IMLebanon

نحو تفعيل الوجود المسيحي في طرابلس

tripoli

شكّل اللقاء المسيحي الذي عقد بدعوة من النائب روبير فاضل في منزله بطرابلس للبحث في الانتخابات البلدية المقبلة، خطوة إيجابية على طريق تفاعل العائلات الروحية في المدينة مع كل الاستحقاقات السياسية فيها، وإثبات حضورها، وإظهار التنوع والعيش الواحد القائم في عاصمة الشمال.

وجمع اللقاء مطارنة الطوائف المسيحية والأحزاب والتيارات ضمنها، فكانت المشاركة فيه شبه مكتملة. إذ حضر المطارنة: جورج بوجودة (الموارنة) أفرام كرياكوس (الأرثوذكس) إدوار ضاهر (الكاثوليك) والنائب سامر سعادة، وممثلون عن “التيار الوطني الحر”، “تيار المردة”، و”القوات اللبنانية”، وحزب “الطاشناق”.

وبالتالي، يمكن القول إنّ هذا اللقاء عَمِل على تصويب دور المسيحيين في الانتخابات البلدية المقبلة لجهة عدم اختصاره في الحفاظ على التمثيل المسيحي في المجلس البلدي والذي تحرص عليه كل القيادات الطرابلسية. كما في أن يكون لهم دور ورأي في اختيار أعضاء المجلس بمن فيهم الرئيس، وذلك إنطلاقا من الحفاظ على الشراكة الاسلامية المسيحية التي يتوافق الجميع على تفعيلها في الفيحاء، لا سيما بعد السنوات العجاف من التوترات الأمنية التي ألبست طرابلس لبوسا غريبا عنها.

وكشفت صحيفة “السفير” أن المناقشات خلال اللقاء تمحورت حول الأسماء المطروحة لرئاسة البلدية، وضرورة وصول الكفاءات الطرابلسية من كل الطوائف الى المجلس البلدي وتشكيل فريق عمل منسجم ومتناغم بعيداً عن المحاصصة السياسيّة التي أثبتت فشلها، ويكون قادراً على النّهوض بطرابلس وحلّ الأزمات التي تعاني منها على مختلف الصعد، مؤكدين أن المدينة تحتاج إلى من يعوضها مما فاتها من كل أنواع الخدمات البلدية.

وتؤكد المعلومات أنّ المجتمعين توافقوا على الخطوط العريضة لجهة ترجمة التنوع الطرابلسي ضمن المجلس البلدي، وتفعيل الوجود المسيحي سياسيا ودينيا ومدنيا، خصوصا بعد تجارب بلدية سابقة أدت فيها المعارك السياسية الى حرمان المسيحيين من التمثيل ضمن المجلس البلدي.

ودعا المجتمعون كل من يجد في نفسه القدرة على خدمة طرابلس أن يتقدّم بالترشح للعضوية، تاركين عملية الدخول في الأسماء والتسميات الى اجتماعات ستعقد لاحقا، بانتظار تبلور المشاورات السياسية حول هذا الاستحقاق.

ويؤكد النائب روبير فاضل لـ “السفير” أننا “لا نفرق بين مسلم أو مسيحي في طرابلس، فكلنا أبناء هذه المدينة، وتقع على عاتقنا مسؤولية النهوض بها كل بحسب دوره وحضوره، والاستحقاق البلدي يعني الجميع بدون إستثناء، هو فرصة للانماء والتطور والتقدم، ويجب عدم إهدارها بتجاذبات سياسية ومحاصصات تؤدي مجددا الى الفشل، لأن طرابلس لم تعد تحتمل أي إهمال على صعيد الخدمات الضرورية التي تحتاجها.

ويلفت الانتباه إلى أن اللقاء ضم مكونات أساسية في طرابلس تتطلع الى شراكة مدنية فاعلة تنعكس إيجابا على كل أبناء المدينة.

ويشدد فاضل على أنّ “ما يهمّنا في كل الأعضاء هو الكفاءة والكفّ النظيف والانفتاح على كل مكوّنات المدينة، أما في ما يتعلّق بموضوع الاتفاق على رئيس البلدية، فنحن نرحّب دائماً بالتوافق شرط ان نتعلّم من التجربة السابقة التي حوّلت عملياً التوافق الى محاصصة أدت الى التعطيل، ولدينا ملاحظة في هذا الاطار على بعض القيادات التي تعتبر ان رئاسة المجلس البلدي شأن يعني طائفة واحدة، وكأن أداء رئيس البلدية وانتاجيته واخلاقه لا تنعكس إيجاباً أو سلباً على حياة كل سكّان المدينة بغض النظر عن انتمائهم السياسي أو الديني”.

من جهته، يؤكد المطران جورج بوجودة أن “ما يهمنا هو أن تتمثل كل العائلات الروحية في طرابلس في مجلسها البلدي، فنحن أبناء هذه المدينة، ويجب أن نقوم بالدور المنوط بنا، وأن نفتش عن أسماء تكون قادرة على القيام بالمهام الصعبة التي تنتظرها”، مشددا على “أننا لا نريد تكرار تجربة وصول مجلس بلدي غير متنوع طائفيا ومذهبيا”.