطاعات الاقتصادية الفاعلة، كما شرح الرؤية الاقتصادية التي أقرتها حكومة مالطا للفترة بين 2014-2020.

موسكات
وألقى موسكات كلمة تحدث فيها عن أوجه الشبه بين لبنان ومالطا على مختلف المستويات، “فهما بلدان صغيران في محيطهما لكن يتمتعان بدور كبير في كل المجلات”، مشيرا الى الامكانات البشرية الكبيرة التي تتمتع بها بلاده الفقيرة بالموارد الاولية. ولفت الى أن “اقتصاد مالطا يرتكز بالدرجة الاولى على الخدمات والسياحة وجذب الاستثمارات”، مشيرا الى أنها “سجلت عام 2015 ثاني أكبر نمو في اوروبا”.

وأكد أن بلاده تتمتع بالاستقرار والامان “اللذين يؤهلانها لتكون معبرا اقتصاديا بين منطقة الشرق الاوسط واوروبا”، مشددا على “ضرورة تنمية التبادل التجاري بين البلدين الذي لا يزال خجولا جدا”.

ورأى أن “خطر النزاعات موجود دائما في المنطقة”، لكنه اعتبر ان “تخطيها يكون بالعمل المشترك”، مؤكدا ايمانه بأن “السلام وحده يمكنه حل المشكلات، وان اساس السلام هو إرساء تعاون اقتصادي متين بين دول المنطقة”.

وعرض المقومات الاقتصادية التي تتمتع بها بلاده، ولا سيما في مجالات الصناعة والسياحة والطب والاستشفاء وتصدير الصناعات التي تتمتع بقيمة مضافة عالية، والبرمجيات والشرائح الالكترونية.

ودعا القطاع الخاص في البلدين الى المزيد من التواصل، مؤكدا التزام بلاده تعزيز التبادل التجاري والسياحي مع لبنان والقيام بكل ما يلزم لدفع هذه العملية الى الأمام.
وختم: “إننا نريد أن يكون لبنان شريكا تجاريا أساسيا لمالطا في المنطقة”.

جلسات عمل
بعد انتهاء الكلمات قدم الرئيس شقير درع اتحاد الغرف اللبنانية لرئيس مجلبس وزراء مالطا تقديرا لاهتمامه وجهوده لتقوية العلاقات، ولا سيما الاقتصادية بين البلدين.

بعد ذلك، عقد جلسة عمل تم خلال عرض الفرص الاستثمارية في لبنان والميزات التفاضلية التي يتمتع بها اقتصاده، قدمتها المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار “ايدال”، وكذلك قدم الجانب المالطي عرضا مماثلا عن الاستثمارات في مالطا.

وبعد غداء أقامه شقير على شرف الوفد الزائر في نادي الأعمال في الغرفة، عقدت بعد الظهر اجتماعات عمل ثنائية بين رجال الأعمال المالطيين ونظرائهم اللبنانيين للبحث في الإمكانات المتاحة لإقامة شراكات عمل في المجالات المتاحة.