IMLebanon

عائلات دير الأحمر: الأمر لي

deir-ahmar

 

كتب رامح حمية في صحيفة “الأخبار”:

انعكس الاتفاق العوني ـ القواتي دفئاً ملحوظاً على مناصري الطرفين في منطقة دير الأحمر البقاعية، إلا أنه لم يُغرِ كثيراً العائلات في المنطقة. فالتحالف “جيد” من الناحية السياسية، لكن “لا أثر له” في المعركة الانتخابية ـ الإنمائية…

مع نهاية كل أسبوع، تضج قرى منطقة دير الأحمر بصخب أبنائها الذين يقصدونها في الـ”ويك إند” على عكس باقي أيام الأسبوع. القرى المترامية بين السفوح الشرقية لسلسلة جبال لبنان الغربية يقيم قسم كبير من أبنائها في العاصمة وفي مدن أخرى، ليبقى في تلك البلدات عدد قليل من أبنائها المسنين وممن حظوا بوظائف في البقاع.

مع اقتراب الانتخابات البلدية، بدأ الصخب يسود هذه البلدات المسيحية معظم أيام الأسبوع للبحث في التحالفات والاتفاقات وهوية المرشحين، وخصوصاً بعدما خلط التفاهم العوني ـ القواتي الأوراق.

لا ينكر أحد وجود القواتيين والعونيين وحضور النائب إميل رحمة، كأطياف سياسية لها وجودها في دير الأحمر وعيناتا وشليفا والقدام وبرقا وبتدعي، لكن المصادر العائلية تؤكّد، في المقابل، الحضور الأقوى للعائلات “صاحبة القرار النهائي والحاسم في رسم خريطة طريق البلديات في المنطقة”.

تجمع الأطياف السياسية والعائلية في قرى دير الأحمر على ضرورة انتخاب مجلس بلدي “غير نافر” يرضي طموحات أبناء البلدات إنمائياً وخدماتياً، و”لا يستفز أحداً”، كما يؤكد عمار أنطون مسؤول التيار الوطني الحر في البقاع لـ”الأخبار”. الحضور العوني في دير الأحمر وغالبية قراها محدود، ولكن رغم ذلك بدأ التواصل مع العائلات والقوات، “للبحث عن مرشحين كفوئين ينالون رضى العائلات ولا يشكلون مصدر إزعاج لأحد في البلدة وجوارها من القرى البقاعية، ويمثلون جيداً منطقتهم إنمائيا وخدماتياً”.

ولا يختلف موقف القوات اللبنانية كثيراً لجهة لغة التواصل مع التيار والعائلات “من أجل اختيار الأكثر كفاءة وإفادة للمنطقة”. ويؤكد مسعود رحمة مسؤول القوات في دير الأحمر “السعي إلى التواصل مع الجميع من أجل إنماء المنطقة كعائلة واحدة، وعدم احتكار الرأي”، لأن الهدف هو “التوافق الجدي والعلمي للوصول إلى مجلس بلدي متكامل ومتجانس، وإن كان رئيسه عونياً أو عائلياً أو قواتياً”. لكن هذه الإيجابية تتبدّد لدى السؤال عن إمكانية الوصول إلى تزكية في الانتخابات البلدية في دير الأحمر. “يا ريت”، يجيب رحمة بعفوية، عازياً السبب إلى “الكيديات لدى البعض”، وخصوصاً أن القوات “تسعى إلى سحب البلدية من الإطار العائلي إلى الإطار الإنمائي”، مع تأكيده أن “الشعب متجاوب”، والقوات “تساعد العائلات في اختيار مرشحيها الأفضل”.

العائلات ترفض العلاقة الحزبية بالبلديات، وتؤكد ضرورة “إقامة تحالف بين العائلات لانتخاب مجلس بلدي لا صبغة حزبية فيه”، كما يؤكد المخرج سمير حبشي لـ”الأخبار”. يشدد ابن الدير على أن “الإنماء لا ينبغي أن يكون له انتماء حزبي أو سياسي”. يقرّ ابن العائلة الأكبر في بلدة دير الأحمر بأن للقوات اللبنانية وجوداً في البلدة، إضافة إلى أحزاب أخرى “محدودة جداً”، لكنه يشدد على أن “الكلمة الفصل في الانتخابات في دير الأحمر هي للمستقلين من العائلات وعددهم أكثر بكثير من المنظمين حزبياً والذين يدورون في فلك الأحزاب”.

وتضم بلدة دير الأحمر عدداً من العائلات؛ أكبرها حبشي والقزح وسعادة وخوري والفخري وديراني (عماد وشيت وشواح وإسحاق) وبرقاشي وعطاالله وصالح وكيروز ورحمة وحدشيتي والليطالني وطربيه وعواد. ابن البلدة هاني رحمة العضو السابق في المجلس البلدي 2004 ـ 2010 يشدد على أن العضو البلدي “لا ينبغي أن يشحد ترشيحه وانتخابه من الأحزاب والمسؤولين، وإنما من عائلته ومن معرفته ببلدته وأوجاع أبنائها وحاجياتهم ومتطلباتهم الخدماتية، مش يكون ساكن ببيروت ويزور البلدة كل سنة مرة وينزل لعنّا بالباراشوت كمرشح واجب انتخابه”. بدوره حنا، ابن البلدة، يؤكد رفضه لمبدأ “الوصاية والإشراف والرقابة على عمل المجلس البلدي في دير الأحمر من قبل القوات اللبنانية، وحاجة كل قرار مهما كان صغيراً للمرور على معراب للموافقة عليه أو الرفض”. فيما ينفي رحمة من جهته أن تكون القوات مع مبدأ الوصاية على البلديات، موضحاً أن “تعاملها مع المسؤول كمسؤول واحترام خياراته، وإذا وجدنا أن وجهة نظره مقنعة ومفيدة للمنطقة نقف إلى جانبه”.

إنجازات المجلس البلدي الحالي لم ترقَ إلى مستوى طموح عدد كبير من أبناء بلدية دير الأحمر، على عكس رحمة الذي يشدد على إنجازات، ومنها مشروع كهرباء دير الأحمر 24/24 نتيجة مشروع موّل رئيس حزب القوات سمير جعجع 80% منه وتكفّلت البلدية بالباقي، فضلاً عن افتتاح مركز للأمن العام في البلدة، وافتتاح فرع لمصرف سوسيتيه جنرال قريباً، ومواجهة ري المزروعات بمياه الصرف الصحي وعدد من المشاريع التي ستنفذ قريباً. في المقابل، يؤكد حبشي وجود “نقّ” كثير من أبناء دير الأحمر على البلدية الحالية، “حتى إن القوات الطرف الداعم لها يدرك جيداً أنها لم تكن موفقة”، فالرئيس ميلاد عاقوري “جيد”، لكنّ عدداً من الأعضاء “لا علاقة لهم بالعمل البلدي”. أما مشروع الكهرباء فـ”مفيد للبلدة، لكن لا يمكن تسجيله على أنه إنجاز، إذ باستطاعة كل مواطن أن يأتي بمولد ويوفر الكهرباء كما في الاشتراكات”. يؤكد حبشي حرص عائلته وعائلات دير الأحمر والمنطقة على التكاتف لإعطاء الأفضل دائماً، مشيراً إلى أن البلدية الحالية “زمطت” بظروف معينة، وهناك سعي فعلي من النائب السابق طارق حبشي والعائلات جميعها للوصول إلى “التوافق والتزكية، من أجل توفير الخدمات لابن دير الأحمر وجغرافيا البلدة وعلاقتها مع الجوار”.

وعليه، حتى اليوم لا يمكن التنبؤ بعد بماهية ما ستؤول إليه الأمور في دير الأحمر، في انتظار اكتمال المشهد الانتخابي. أما في باقي القرى، فمروحة الاتصالات بين العائلات والقوات والتيار الوطني الحر بدأت كما الحال في شليفا والقدام وبتدعي، فيما تتواصل العائلات في ما بينها في باقي البلدات كالزرازير (عائلة حبشي) وبشوات.