IMLebanon

“المستقبل” يواجه “القوات” في زحلة!

 

zahle-bekaa

 

 

 

كتبت صحيفة “الأخبار”:

في الكورة والقبيات وبيروت وغالبية بلدات النفوذ المشترك بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وتيار المستقبل، يواصل المستقبل الهروب إلى الأمام، رافعاً راية التوافق البلدي لتجنّب المواجهة المباشرة بين قواعده وقواعد القوات، إلا أن مدينة زحلة ستكون كما يبدو مسرحاً لمواجهة واضحة بين المستقبل والقوات.

فقد علمت «الأخبار» أن الرئيس سعد الحريري حسم أمس ترشيح المحامي عبدو حسنة، باسم تيار «المستقبل»، على لائحة الكتلة الشعبية، فيما تضع رئيسة الكتلة ميريام سكاف اللمسات الأخيرة على اللائحة، تمهيداً لإعلانها في مهرجان شعبيّ تقول مصادرها «إن المدينة لم تشهد مثيلاً له منذ سنوات». وتؤكد مصادر في الكتلة أن «ضم أي مرشح حزبي، سواء للمستقبل أو لحزب الله لحركة أمل، أو غيرهم من شركاء آل سكاف أمر مستبعد جداً. فقوة اللائحة تكمن في أنها غير حزبية، ولا يمكن بالتالي استبعاد الحزبيين المسيحيين وقبول حزبيين آخرين. وهو ما يفترض أن يلقى تفهّماً من حلفاء الكتلة الشعبية، فيتبنّون المرشحين الذين ستسميهم سكاف بناءً على حيثياتهم العائلية»، علماً بأن حسنة مسؤول المستقبل في منطقتي حوش الأمراء والمعلقة من جهة، وتلتف عدة عائلات حول ترشيحه من جهة أخرى. والتنسيق بحسب معلومات «الأخبار» قوي وشبه يومي بين المحيطين بسكاف ومستشاري الرئيس سعد الحريري الذي أوصل رسالة أولى إلى القوات حين زار زحلة ويستعد كما يبدو لإيصال رسالة ثانية خلاصتها أن القوات ستخسر في أي استحقاق نيابي مقبل مقاعدها الزحلية الثلاثة، ولن يعوّضها شيء عن خسارتها الاستراتيجية لعاصمة البقاع. وفي المقابل، كانت القوات قادرة على سحب الفتيل الزحليّ عبر تلقّف انفتاح السيدة ميريام سكاف ورغبتها في أن يكون التفاهم المسيحيّ شاملاً، إلا أن استقبال النائبة ستريدا جعجع لسكاف، شكلاً ومضموناً، كان «في غاية السوء»، فيما جلس رئيس حزب القوات سمير جعجع مستمعاً بدل أن يطلب من زوجته الفصل بين ما هو سياسيّ وما هو شخصيّ.

من جهة أخرى، تصطدم لائحة المناوئين للكتلة الشعبية بصعوبات جمّة تحول دون إعلانها حتى الآن. فمبادرة رئيس البلدية السكافيّ السابق أسعد زغيب إلى إعلان ترشحه قبل جمع الأعضاء اللازمين لتشكيل اللائحة قطع الطريق أمام بحث القوات والعونيين عن مرشح آخر يلقى قبولاً أكبر. ووضع زغيب بذلك الأحزاب أمام أمر واقع، قبل أن يبدأ المطالبة بأن يسمّي بنفسه نحو نصف أعضاء لائحته. وما تواجهه الأحزاب هنا مع زغيب سبق للوزير الراحل إيلي سكاف أن واجهه بعيد تأمينه فوز زغيب بالمجلس البلديّ مرتين، حين بدأ الأخير التصرف بوصفه «الكل بالكل» وما على «البيك سوى البقاء في المنزل وتركه يشتغل سياسة». ولا شك في أن حديث زغيب عن نيته تشكيل لائحة ذات طابع عائلي يتعارض بالكامل مع حماسة القوات والعونيين لمواجهة الإقطاع العائلي والسياسي. والمشكلة الثانية تتعلق بحصة التيار التي لا تتجاوز في حسابات زغيب والقوات مقعدين بلديين دون نيابة رئيس أو غيرها، الأمر الذي لا يبرر أبداً خوضهم معركة كسر عظم مع آل سكاف، علماً بأن العونيين يتصرفون باعتبارهم نصف زحلة أو أكثر، فيما الحصة المعطاة لهم توازي حصة الكتائب ولا تصل إلى نصف حصة زغيب (7 مقاعد). وتقول مصادر الكتلة الشعبية في هذا السياق إن العماد ميشال عون تحدث خلال استقباله سكاف عن تمثيله والقوات أكثر من 85 % من المسيحيين، إلا أن السير بالمعركة سيبيّن أن العونيين والقوات ومعهم الكتائب لا يمثلون مجتمعين 50% من المسيحيين في أكبر مدينة مسيحية. والعقدة الثالثة هنا تتمثل في تمسك العونيين ــ حتى الآن ــ بحلفهم مع النائب نقولا فتوش الذي اضطر إلى ترشيح شقيقه موسى إلى رئاسة البلدية بعدما تمادت القوى السياسية في تجنّبه، في ظل تدخل عدة وسطاء جديين بين فتوش وسكاف للتقريب بينهما أخيراً، خصوصاً أن فتوش لا يطلب الكثير في الاستحقاق البلدي، وينصبّ اهتمامه على اتفاق مبكر بشأن الانتخابات النيابية. وفتوش، كما يؤكد «خبراء الانتخابات» الزحليون، لا يأخذ صوتاً واحداً من أمام لائحة سكاف في حال استمراره في الترشح، بل يضرب بترشّحه لائحة القوات والعونيين.